قدمت طلبا لوظيفة، ودائما أدعو الله أن يسهلها علي، وأقول: الله م يا ذا الوجه الأكرم، والاسم الأعظم، والعطية الكثيرة، يا واحد، يا قهار، يا واهب، هب لي من فضلك ورزقك، واغنني بحلالك عن حرامك، ارزقني هذه الوظيفة، واجعلها خيرا لي في ديني ودنياي، الله م فوضت أمر هذه الوظيفة إليك، فأنت نعم المولى، ونعم الوكيل.
.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنه لا حرج في سؤال العبد ربه أن يرزقه شيئا معينا، ولكن الأفضل للعبد أن يكون عالي الهمة في الدعاء والأمنيات، ويأمل من الله تعالى أكثر مما يتصور في ذهنه، ولا يجعل وظيفة ما هي أمله الوحيد؛ فإن الله قد يعوضه أكثر وأفضل مما كان يطمح إليه.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه.

رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني.

وفي لفظ آخر: إذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه.

رواه ابن حبان وصححه الألباني.

وقد ذكر ابن القيم في مدارج السالكين أن الله تعالى اجتبى موسى وأنعم عليه، فإنه خرج ليقتبس النار، فرجع وهو كليم الواحد القهار، وفي مثل هذا قيل: أيها العبد كن لما لست ترجو * من صلاح أرجى لما أنت راج إن موسى أتى ليقبس نارا * من ضياء رآه والليل داج فانثنى راجعا وقد كلمه الله وناجاه، وهو خير مناج وأما الدعاء المذكور فليس فيه شيء يخالف الاعتقاد، ولكن ألفاظه تشتمل على بعض الأخطاء اللغوية، والدعاء بالعامية لا يضر ولو كان في الصلاة على الراجح، كما بينا بالفتوى رقم:

53502�

� ولكن الدعاء بالمأثور أفضل، فإن عدل عنه، فالأفضل الالتزام بالفصحى إذا أمكنه، وكره بعض أهل العلم الدعاء بالأعجمية، كما كره بعضهم الدعاء بغير المأثور، ولكن الراجح جواز الدعاء بالملحون، وبالأعجمية إن لم يكن في معنى الدعاء ما يخالف الشرع.
وقد قال ابن الصلاح في فتاواه: إن الدعاء الملحون ممن لا يستطيع غير الملحون، لا يقدح في الدعاء، ويعذر فيه.

اهـ.
والله أعلم.
.