مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا
الاكثر بحثاً

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | مقتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه .

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | أعاني من ألم في الحوض ولم يفد معي العلاج الفيزيائي. فما الحل؟
- سؤال وجواب | قد يكون من الاعتراف بجميل الزوجة أن يترك الزواج عليها
- سؤال وجواب | حكم محبة برلماني لا يدرى هل يستحل التشريع من دون الله أم لا
- سؤال وجواب | زوجي أناني ولا يصرف علي رغم أنه ميسور الحال!
- سؤال وجواب | أتوتر من أيسر الأمور، ما السبب. والدواء؟
- سؤال وجواب | حكم من قال: إن الله والشيطان في مقام واحد
- سؤال وجواب | الزواج من رجل متزوج هل يعد ظلما لزوجاته
- سؤال وجواب | هل يكفر من ترك الإنكار على من يسب الدين أو يستهزئ به
- سؤال وجواب | رد المبلغ على الورثة أو تصدق به عن صديقك
- سؤال وجواب | حول كتاب (التفسير والمفسرون) للشيخ الذهبي
- سؤال وجواب | شروط الإمام عند المالكية
- سؤال وجواب | قاتل نفسه لا يكفر
- سؤال وجواب | ما هي أسباب زيادة الكولسترول في الدم، وما سبل تجنب الإصابة به؟
- سؤال وجواب | حكم ترك المكان لحضور الجماعة إذا كان سيترتب عليه فعل معصية
- سؤال وجواب | محل التكفير باستحلال المعاصي
آخر تحديث منذ 2 ساعة
16 مشاهدة

ماهي كيفية مقتل سيدنا على بن أبي طالب ؟ وهل قام سيدنا على بن أبى طالب بحرق أحد ؟ وما النزاعات التي كانت في عهده ؟ ولماذا نقل الخلافة إلى الكوفة ؟.

الحمد لله.

أولا : كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في آخِر خلافَتِه ، قَدِ انْتَقَضَتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ، وَاضْطَرَبَتْ عَلَيْهِ الْأَحْوَالُ ، وَخَالَفَهُ جَيْشُهُ مَنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَغَيْرِهِمْ ، وَنَكَلُوا عَنِ الْقِيَامِ مَعَهُ ، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُ أَهْلِ الشَّامِ وَصَالُوا وَجَالُوا يَمِينًا وَشِمَالًا زَاعِمِينَ أَنَّ الْأَمْرَ لِمُعَاوِيَةَ ؛ بِمُقْتَضَى حُكْمِ الْحَكَمَيْنِ فِي خَلْعِهِمَا عَلِيًّا ، وَتَوْلِيَةِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مُعَاوِيَةَ عِنْدَ خُلُوِّ الْإِمْرَةِ عَنْ أَحَدٍ ، وَكُلَّمَا ازْدَادَ أَهْلُ الشَّامِ قُوَّةً ، ضَعُفَ جَأْشُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَوَهَنُوا، هَذَا وَأَمِيرُهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، فَهُوَ أَعْبَدُهُمْ وَأَزْهَدُهُمْ ، وَأَعْلَمُهُمْ وَأَخْشَاهُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ خَذَلُوهُ وَتَخَلَّوْا عَنْهُ ، وَقَدْ كَانَ يُعْطِيهِمُ الْعَطَاءَ الْكَثِيرَ وَالْمَالَ الْجَزِيلَ.

وقدْ ذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ التَّارِيخِ وَالسِّيَرِ وَأَيَّامِ النَّاسِ ، أَنَّ ثَلَاثَةً مِنِ الْخَوَارِجِ ; وَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الْمَعْرُوفُ بِابْنِ مُلْجَمٍ الْحِمْيَرِيُّ ، وَالْبُرَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ ، اجْتَمَعُوا فَتَذَاكَرُوا قَتْلَ عَلِيٍّ إِخْوَانَهُمْ مِنْ أَهْلِ النَّهْرَوَانِ ، فَتَرَحَّمُوا عَلَيْهِمْ وَقَالُوا: مَاذَا نَصْنَعُ بِالْبَقَاءِ بَعْدَهُمْ ؟! كَانُوا مِنْ خَيْرِ النَّاسِ ، وَأَكْثَرَهُمْ صَلَاةً ، وَكَانُوا دُعَاةَ النَّاسِ إِلَى رَبِّهِمْ ، لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، فَلَوْ شَرَيْنَا أَنْفُسَنَا فَأَتَيْنَا أَئِمَّةَ الضَّلَالَةِ فَقَتَلْنَاهُمْ ، فَأَرَحْنَا مِنْهُمُ الْبِلَادَ ، وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ ثَأْرَ إِخْوَانِنَا.

فَقَالَ ابْنُ مُلْجَمٍ : أَنَا أَكْفِيكُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، وَقَالَ الْبُرَكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَا أَكْفِيكُمْ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ: أَنَا أَكْفِيكُمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ.

فَتَعَاهَدُوا وَتَوَاثَقُوا أَنْ لَا يَنْكِصَ رَجُلٌ مِنْهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ حَتَّى يَقْتُلَهُ أَوْ يَمُوتَ دُونَهُ ، فَأَخَذُوا أَسْيَافَهُمْ فَسَمُّوهَا، وَاتَّعَدُوا لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ ، أَنْ يُبَيِّتَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَاحِبَهُ فِي بَلَدِهِ الَّذِي هُوَ فِيهِ.

فَأَمَّا ابْنُ مُلْجَمٍ فَسَارَ إِلَى الْكُوفَةِ فَدَخَلَهَا ، وَكَتَمَ أَمْرَهُ حَتَّى عَنْ أَصْحَابِهِ مِنَ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ هُمْ بِهَا، ثمّ ضمّ إليه رجُل مِنْ تَيْمِ الرِّبَابِ يُقَالُ لَهُ: وَرْدَانُ.

لِيَكُونَ مَعَهُ رِدْءًا، وَاسْتَمَالَ رَجُلًا آخَرَ يُقَالُ لَهُ: شَبِيبُ بْنُ بَجَرَةَ الْأَشْجَعِيُّ الْحَرُورِيُّ.

فَجَاءَ هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ وَهُمْ مُشْتَمِلُونَ عَلَى سُيُوفِهِمْ، فَجَلَسُوا مُقَابِلَ السُّدَّةِ الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا عَلِيّ ٌ، فَلَمَّا خَرَجَ جَعَلَ يُنْهِضُ النَّاسَ مِنَ النَّوْمِ إِلَى الصَّلَاةِ ، وَيَقُولُ: الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ ، فَثَارَ إِلَيْهِ شَبِيبٌ بِالسَّيْفِ ، فَضَرَبَهُ فَوَقَعَ فِي الطَّاقِ ، فَضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ بِالسَّيْفِ عَلَى قَرْنِهِ ، فَسَالَ دَمُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وَلَمَّا ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ قَالَ: لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ ، لَيْسَ لَكَ يَا عَلِيُّ وَلَا لِأَصْحَابِكَ ، وَجَعَلَ يَتْلُو قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ) وَنَادَى عَلِيٌّ: عَلَيْكُمْ بِهِ.

وَهَرَبَ وَرْدَانُ، فَأَدْرَكَهُ رَجُلٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ فَقَتَلَهُ ، وَذَهَبَ شَبِيبٌ فَنَجَا بِنَفْسِهِ وَفَاتَ النَّاس َ، وَمُسِكَ ابْنُ مُلْجَمٍ ، وَقَدَّمَ عَلِيٌّ جَعْدَةَ بْنَ هُبَيْرَةَ بْنِ أَبِي وَهْبٍ فَصَلَّى بِالنَّاسِ صَلَاةَ الْفَجْرِ، وَحُمِلَ عَلِيٌّ إِلَى مَنْزِلِهِ ، وَحُمِلَ إِلَيْهِ ابْنُ مُلْجَمٍ، فَأُوقِفَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ مَكْتُوفٌ ، قَبَّحَهُ اللَّه ُ، فَقَالَ لَهُ: أَيْ عَدُوَّ اللَّه ِ، أَلَمْ أُحْسِنْ إِلَيْكَ؟ قَالَ: بَلَى ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: شَحَذْتُهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَسَأَلْتُ اللَّهَ أَنْ يَقْتُلَ بِهِ شَرّ خَلْقِهِ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ: لَا أُرَاكَ إِلَّا مَقْتُولًا بِهِ، وَلَا أُرَاكَ إِلَّا مِنْ شَرِّ خَلْقِهِ ، ثُمَّ قَالَ: إِنْ مِتُّ فَاقْتُلُوهُ ، وَإِنْ عِشْتُ فَأَنَا أَعْلَمُ كَيْفَ أَصْنَعُ بِهِ.

وَلَمَّا احْتُضِرَ عَلِيٌّ جَعْلَ يُكْثِرُ مِنْ قَوْلِ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، لَا يَنْطِقُ بِغَيْرِهَا - وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) وَقَدْ أَوْصَى وَلَدَيْهِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ، وَغَفْرِ الذَّنْب ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَالْحِلْمِ عَنِ الْجَاهِلِ ، وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ ، وَالتَّثَبُّتِ فِي الْأَمْرِ، وَالتَّعَاهُدِ لِلْقُرْآن ِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَاجْتِنَابِ الْفَوَاحِشِ ، وَوَصَّاهُمَا بِأَخِيهِمَا مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، وَوَصَّاهُ بِمَا وَصَّاهُمَا بِهِ ، وَأَنْ يُعَظِّمَهُمَا وَلَا يَقْطَعَ أَمْرًا دُونَهُمَا، وَكَتَبَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي كِتَابِ وَصِيَّتِهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ.

" البداية والنهاية " (11/ 5-16).

ثانيا : أما تحريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه لبعض الناس ، فقد حرق بعض المرتدين ، روى البخاري (3017) ، وأبو داود (4351) - واللفظ له - عَنْ عِكْرِمَةَ : " أَنَّ عَلِيًّا رضيَ اللهُ عنْه أَحْرَقَ نَاسًا ارْتَدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لِأُحْرِقَهُمْ بِالنَّارِ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تُعَذِّبُوا بِعَذَابِ اللَّهِ) ، وَكُنْتُ قَاتِلَهُمْ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ) ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَام ، فَقَالَ: وَيْحَ ابْنِ عَبَّاسٍ ".

وفي لفظ للبخاري (6922) : " أُتِيَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، بِزَنَادِقَةٍ فَأَحْرَقَهُمْ.

".

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " كان لعبد الله بن سبأ أتباع يقال لهم السبائية ، يعتقدون إلهية علي بن أبي طالب ، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته " انتهى من " لسان الميزان " (3/ 290).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فقد يرى الإمام أن يعاقب بنوع لا يرى العقوبة به غيره كتحريق علي الزنادقة بالنار؛ وقد أنكره عليه ابن عباس ، وجمهورُ الفقهاء مع ابن عباس".

انتهى "مجموع الفتاوى" (33/97).

ثالثا : سبب النزاع الذي حصل في عهد علي رضي الله عنه : أنه لما قُتل عثمان رضي الله عنه ظلما ، طالبت طائفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، منهم طلحة والزبير ومعاوية وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم بدم عثمان ، ووجوب الإسراع بإقامة حد الله عليهم كما أمر الله.

وكان علي رضي الله عنه يرى تأجيل ذلك حتى يبايعه أهل الشام ويستتب له الأمر، ليتسنى له بعد ذلك التمكن من القبض عليهم ، لأنهم كانوا كثيرين ومن قبائل مختلفة ، وكانت تصلهم الأمداد ، فوقع الخلاف ، وكان مقتل عثمان رضي الله عنه فجيعة للمسلمين ، وخاصة أنصاره.

قال ابن كثير رحمه الله: " لَمَّا اسْتَقَرَّ أَمْرُ بَيْعَةِ عَلِيٍّ ، دَخَلَ عَلَيْهِ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَرُءُوسُ الصَّحَابَةِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَطَلَبُوا مِنْهُ إِقَامَةَ الْحُدُودِ ، وَالْأَخْذَ بِدَمِ عُثْمَانَ ، فَاعْتَذَرَ إِلَيْهِمْ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ لَهُمْ مَدَدٌ وَأَعْوَانٌ ، وَأَنَّهُ لَا يُمْكِنُهُ ذَلِكَ يَوْمَهُ هَذَا، فَطَلَبَ مِنْهُ الزُّبَيْرُ أَنْ يُوَلِّيَهُ إِمْرَةَ الْكُوفَةِ لِيَأْتِيَهُ بِالْجُنُودِ، وَطَلَبَ مِنْهُ طَلْحَةُ أَنْ يُوَلِّيَهُ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ لِيَأْتِيَهُ مِنْهَا بِالْجُنُودِ، لِيَتَقَوَّى بِهِمْ عَلَى شَوْكَةِ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجِ، وَجَهَلَةِ الْأَعْرَابِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُمْ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ لَهُمَا: حَتَّى أَنْظُرَ فِي هَذَا ".

انتهى من " البداية والنهاية " (10/ 426).

وقال ابن حزم رحمه الله: " وَأما أَمر مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ : فلم يقاتله عَليّ رَضِي الله عَنهُ لامتناعه من بيعَته ، لِأَنَّهُ كَانَ يَسعهُ فِي ذَلِك مَا وسع ابْن عمر وَغَيره ، لَكِن قَاتله لامتناعه من إِنْفَاذ أوامره فِي جَمِيع أَرض الشَّام ، وَهُوَ الإِمَام الْوَاجِبَة طَاعَته ، فعليّ الْمُصِيب فِي هَذَا، وَلم يُنكر مُعَاوِيَة قطّ فضل عَليّ واستحقاقه الْخلَافَة ، لَكِن اجْتِهَاده أداه إِلَى أَن رأى تَقْدِيم أَخذ الْقَوَد [أي : القصاص] من قتلة عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ على الْبيعَة ، وَرَأى نَفسه أَحَق بِطَلَب دم عُثْمَان ، وَالْكَلَام فِيهِ عَن ولد عُثْمَان وَولد الحكم بن أبي الْعَاصِ ؛ لسنه ، ولقوته على الطّلب بذلك ".

انتهى من "الفصل" (4/ 124).

رابعا : انتقل عليّ رضي الله عنه من المدينة إلى الكوفة ، لعدة أسباب ، منها : - أن الفتن كانت قد ظهرت وانتشرت بعد مقتل عثمان رضي الله عنه، فقد يكون رأى الخروج عن المدينة النبوية ، لئلا تكون موطنا للخلاف والشقاق والنزاع بين الناس ، ولئلا تدخلها الفتن.

- أنه رأى أن المدينة لم تعد تمتلك المقومات التي تملكها بعض الأمصار في تلك المرحلة.

- توجه إلى الكوفة ليكون قريبا من أهل الشام الذين خرجوا عن طاعته.

يقول د.

الصلابي : " كانت المدينة المنورة طيلة عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الثلاثة من بعده عاصمة الدولة الإسلامية ، ويقيم فيها الخليفة ، ويتولى شئونها بنفسه أثناء وجوده ، أما في حالة السفر فإنه ينيب عليها من يتولى شئونها، وقد اختلف الوضع بعد مبايعة على رضي الله عنه بالخلافة، إذ دعته الحالة العامة والارتباك الذي حدث بعد مقتل عثمان ، إلى مغادرة المدينة المنورة ، خصوصًا بعد خروج طلحة والزبير وعائشة باتجاه العراق ، قبل موقعة الجمل ".

انتهى من "سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب" (2 /4).

وقال أيضا: " لم يكن الصحابة - رضي الله عنهم - في المدينة يؤيدون خروج أمير المؤمنين على بن أبى طالب من المدينة ، فقد تبين ذلك حينما همّ علىّ بالنهوض إلى الشام ، ليزور أهلها ، وينظر ما هو رأي معاوية ، وما هو صانع ، فقد كان يرى أن المدينة لم تعد تمتلك المقومات التي تملكها بعض الأمصار في تلك المرحلة ، فقال: إن الرجال والأموال بالعراق ، فلما علم أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - بهذا الميل قال للخليفة : يا أمير المؤمنين ، أقم بهذه البلاد لأنها الدرع الحصينة ، ومُهَاجَرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبها قبره ومنبره ، ومادة الإسلام ، فإن استقامت لك العرب ، كنت كمن كان ، وإن تشغب عليك قوم ، رميتهم بأعدائهم ، وإن ألجئت حينئذ إلى السير : سرت وقد أعذرت.

فأخذ الخليفة بما أشار به أبو أيوب ، وعزم المقامة بالمدينة ، وبعث العمال على الأمصار.

ولكن حدث كثير من المستجدات السياسية ، التي أرغمت الخليفة على مغادرة المدينة ، وقرر الخروج للتوجه إلى الكوفة ، ليكون قريبًا من أهل الشام.

وأثناء استعداده للخروج ، بلغه خروج عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة ".

انتهى من "سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب" (2 /130).

والله تعالى أعلم ..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | مدى وجوب التعدد حال كثرة العوانس والأرامل
- سؤال وجواب | الأمور التي تحكم بها على الإنسان بالكفر
- سؤال وجواب | الحكم بتكفير الشخص المعين يرد إلى أهل العلم
- سؤال وجواب | زوجتي تعاني من الحرقة الشديدة بعد الجماع، فما السبب؟
- سؤال وجواب | كرسي الاعتراف في المنتديات الإسلامية في منظار الشرع
- سؤال وجواب | الفرق بين المذي والمني وما يوجبه كل منهما
- سؤال وجواب | لا حرج في تحميل كتاب من الإنترنت لمن اشترى نسخة أصلية منه
- سؤال وجواب | العذر بالجهل في المسائل الخفية
- سؤال وجواب | خطورة التكفير وضوابطه
- سؤال وجواب | نشوز المرأة أو طلبها الطلاق بسبب الزواج بثانية
- سؤال وجواب | إذا ارتحل أحد المتخاصمين فلا يلزم الآخر السفر إليه
- سؤال وجواب | فقدان الصداقات وتأثير ذلك على نفسية الإنسان
- سؤال وجواب | كل ما لا يصل إليه الماء فهو باطن
- سؤال وجواب | معنى المثلية في قول الله تعالى: إنكم إذا مثلهم.
- سؤال وجواب | صلى بدون وضوء صحيح جهلًا. الحكم. والواجب
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/23




كلمات بحث جوجل