السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا فتاة عمري 22 سنة، أثناء دراستي الجامعية تعرفت على شاب أكبر مني بعام، يتمتع بالخلق والدين والسمعة الطيبة، وعندما أنتهى من دراسته الجامعية، بدأ بالعمل من أجل جمع المال، وبعد عام واحد تقريبا تقدم لخطبتي، ولكن أهلي رفضوه بحجة أنه لا يملك بيتاً، رغم أنهم سألوا عنه وعرفوا خلقه ودينه، وأجمع الناس أنه وأهله يتمتعون بسمعة طيبة، مع العلم أن والده أخبر أهلي بأنهم سيرممون بيت جدته، أو أنهم سوف يستأجرون لي بيتاً، ولكنني اكتشفت أن السبب الحقيقي لرفض أهلي لأن الشاب من أهل القرية، ونحن من سكان المدينة.

لقد وعدني الشاب بأن يعود لخطبتي مرة أخرى، فكيف أقنع أهلي به؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- فىي موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يجعله من نصيبك، ويحقق لكم الآمال.

أمر الاختيار شأن الفتى والفتاة، ودور الأهل إرشادي توجيهي، وليس لهم أن يقفوا في طريق إتمام الزواج، إلا إذا كان الزوج ضعيف الدين، سيء الخلق، ورغم ذلك فإننا ندعوك إلى التعامل مع الأمر بمنتهى الحكمة ، وثقي بأن أهلك يريدون لك الخير، ولكنهم أخطؤوا، وأفضل الناس أصحاب القرى، إذا تعلموا ودرسوا في المدن، لأنه يجمع بذلك بين ميزات القرى وطيبة أهلها، وبين المدنية بمعطياتها، وفوائدها وأنماط المعيشة فيها.

والشاب يشكر على إصراره، وننصحه بأن يدخل الوساطات وأصحاب الوجاهات، بعد أن يتوجه إلى رب الأرض والسموات، وأنت ينبغي أن تظهري رغبتك لأقرب الناس إليك، مثل: الخال أو العم أو العمة أوالوالدة، لأنك صاحبة المصلحة، ومن المهم أن يكون فىي الأهل من يتكلم بلسانك، ويوضح وجهة نظرك، وندعوك إلى زيادة البر بأهلك، والاجتهاد في إزالة المخاوف من أذهانهم، وإذا وجد الإصرار من الشاب، وكرر المحاولات، فإن أهلك غالبا سوف يوافقون، خاصة بعد أن تاكدوا من تميز الشاب وأسرته، وقد أحسن والد الشاب بحديثه عن إعداد منزل خاص لكما، بالإيجار أو عن طريق صيانة منزل الجدة، ليكون مسكنا لكما، وهذه مواقف لهم تذكر فتشكر.

وهذه وصيتنا لكم جميعا بتقوى الله ، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
.