صحوت فجأة فشعرت بالموت يلاحقني فهل أنا مريض نفسي؟

تم النشر اليوم 05-12-2025 | صحوت فجأة فشعرت بالموت يلاحقني فهل أنا مريض نفسي؟
السؤال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيرا علي مجهودكم الرائع. منذ شهر تقريبا كنت أعيش حياة طبيعية جدا، وذات ليلة عدت من العمل قبل الفجر وكنت قد تناولت بعض الطعام والحلوى، وخلدت إلى النوم حتى غفوت وقمت فجأة بسبب انقطاع النفس، وهنا أحسست أنني سأموت وبدأت أشعر ببعض التنميل في رأسي وبعض جسدي، وأشعر بضيق تنفس، وصعوبة بسيطة في البلع لم أشعر بهذا الإحساس من قبل. ذهبت بعدها بيومين إلى طبيب باطنة وقال لي: لديك التهاب في القولون، وأعطاني بعض الأدوية، وطمأنني، وبالفعل تحسنت حالتي بعض الشيء ولكن لا يفارقني ذلك الإحساس بالموت، استمريت على العلاج، وكنت إذا جلست مع الأصحاب لا يأتيني ذلك الإحساس إلا نادرا، وكنت غالبا أتجاهله. ظلت تلك الأفكار وتخيلات الموت تلاحقني دائما وأنا أحاول التجاهل، وأصبحت لا أشعر بطعم الحياة، ولا أفكر كثيرا في المستقبل، ولدي حالة من اليأس، وأحيانا أشعر بالراحة، ذهبت إلى طبيب باطني وقال: إنني أعاني من مشاكل في المعدة والقولون، وطلب عمل تحليل جرثومة المعدة، وكتب لي على أدوية هي: نيكسيام 40 ودايجست إيزي وكولفرين وكبسول آخر. وبالفعل كشفت الفحوصات عن وجود جرثومة المعدة، ولكن سوف أذهب للطبيب يوم الاثنين -بإذن الله- للاستشارة، شعرت ببعض التحسن مع الأدوية ولكن الخنقة، والخوف من الموت والخوف من الأمراض كلها لا تفارقني. بالله عليكم أريد أن يعود ذهني لسابق عهده وأن أعيش حياتي الطبيعية من جديد، أنا أؤمن بالله والموت حق، ولكن التفكير الدائم والخوف نغص علي حياتي. الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك ولنا ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة، أيها الفاضل الكريم هذه النوبة الحادة التي حدثت لك بعد الغفوة النومية هذه النوبة نسميها نوبة الهلع أو الفزع أو الهرع، وقد وصفتها بدقة شديدة فهي غالباً تتسم بالشعور المفاجئ وانقطاع التنفس وصعوبة البلع وربما الخدر والتنميل وشعور عام بالخوف خاصة الخوف من الموت قد يأتي لبعض الناس، تفسير طبيب الباطنية الذي ذكره لك تفسير مقبول، لأن نوبات الفزع والهرع أصلاً أحد مكوناتها الرئيسية هو القلق أو العصاب، والقلق والعصاب يؤدي إلى اضطرابات في القولون مما ينتج عنه ما يعرف عنه بالقولون العصبي. فإذاً هذه هي الأعراض الجسدية المصاحبة لنوبة الهرع، وبعد ذلك قطعاً أصبحت متوجس من هذه الأعراض وهذه المخاوف ونتج عن ذلك شيئاً من الوسوسة، حالتك نعتبرها حالة نفسوجسدية بمعنى أن أصلها نفسي وهو القلق النفسي الذي أدى إلى الهرع، والجانب الجسدي هو أعراض الجهاز الهضمي التي تعاني منها ووجود الجرثومة الحلزونية أمراً شائع جداً أكثر من 90% من الناس يعانون منها، -والحمد لله- أنت الآن قمت باكتشافها وسوف يعطيك الطبيب العلاج الثلاثي الذي غالباً ما يستمر لمدة أسبوعين ويقضي عليها تماماً، أخي الكريم أرجو أن تطمئن أن حالتك هي حالة قلق نفسي مصحوب بأعراض جسدية، كل الذي أريده منك هو أن لا تكثر التردد على الأطباء وأن تحاول أن تصرف الانتباه عن هذه الأعراض، وذلك بأن تشغل نفسك فيما هو مفيد، أنت ذكرت أنك حين تكون مشغولاً مع أصدقائك تقل الأعراض عنك، وهذا نوعاً من صرف الانتباه، فإذاً حاول دائماً أن تشغل نفسك بما هو مفيد، أن تمارس الرياضة، أن تدير وقتك بصورة جيدة، أن تحرص على صلواتك في المسجد، هذا يا أخي كله يساعدك في هذه الأعراض. وهنالك دواء ممتاز جداً يسمى سبرالكس واسمه العلمي استالبرام، سوف أقترحه عليك ويمكن أن تحدث طبيبك عنه ليصرفه لك، الدواء تبدأ في تناوله بجرعة 5 مليجرام يومياً لمدة 10 أيام بعد ذلك تجعلها 10 مليجرام يومياً وتستمر عليها لمدة شهرين ثم تجعلها 20 مليجرام يومياً لمدة شهرين ثم تخفضها إلى 10 مليجرام يومياً لمدة شهرين آخرين ثم 5 مليجرام يومياً لمدة شهراً ثم 5 مليجرام يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم تتوقف عن تناوله، لا بد أن يتم تناول الجرعة بالكيفية التي ذكرتها وإكمال المدة أيضاً هو أحد متطلبات فاعلية العلاج الإيجابية، الدواء سليم غير إدماني وغير تعودي، هذا هو الذي أود أن أذكره لك وسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.