السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تقدم شاب للتعرف على فتاة بغرض الزواج، وهذه الفتاة تتصف بصفات ممتازة تجعلها محل تفكير أي شاب يريد فتاةً صالحةً للزواج؛ حيث إنها متدينة، وحافظة لكتاب الله تعالى، بالإضافة إلى أنها ذات تعليم جامعي عالٍ، وتتمتع بقدر عالٍ من الطيبة والتفاهم، وعائلتها من أصل محترم وكريم، إلا أن الذي يسبب التردد لهذا الشاب: موضوع السن؛ حيث إنه يكبرها بسنة واحدة فقط، فعمرها 24 سنةً، وهو يراه كبير نسبيًا، والأمر الثاني: أن الفتاة تسكن في محافظة أخرى غير التي يسكن فيها الشاب.

فهل هذه الأمور حقًا تجعل الشاب يتردد في أمر هذه الفتاة؟ وجزاكم الله خيرًا...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بما أن تلك الفتاة متدينة، وذات خلق حسن، وفيها كل ما ذكرت من الصفات الحسنة التي تدعو أي رجل للزواج بها، فالذي ننصحك به هو الزواج بها؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري.

وأما ما وقع في نفسه من أن فارق السن بينه وبينها ليس كبيرًا، فأرى أنه ليس في هذا ما يدعو للتوقف؛ لأنه ليس عاملاً فيه ضرر، بل إن الفتاة عندما تكون قريبةً من سن زوجها فسيكون بينهما تقارب في الفهم، بعكس التي تكون صغيرةً، فلعلها تكون طائشة، وتحتاج إلى كثرة تنبيه من زوجها، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج خديجة -رضي الله عنها- مع أنها أكبر منه سنًا، وذلك لما توفرت فيها الصفات، وكانت من أحب نسائه إليه قبل وفاتها.

وأما مسألة أن تلك الفتاة من محافظة أخرى: فهذا أيضًا ليس مبررًا لترك خطبتها؛ لأنه يمكن أن يتفق معها قبل الزواج على كيفية الزيارة لأهلها، ومتى تكون، وكما ذكرت أنها من عائلة كريمة، فيمكن لأهلها أن يقبلوا بأمر مناسب لزيارة ابنتهم، وحتى يزول التردد من نفس هذا الخاطب فيمكن أن يصلي صلاة الاستخارة، ثم يقدم على خطبتها، فإن اطمأنت نفسه، وتيسر أمر خطبتها، فليعلم أن ذلك خير له.

نسأل الله أن ييسر أمره..