سؤال و جواب . كوم
سؤال وجواب | هل يجوز لآحاد الناس قتل المرتد دون حكم القضاء؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | القول بوصول دعوة الرسل إلى بعض أهل الجاهلية، هل يعارض حقيقة أنهم لم يرسل إليهم رسول من قبل؟- سؤال وجواب | هل يمكن لي الاستغناء عن الجميع؟
- سؤال وجواب | مذاهب الفقهاء في استخدام أوانٍ مطلية بالفضة
- سؤال وجواب | من أين يحرم المتمتع بالحج ؟ وهل يلزمه حلق الشعر بعد رمي الجمرة ؟
- سؤال وجواب | كانت تكذب وتسرق قبل أن تفقد عقلها ، فما الحكم ؟
- سؤال وجواب | هل للمرأة أن تقص شعرها قبل غسل الحيض ؟
- سؤال وجواب | هل تلزمها زيارة زوجة أحد أقاربها ؟
- سؤال وجواب | هل يوزعون الحلوى على غير المسلمين في رمضان
- سؤال وجواب | يستحب في الأضحية أن تكون مسنة فإن لم يجد فجذعة ضأن
- سؤال وجواب | هل يحق لأبي أن يرفض زواجي من زميل لي بحجة أنه من غير جنسيتي
- سؤال وجواب | زوجتي جعلت حياتي خرابا، فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | الأنيميا المنجلية . هل يفيد معها زراعة نخاع العظام؟
- سؤال وجواب | أرضعت بنت أختها لتكون محرمة على أبنائها
- سؤال وجواب | هل لمريض الزهايمر أجر، وهل يكتب له أجر أعماله التي كان يعملها قبل؟
- سؤال وجواب | تكرر منه سب الله والرسول والدين وتأتيه الوساوس بأن ذلك لم يكن عن عمد
سمعت أن القتل هو حكم من سب النبي صلى الله عليه وسلم بالإجماع ، إلا أن بعض علمائنا اليوم يرى أن هذا الحكم غير صحيح ، إذ لا بد من محاكمة أولاً ، فما الرأي الصحيح ؟ وسمعت أيضاً أن كعب بن الأشرف وغيره قُتلوا لأنهم سبوا النبي صلى الله عليه وسلم ، لكننا نجد أنهم قتلوا في العهد المدني ، وهو عهد التمكين ، وبالتالي فإن البعض يرى أن المسلمين الآن في عهد يشبه العهد المكي وليس المدني ، إذ ليس لهم سلطة ، ولا خلافة ، وعليه فإن القتل ليس حكماً صحيحاً في مثل هذه الظروف ، فما رأيكم ؟ أتمنى منكم الشرح بالتفصيل ، مع ذكر الدليل من السنة والتنزيل ، وقول الأوائل من علماء التأويل ..
الحمد لله.
المحاكمة العادلة لمن يسب النبي صلى الله عليه وسلم ليست قولا لبعض العلماء ، بل هي قول عامتهم ؛ لأنهم متفقون على أن إقامة الحدود شأن الإمام أو الحاكم أو نائبه ، وهو لا يقيمها إلا بقضاء القاضي الذي يتولى الفصل في شؤون العباد في الدنيا.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو من يتولى القضاء بين الناس ، ويتولى الحكم في أقوالهم وأفعالهم ، فلما توفي صلى الله عليه وسلم كان ذلك للقضاة من الصحابة والتابعين والأئمة من بعده.
والمصلحة الشرعية تقضي بذلك على وجه القطع أيضا ؛ إذ لو تُرك الأمر للناس ، يضرب كل منهم عنق من ارتد عن الدين بزعمه ، أو يقيم الحد على من وقع في الفاحشة ، لسالت الدماء في المجتمع ، واضطربت أحوال الناس ، ودبت الفوضى في شؤونهم وأمورهم.
ولهذا عقد ابن أبي شيبة رحمه الله في كتابه " المصنف " (6/429-430) بابا بعنوان : " الدم يقضي فيه الأمراء " ، وأورد فيه بأسانيده الآثار الآتية : -عن عبد الرحمن بن زيد قال : قال سليمان : " أما الدم فيقضي فيه عمر ".
-عن النزال بن سبرة قال : " كتب عمر إلى أمراء الأجناد أن لا تقتل نفس دوني ".
-عن ابن سيرين قال : " كان لا يُقضَى في دم دون أمير المؤمنين ".
وعقد بابا آخر (6/507) بعنوان : " من قال : الحدود إلى الإمام "، وساق فيه الأقوال الآتية : -عن الحسن قال : " أربعة إلى السلطان : الزكاة ، والصلاة [يعني الإمامة فيها] ، والحدود ، والقضاء ".
-عن ابن محيريز قال : " الجمعة ، والحدود ، والزكاة ، والفيء ، إلى السلطان ".
-عن عطاء الخراساني قال : " إلى السلطان الزكاة ، والجمعة ، والحدود ".
وهو الأمر الذي استقر في كتب المذاهب المتبوعة ، والأئمة والعلماء ، أن الحدود لا تقام إلا من خلال بوابة القضاء ، التي هي سلطة مستقلة بتوكيل الإمام.
يقول الكاساني الحنفي رحمه الله – في شروط إقامة الحد -: " أن يكون المقيم للحد هو الإمام أو من ولاه الإمام " انتهى من " بدائع الصنائع " (7/57).
وجاء في " مواهب الجليل " (مالكي) (3/358): " كان الأصل يقتضي أن يجوز لكل أحد القيام بحق الله تعالى في ذلك ، لكن الشرع فوضه إلى الأئمة ، كي لا يوقع الاستبداد به في الفتن " انتهى.
وجاء في " إعانة الطالبين " (4/157) من كتب الشافعية : " إن لم يتب المرتد قتل كفرا لا حدا ، فلا يجب غسله ولا تكفينه ، ولا يصلى عليه ، ولا يدفن في مقابر المسلمين لخروجه عنهم بالردة ، أي : قَتَلَه الحاكم ، فلو قتله غيره عُزِّر لافتياته على الإمام [أي : لتعديه على حق الإمام] " انتهى.
ويقول ابن قدامة الحنبلي رحمه الله : " قتل المرتد إلى الإمام ، حرا كان أو عبدا ، وهذا قول عامة أهل العلم ، إلا الشافعي ، في أحد الوجهين في العبد " انتهى من " المغني " (9/8).
ويقول الحافظ ابن رجب رحمه الله : " لا يجوز الافتئات عَلَى الأئمة ونوابهم ، ولا إظهار مخالفتهم ، ولو كانوا مفرطين في نفس الأمر ، فإن تفريطهم عليهم لا عَلَى من لم يفرط ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الأئمة: ( يصلون لكم ، فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطئوا فلكم وعليهم ) خرَّجه البخاري ".
انتهى من " مجموع رسائل ابن رجب " (2/608).
وهكذا ثمة العشرات من النقول عن العلماء الأجلاء عبر العصور ، تؤكد أن إقامة الحد وقتل المرتد إنما هو شأن القضاء ، وليس شأنا عاما للناس كلهم ، سواء شابه عصرهم الفترة المكية أم الفترة المدنية ، لا فرق بين الحالين ، كي لا يرفع بعضهم على بعض السلاح ، فتسيل الدماء بدعوى الوقوع في الردة ، فليس هذا من شأن خاصة الناس ، فكيف بعامتهم الذين لا يفرقون بين أسباب الردة ، ولا يعرفون موانعها ، ولا حكمها في المدونات الفقهية ، ولا غيرها من الحدود.
وحوادث السيرة أو السنة النبوية المشار إليها في السؤال تتوافق مع هذا التأصيل ولا تتعارض ، بل هي التي دلت عليه ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان هو الذي يأمر بإقامة الحد أو بقتل من يستحق القتل بعد ثبوت ذلك عليه ، وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته مقام القضاء ، ومقام الولاية ، ومقام الحكم ، وغيرها ، إلى جانب مقام النبوة المعصوم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الصارم المسلول " : ” فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقيم الحدود بعلمه ، ولا بخبر الواحد، ولا بمجرد الوحي ، ولا بالدلائل والشواهد ، حتى يثبت الموجب للحد ، ببينة أو إقرار" انتهى.
فمن يفتئت على القضاء الشرعي اليوم ، ويقيم الحدود بنفسه بدعوى ما وقع من حوادث في السنة النبوية ، فقد تمسك بمنطق ضعيف ، وحجة واهية.
وأولئك الصحابة الكرام الذين قتلوا المرتدين أو المتعرضين لمقام النبوة إنما صنعوا ذلك بإذن مسبق مباشر من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بإمضاء لاحق منه عليه الصلاة والسلام ، وذلك هو نفسه حكم القضاء.
وانظر في موقعنا الأرقام الآتية : (
111252
) ، (103739
) ، (224854
) ، (180128
) ، (150989
) ، (220324
) ..اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل لمريض الزهايمر أجر، وهل يكتب له أجر أعماله التي كان يعملها قبل؟- سؤال وجواب | تكرر منه سب الله والرسول والدين وتأتيه الوساوس بأن ذلك لم يكن عن عمد
- سؤال وجواب | ما مدى تأثير مبيد الفئران على الإنسان؟
- سؤال وجواب | أحسست أن الأبواب أوصدت في وجهي بعد دعوة أمي، أرشدوني.
- سؤال وجواب | الرجعة بلا علم الزوجة هل تصح وإن كان الزواج عرفيا
- سؤال وجواب | حكم وصية الأب بولاية المال لأحد أبنائه على الآخرين
- سؤال وجواب | نصائح وتوجيهات لفتاة تعاني قسوة أمها ودعاءها عليها واتهامها بالكلام عنها
- سؤال وجواب | نقطة الدم المنفصلة ليست علامة على البلوغ
- سؤال وجواب | هل هناك آثار جانبية للنظارة الطبية؟
- سؤال وجواب | لدي رهبة وخوف وقلق واضطراب وليس لدي عمل
- سؤال وجواب | لا بأس بخلع أو طلب الطلاق ممن ظهرت عدم كفاءته
- سؤال وجواب | رغبتي في الزواج شديدة، فما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | التداوي عند المنجمين ولو بالأعشاب لا يجوز
- سؤال وجواب | هل فريزر الثلاجة له ضرر في حال تخزين الطعام لفترة طويلة؟
- سؤال وجواب | كتب رسالة لزوجته يقول فيها: إنه كافر فتزوجي غيري، فهل ينفسخ النكاح؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا