مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | لم يصح حديث في إطفاء دمعة التائب نار جهنم وأن الملائكة لا تكتبها
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | حق الزوج في منع زوجته من زيارة بعض الأشخاص- سؤال وجواب | أخطأت بحق زوجتي بتعرفي على فتاة سيئة السمعة، فهل أصارحها؟
- سؤال وجواب | التفويض في الطلاق بين الصريح والكناية
- سؤال وجواب | حكم نشر مقاطع مضحكة تحتوي على تشبه الرجل بالمرأة
- سؤال وجواب | يتملكني الخوف والرعب عند قيادتي للسيارة
- سؤال وجواب | الخضاب بالحناء السوداء
- سؤال وجواب | حكم ادخار الزوجة من مال زوجها بدون علمه
- سؤال وجواب | بالخلوة الصحيحة تستحق الزوجة المهر كاملا والنفقة إلى نهاية عدتها
- سؤال وجواب | حب الشباب التكيسي وكيفية علاجه؟
- سؤال وجواب | ما سبب وجود دم في البراز وألم في الشرج؟
- سؤال وجواب | أدعية مأثورة في طلب العلم وزيادته
- سؤال وجواب | ضيق في التنفس وجفاف في الحلق
- سؤال وجواب | هل أتقدم لها الآن أم أنتظر حتى تخرجي؟
- سؤال وجواب | ما سبب وجود الغشاء الشفاف على الأنف؟ وكيف أزيله؟
- سؤال وجواب | استحباب طلب الرزق بعزة نفس
سمعت حديثاً ، وأود معرفة صحته ، والحديث - فيما معناه - : أنّ جبريل عليه السلام أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ الملائكة تسجل أعمال الأمة ، ولكنها لا تسجل دموعها ، وعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، قال جبريل : إن دمعة تائب من أمته سوف تطفئ نار جهنم .
.
الحمد لله.
أولا : أقرب ما وجدنا من الأحاديث والروايات التي تدل على ما ورد في السؤال ثلاثة أحاديث ، نذكرها هنا مع تخريجها وبيان حكمها : الحديث الأول : رواه الإمام أحمد في " الزهد " (ص: 25) : حدثنا إبراهيم بن خالد ، حدثنا رباح بن زيد ، حدثني أبو الجراح ، عن رجل من أصحابهم يقال له خازم : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يَبْكِي ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : فُلَانٌ ، قَالَ جِبْرِيلُ : ( إِنَّا نَزِنُ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا إِلَّا الْبُكَاءَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْفِئُ بِالدَّمْعَةِ بُحُورًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ).
وهذا حديث ضعيف ؛ فيه : 1.
أبو الجراح ، لم يتبين لنا من هو ، حيث لم نجد من ذكره في شيوخ رباح بن زيد الصنعاني ، وإن كان ثمة جماعة في كتب الرجال يكنون بأبي الجراح ، لكن أحدا منهم لم يذكر في شيوخ رباح ، كما أن منهم مجاهيل.
2.
وأبو الجراح هذا يحدث عن رجل مبهم آخر يقال له " خازم "، وهذا كاف في الحكم برد الحديث ، فالرواة يجب أن يعرفوا ويشتهروا بالعلم والحفظ والعدالة.
3.
ويستبعد أن يكون الحديث متصلا مسندا ، فطبقة شيوخ أبي الجراح – على فرض وجوده – لا تحتمل ذلك ؛ ذلك أن رباح بن زيد الصنعاني متوفى سنة (187هـ)، وهو من صغار أتباع التابعين ، فشيخه أبو الجراح – في أحسن الأحوال – سيكون من كبار أتباع التابعين ، فمثله لم يدرك الصحابة الكرام ، فضلا عن إدراك النبي صلى الله عليه وسلم ليحدث عنه.
الحديث الثاني : عن النضر بن سعيد ، رفعه قال : ( ما اغرورقت عينا عبد من خشية الله إلا حرم الله جسده على النار , فإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة , ولو أن عبدا بكى في أمة من الأمم لأنجى الله ببكاء ذلك العبد تلك الأمة من النار , وما من عمل إلا له وزن أو ثواب إلا الدموع ؛ فإنها تطفئ بحورا من النار ).
رواه ابن أبي الدنيا في " الرقة والبكاء " (رقم/14) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا سليمان وهو غير التيمي ، عن عبيدة بن حسان ، عن النضر بن سعيد ، فذكره.
وهذا حديث ضعيف جدا أيضا ، بل منكر ؛ فيه عبيدة بن حسان الذي قال فيه ابن حبان : " كان ممن يروي الموضوعات " كما في " المجروحين " (2/189).
وفيه النضر بن سعيد : ضعفه ابن قانع ، ولم يوثقه أحد ، وليس هو من الصحابة كي يقبل رفعه الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ينظر " ميزان الاعتدال " (4/256)، وفيه علل أخرى.
الحديث الثالث : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله على النار جسد صاحبها ، فإن فاضت على جسد صاحبها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ، وما من عمل إلا وله ثواب إلا الدمعة ، فإنها تطفئ بحور النار ، ولو أن عبدا بكى في أمة لرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك العبد ).
رواه ابن عدي في " الكامل في ضعفاء الرجال " (2/ 282) في ترجمة تميم بن خرشف ثم قال: "روى عن قتادة حديثا منكرا لا يرويه غيره - فذكر هذا الحديث ، ثم قال - وتميم بن خرشف هذا لا أعرف له رواية غير هذا الحديث ، وهذا الحديث عن قتادة لم يروه عنه غيره ، وهو منكر يرويه عن تميم عثمان الطرائفي " انتهى.
ثانيا : وردت بعض الآثار عن التابعين والصالحين تحمل هذا المعنى نفسه ، فمن ذلك : قال فرقد السبخي : " بلغنا أن الأعمال كلها توزن , إلا الدمعة تخرج من عين العبد من خشية الله فإنه ليس لها وزن ولا قدر؛ وإنه ليطفأ بالدمعة البحور من النار ".
رواه ابن أبي الدنيا في" الرقة والبكاء " (ص46).
وعن خالد بن معدان قال : " إن الدمعة لتطفئ البحور من النيران ، فإن سالت على خد باكيها ، لم ير ذلك الوجه النار , وما بكى عبد من خشية الله إلا خشعت لذلك جوارحه ، وكان مكتوبا في الملأ الأعلى باسمه واسم أبيه ، منورا قلبه بذكر الله ".
رواه ابن أبي الدنيا في" الرقة والبكاء " (ص48).
ونحوها عن هارون بن رئاب ، وابن ذر ، وأبي عمران الجوني ، كلها يرويها ابن أبي الدنيا في كتابه " الرقة والبكاء " (ص52، 55، 57)، وعن يزيد بن ميسرة في " الزهد " لأبي داود (ص393)، وعن الحسن البصري في " شعب الإيمان " (2/242)، وعن بشر بن الحارث في " تاريخ بغداد " (20/62)، وغيرهم في كتب أخرى.
ولكن لا يخفى أن الآثار عن التابعين والصالحين ، على فرض ثبوتها عنهم ، ليست حجة بمجردها ، وليست من الوحي الصادق ؛ بل هي تحتمل الحديث على سبيل الاجتهاد والقياس والترغيب والترهيب فحسب.
ثالثا : يكفي في فضل البكاء من خشية الله : ما صح عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لا يَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ ).
رواه الترمذي (1633) ، والنسائي (3108) ، وصححه الألباني.
وقوله " حتى يعود اللبن في الضرع " : " هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) " انتهى من " تحفة الأحوذي ".
وقد صنف في فضل دمعة التائب أو دمعة الخاشع كل من ابن أبي الدنيا في رسالته " الرقة والبكاء "، وابن قدامة في " الرقة والبكاء "، وعقد لها ابن رجب بابا خاصا في رسالته " التخويف من النار ".
وانظر في الفتوى رقم : (
46911
) في الموقع.والخلاصة : أن الأحاديث المروية في عدم كتابة دمعة التائب لأنها تطفئ بحورا من النار كلها أحاديث شديدة الضعف والوهاء ، لم يروها سوى المجاهيل والمناكير ، وإنما ورد هذا من كلام بعض الصالحين ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أدعية مأثورة في طلب العلم وزيادته- سؤال وجواب | ضيق في التنفس وجفاف في الحلق
- سؤال وجواب | هل أتقدم لها الآن أم أنتظر حتى تخرجي؟
- سؤال وجواب | ما سبب وجود الغشاء الشفاف على الأنف؟ وكيف أزيله؟
- سؤال وجواب | استحباب طلب الرزق بعزة نفس
- سؤال وجواب | ابنتي عمرها 15 سنة ولم تبلغ إلى الآن، فهل هذا طبيعي؟
- سؤال وجواب | الطلاق في المحاكم الوضعية لا يترتب عليه وحده انتهاء العلاقة الزوجية
- سؤال وجواب | تشكو أمي من ألم في الثدي وأصبح كالبرتقال، هل هو سرطان الثدي؟
- سؤال وجواب | المصارحة والتفاهم. حل لأغلب المشاكل الزوجية
- سؤال وجواب | انشغال الزوجة عن حقوق زوجها معصية
- سؤال وجواب | الذكر عند الأرق وحكم تناول المنوم
- سؤال وجواب | ما هي الأسباب التي تؤدي لتأخير الحمل بعد الإجهاض؟
- سؤال وجواب | حكم الصور المجسمة وما ليس لها ظل وحكم تعليقها
- سؤال وجواب | هل يجب رد الهدايا أثناء الخطبة إذا لم يتم الزواج
- سؤال وجواب | معنى حديث:".فإن الشيطان لا يحل سقاء."
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا