السلام عليكم.

عمري 32 سنة، أدمنت العادة السرية لفترة تزيد عن عشر سنوات، وأيضاً التدخين لفترة مثلها، وأصبت بسببها بالرهاب الاجتماعي والقلق, وكثرة النسيان، والكسل, وقلة التركيز دائماً، والخمول الشديد، والتفكير السلبي الذي لم يفارقني طول تلك المدة، والتربية القاسية التي كانت عبارة عن سب وشتم وأقوال تحط من قيمتي, وعدم الثقة بي من والدي.

من علي ربي من فضله وتوقفت عن الاثنين بعدما أخذت علاجاً اسمه شامبكس لوقف التدخين، وقد أفادني جداً، لكن مشكلته في آثاره الجانبية مثل بلادة الذهن، مما جعل الأمر أصعب من وقت ممارسة العادة، وعندي مشاكل أخرى أثرت على تركيزي، وهي أني عملت فترة كبيرة في البورصة، وضيعت مبالغ كبيرة، واشتغلت بها لسنين، لا أستطيع القول بأن عندي قلقاً كبيراً، لكن هذا الموضوع مر عليه عامان، فتأثيره ليس بقوي مثل السابق، مع العلم أن الحالة المادية سيئة للغاية، لكن إن شاء الله ستتحسن في الفترة القادمة.

حالياً بفضل الله التزمت بالصلاة وصلاة الفجر وباقي الفروض أغلبها في جماعة، وهذا الموضوع حسن كثيراً من حالتى النفسية، أنام مبكراً وأستيقظ أصلي الفجر، لكن مع كل ذلك فالذهن غير حاضر، والتركيز ضعيف، وإدراكي لمعنى الكلام الذي يقال لي متأخر، مما يجعلنى مثار سخرية لمن حولي، وبالتالي ثقتي بنفسي ليست كما أريد، لا أقول إنها ليست طبيعية، لكني أريد أن تكون ثقتي بنفسي أفضل من الآن.

لما قرأت المواضيع فى الاستشارات وجدت أني لما أمارس الرياضة وألتزم بالصلاة كل هذا يزيد من طاقتي ومن تركيزي وثقتي بنفسي.

لكني أريد أن أسأل: هل أنا محتاج لعلاج معين ضد القلق أو لعلاج يزيد تركيزي قليلاً مع ممارستى للرياضة؟ وهل تنفع معي رياضة مثل كمال الأجسام؟ علماً بأن وزني لا يُناسب طولى، حيث إن طولي 180 ووزني 70 كيلو، الفرق ليس كبيراً، لكن هل رياضة الجري أفضل لي؟ بالنسبة للعلاج: أفضل ألا يكون عالي السعر، ولكن لا أريد أن آخذ علاجاً تأثيره يكون مثل شامبكس، فالشامبكس يلغي المتعة التي مع السيجارة، وتقريباً يلغي أي إحساس بالمتعة أو السعادة أو الضحك في المخ.

جزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ ayman حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع في موقعنا سؤال وجواب.

أخي: أنا سعيدٌ جداً أنك قد أقلعت عن العادة السرية وكذلك التدخين، ولا شك أنها -أي العادة السرية- على وجه الخصوص كانت سبباً رئيسياً في شعورك بالقلق؛ وذلك لأن ممارسة العادة السرية نفسها تجعل المسلم يحس بنوع من الندم.

فإذاً: العادة السرية في نفسها تسبب نوعاً من الاضمحلال والضعف النفسي، وفي ذات الوقت تسبب الشعور بالذنب، مما ينتج عنه القلق والتوتر، والحمد لله تعالى أنك تخطيت هذه المرحلة -أي مرحلة الممارسة- وهذا يجب أن يكون دافعاً قوياً لك، وتوقفك عن التدخين –أيضاً- هو خطوة إيجابية جداً، ويظهر أن لديك بعض الميولات الإدمانية (عادة سرية ، تدخين) لكن بقوة الإرادة وتحسين الدافعية لديك الحمد لله تعالى استطعت أن تتخطى هذه المراحل.

أنا أريدك أن تكون أكثر تفاؤلاً، فأنت شاب ولديك القوة البدنية وكذلك النفسية إن شاء الله تعالى، والماضي فيما يخص التنشئة والعلاقات والوالدين أرجو أن لا تنظر إليه بسلبية أبداً، فكل والد يريد أن يكون ابنه أفضل منه، لكن المناهج التربوية قد تكون غير صحيحة في كثير من الحالات.

إذاً أخي: لا تنظر لتلك الفترة بتبعات سلبية، فهي قد انقضت وانتهت، وأنت الحمد لله الآن رجل مكتمل الرجولة يجب أن تعيش حياتك بقوة وبأمل ورجاء.

ممارسة الرياضة أعتقد أنها مهمة، ولكن لا أفضل رياضة كمال الاجسام في هذه المرحلة، ويكفي أن تحرص على المشي وعلى الجري، لكن يجب أن يكون ذلك بانتظام، ومن ثم يمكنك أن تنتقل إلى رياضة كمال الأجسام إذا رأيت أن ذلك يناسبك.

ذكرت أن طولك ( 180سم) ووزنك (70 كيلو) وأنا أرى أن وزنك وزن طبي ممتاز جداً، وربما يكون وزنك المفترض هو (72 -73كيلو) لكن لا أستطيع أبدأ أن أقول إن وزنك سيء، بل على العكس تماماً هو وزن جيد جداً.

من المهم جداً تنظيم الوقت، وأن تمارس القراءة؛ فالاطلاع والمعرفة تحسن من تركيز الإنسان وتقوي من دافعيته، وموضوع كثرة النسيان والكسل وقلة التركيز والخمول الشديد لا شك أنها مرتبطة بحالة القلق التي تعاني منها، وربما يكون لديك أيضا درجة بسيطة جداً من الكدر النفسي -أي الاكتئاب الثانوي البسيط- وهذا سوف يزول إن شاء الله تعالى.

إذاً: تناول الدواء أعتقد أنه مهم لك، فالدواء يحسن من مزاجك، ويجدد في طاقاتك، ويحسن من دافعيتك نحو القيام بأفعال ومهام إيجابية، والدواء الذي أفضله في حالتك هو فلوكستين، وله مسميات تجارية كثيرة منها البروزاك، وهو لا يحتاج إلى وصفة طبية، ويمكن أن تسأل عنه في الصيدلية وتتحصل عليه ومن ثم تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل، علماً أنك تحتاج لتناول الدواء بانتظام لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

الدواء سليم ليس له آثار جانبية، وإن شاء الله تعالى لن يحدث ما حدث مع شامبكس.

لا شك أن التزامك بالصلاة وحضور صلاة الجماعة هذا من أوائل خطوات التواصل الاجتماعي الممتاز، وتوسيع دائرتك الاجتماعية أيضاً مهم، وتغيير نمط الحياة يكون على أحسن وجه من خلال التواصل الاجتماعي المفيد.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع في موقعنا سؤال وجواب.

======= لمزيد من الفائدة حول موضوع تشتت التركيز يمكنك مراجعة هذه الاستشارات: ( - - )..