بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد: إنني مقبل على الزواج إن شاء الله بعد أن أكملت عقد القران، ولكن والدي يريد أن يكون هناك "طبل ومزمار" في الزفاف لكي يأتي إلينا الأقارب والأصدقاء، وأنه إذا لم تكن هناك حفلة فلن يأتي الناس، وأن هناك الكثير من أصحابه ينتظرون هذا الزواج، وأنا أرفض ذلك، وأريد أن يكون الأمر مطابقا للسنة النبوية.

قد ناقشنا هذا الموضوع طويلاً وتحدثت مع أبي مباشرة منذ مدة ثم أرسلت له من يحاول إقناعه من إخوتي ممن هم أكبر مني، ثم اجتمعنا مؤخراً اجتماعا عائليا وطرحنا على والدي الموضوع، وعندما تأكد أنني مصمم على موقفي قال لي في ما معناه: أعمل وليمة في المكان الذي تشتغل فيه - باعتبار أنني سأسكن في المدينة التي أعمل فيها -، ثم تعال وخذ زوجتك مباشرة إلى المنزل الذي ستسكنه دون المرور بالمنزل العائلي - أي كأنني غريب ليس لي علاقة بهذا المنزل.

قد تدخل أخي الأكبر واقترح علينا اقتراحا لتقريب المواقف وهو أن تكون هناك ليلة تقام فيها حفلة موسيقية، ولا أتدخل أنا فيها ولا أحضرها وهم سيتحملون مسؤوليتها، ثم آتي في اليوم التالي لآخذ زوجتي وذلك إرضاءً لوالدي، وحرصا على لم الشمل كما قال أخي، فما رأيكم في ذلك؟! بارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أسعدني حرصك على أن تبدأ حياتك بطاعة الله ومرحباً بك في موقعك ومع إخوة وآباء يتمنون أن يوفقك الله ، ونسأل الله أن يرد والدكم إلى صوابه وسداده وأن يوفقك لما يرضى الله.

أرجو أن تكرر المحاولات لإقناع الوالد، وإذا لم تتمكنوا من ذلك فليس أمامك إلا أخف الشرين وأقل الضررين، وإذا كنت وزوجتك سوف تتغيبون عن الحفل الذي فيه مخالفات شرعية، فأرجو أن تسلموا من المؤاخذة، وأفضل من ذلك أن تدفع هذا السوء عن الجميع، فإن الاحتفالات التي فيها غناء وموسيقي ومجون تجمع السكارى والحيارى وهي طريق إلى هتك الأعراض وكشف العورات.

لا شك أنك أعرف بوالديك منا فإذا كان والدك من النوع الذي إذا غضب رجع بسرعة، فتمسك بموفقك وتوكل على ربك، واعلم أن طاعة الله أغلى وأعلى، وأنك إذا قصدت رضا الله رضي الله عنك وأرضى عنك والدك والناس.

هذه وصيتي لك بتقوى الله والاجتهاد في طاعته ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويرضيك به، وأن يجمع بينك وبين زوجتك على الخير وأن يرزقكم الذرية الصالحة.

وبالله التوفيق والسداد..