صحابي اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم من داره، مركزاً سريا للدعوة.

هل هو مصعب بن عمير، أم الأرقم؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:فقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم دار الصحابي الجليل الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي القرشي -رضي الله عنه- في مكة المكرمة مكاناً سرياً لتجمع أصحابه، وتعليمهم كتاب الله تعالى وأمور دينهم.وسبب هذا الاختيار، كما ورد في بعض كتب السيرة مثل الرحيق المختوم للمباركفوري وغيره: أن الأرقم لم يكن معروفاً بإسلامه، فما كان يخطر ببال أحدٍ أن يتمَّ اللقاء بداره، كما أن الأرقم من بني مخزوم، وبنو مخزوم هم من كانوا يحملون لواء الحرب ضدَّ بني هاشم، إضافة إلى أن الأرقم كان فتىً عند إسلامه -في حدود السَّادسة عشرة من عمره-، ويوم أن تفكِّر قريش في البحث عن مركز التجمُّع الإسلامي، فلن يخطر ببالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصِّغار من أصحاب محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ بل يتَّجه نظرها، وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه، أو بيته هو نفسه صلى الله عليه وسلم.وأما ابن سيدنا نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام فلم يكن واحدا، فقد ذكرت كتب الأخبار أن له أربعة أبناء هم: سام، وحام، ويافث، وهؤلاء مسلمون، ونجوا معه من الغرق في السفينة.

وأما الرابع فاسمه يام وهو كافر، وهو الذي ورد فيه قول الله تعالى: وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ [هود:42]، ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.والله أعلم..