مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | أحاديث ذم العزوبة كلها باطلة
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | قول الزوجة: عليَّ الطلاق؛ لغو لا يترتب عليه شيء- سؤال وجواب | حكم صوم التطوع لمن يخشى عليه زيادة المرض
- سؤال وجواب | أعاني من طنين في الأذنين ودوخة. فهل عشبة الجنكة تعالج ذلك؟
- سؤال وجواب | ما سبب ارتفاع أنزيمات الكبد والوساوس التي تنتابني؟
- سؤال وجواب | حكم تخلي الأم عن رعاية ولدها الصغير
- سؤال وجواب | حكم الانتفاع بالفوائد القانونية
- سؤال وجواب | الخلط بين السور دون استعاذة وبسملة
- سؤال وجواب | طفلتي تعاني من الطقوس الوسواسية وحب التملك، ما الحل معها؟
- سؤال وجواب | أعاني من وجود الأكياس الدهنية على الوجه، أفيدوني.
- سؤال وجواب | حكم زيادة المهر بعد كتابة العقد
- سؤال وجواب | إساءة وأذية لا قذف
- سؤال وجواب | الأعشاب الطبيعية لتقوية الحيوانات المنوية وإكثارها . تأثير أكل الدجاج على الرجال
- سؤال وجواب | حكم المال الموروث كله أو بعضه من الحرام
- سؤال وجواب | التهاب الغدد العرقية الإبطية
- سؤال وجواب | فاجأها الحيض أثناء أذان الفجر ، فهل تقضي صلاة الفجر بعد أن تطهر ؟
أريد شرح وتفسير هذه الأحاديث النبوية ، وهل هي صحيحة ؟ روي عن رسول الله صلى الله و سلم أنه قال : 1- ( تزوج وإلا فأنت من إخوان الشياطين ) 2- ( النكاح سنتي ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) 3- ( أراذل موتاكم العزاب ) بارك الله فيكم , مع خالص الشكر والتحية ..
الحمد لله.
أولا : ثبت في السنة النبوية الصحيحة الحث على الزواج والترغيب في النكاح ، وجاءت بذلك شواهد الكتاب والسنة المتكاثرة ، وذلك لما في الزواج من فضيلة ظاهرة ومحاسن كثيرة ، وقد سبق في موقعنا بيان الكثير من ذلك بالشرح والتفصيل : فانظر مثلا أرقام الإجابات الآتية : ( 5511 ) ، (
34652
) ومن الأحاديث التي تحث على الزواج ما جاء في الصحيحين : البخاري (5063) ومسلم (1401) عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : ( جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ.قَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا.
وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ.
وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا.
فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ! أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) لكن لا يصلح هذا الحديث أن يكون دليلا على ذم العزوبة وترك الزواج مطلقا ، إلا إذا ترك الزواج رهبانية وتقربا إلى الله بهذا الترك ، وظنا أن العزَب أفضل من المتزوج ، فحينئذ يشمله هذا الحديث ، ويكون ممن تبرأ منهم النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "فتح الباري" (9/105-106) : " المراد بـ "السنة" الطريقة ، لا التي تقابل الفرض ، والرغبة عن الشيء الإعراض عنه إلى غيره ، والمراد : مَن ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني ، ولمح بذلك إلى طريق الرهبانية ، فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم الله تعالى ، وقد عابهم بأنهم ما وَفَوْهُ بما التزموه ، وطريقة النبي صلى الله عليه وسلم الحنيفية السمحة ، فيفطر ليتقوى على الصوم ، وينام ليتقوى على القيام ، ويتزوج لكسر الشهوة وإعفاف النفس وتكثير النسل.
وقوله : ( فليس مني ) إن كانت الرغبة بضرب من التأويل يعذر صاحبه فيه ، فمعنى " فليس مني " أي : على طريقتي ، ولا يلزم أن يخرج عن الملة.
وإن كان إعراضا وتنطعا يفضي إلى اعتقاد أرجحية عمله فمعنى ( فليس مني ) : ليس على ملتي ؛ لأن اعتقاد ذلك نوع من الكفر.
وفي الحديث دلالة على فضل النكاح والترغيب فيه " انتهى.
إذن فليس في الحديث دلالة على ذم العزوبة بالإطلاق ، خاصة إذا كانت نتيجةَ ظروف أو عدم رغبة في النكاح أو مرض أو نحو ذلك من الأعذار ، وكيف تأتي الشريعة بذم من لا يستحق الذم ، ومن كان قَدَرُه ألا يجتمع بزوجة يأنس إليها وتأنس إليه ! والغريب أن بعض الكذابين أرادوا أن يناقضوا أولئك الذين يذمون العزوبة مطلقا ، فوضعوا من الأحاديث في مدح العزوبة ، وكذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا ، حتى قال ابن القيم رحمه الله في "المنار المنيف" (ص/177) : " أحاديث مدح العزوبة كلها باطلة " انتهى.
من هنا تعلم أنه لا يصح حديث في ذم العزوبة ولا في مدحها ، وكل حديث فيه ذم للعَزَب وتنقيصٌ لقدره فهو حديثٌ باطلٌ أو منكر ، فقد جمع العلماء هذه الأحاديث ودرسوها فلم يجدوا فيها شيئا صحيحا ثابتا.
يقول الإمام السخاوي في "المقاصد الحسنة" (135) بعد أن ذكر شيئا من أحاديث ذم العزوبة : " إلى غيرهما من الأحاديث التي لا تخلو من ضعف واضطراب ، ولكنه لا يبلغ الحكم عليه بالوضع " انتهى.
وبمثله قال الفتني في "تذكرة الموضوعات" (125) ثانيا : أما حديث : ( تزوج وإلا فأنت من إخوان الشياطين ) وحديث ( أراذل موتاكم العزاب ).
فقد جاءا في حديث عُكاف بن وداعة الهلالي من طرق كلها ضعيفة ، قال فيها الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/536) بعد أن ذكرها في ترجمته : " والطرق المذكورة كلها لا تخلو من ضعف واضطراب " انتهى.
وقال في "تعجيل المنفعة" (2/20) : " لا يخلو طريق من طرقه من ضعف " انتهى.
وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/609) : " هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.قالوا لا يصح من هذا شيء " انتهى.
وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" : " والأسانيد فيه كلها ضعيفة " انتهى.
وحكم عليه الشيخ الألباني بالنكارة في "السلسلة الضعيفة" (2511) (6053) وطرقه مضطربة ، تجتمع عند مكحول الدمشقي الثقة فقيه أهل الشام "تهذيب التهذيب" (10/292) إلا أن الضعف في الطريق الموصلة إليه ، أو في الشيخ الذي أخذ عنه : 1- فقد جاء من طرق عن بُرد بن سنان – وهو ثقة – عن مكحول عن عطية بن بسر الهلالي عن عكاف بن وداعة الهلالي ، ولفظه : ( أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا عكاف ! ألك امرأة ؟ قال : لا.
قال : فجارية ؟ قال : لا.
قال : وأنت صحيح موسر ؟ قال : نعم.
قال : فأنت إذا من إخوان الشياطين ، إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم ، وإن كنت منا فإن من سنتنا النكاح ، يا ابن وداعة ! إن شراركم عزابكم ، وأراذل موتاكم عزابكم ، يا بن وداعة ! إن المتزوجين المبرءون من الخنا ، أبا الشيطان تمرسون ، والذي نفسي بيده ما للشيطان سلاح أبلغ - وقال بعضهم أنفذ - في الصالحين من الرجال والنساء من ترك النكاح ، يا ابن وداعة ! إنهن صواحب أيوب وداود ويوسف وكرسف ، قال : بأبي وأمي يا رسول الله وما كرسف ؟ قال : رجل عبد الله على ساحل البحر خمسمائة عام - وقال بعضهم ثلاثمائة عام - يقوم الليل ويصوم النهار ، فمرت به امرأة فأعجبته فتنها ، وترك عبادة ربه وكفر بالله ، وتدارك الله عز وجل بما سلف فتاب عليه ، قال : بأبي وأمي يا رسول الله زوجني ؟ قال : زوجتك باسم الله والبركة زينب بنت كلثوم الحميرية ) رواه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/356) وابن قانع في "معجم الصحابة" (1274) وعلة هذه الرواية عطية بن بسر ، قال العقيلي : لا يتابع عليه.
ثم أسند إلى البخاري قوله : عطية بن بسر عن عكاف بن وداعة لم يقم حديثه.
وقال ابن حبان في "الثقات" (5/261) : " عطية بن بسر ، شيخ من أهل الشام ، حديثه عند أهلها ، روى عنه مكحول في التزويج متنا منكرا ، وإسناده مقلوب " انتهى.
2- وجاء من طريق محمد بن راشد عن مكحول عن رجل عن أبي ذر فذكر نحوه ، ولكن في لفظه : ( تزوج وإلا فأنت من المذبذبين ) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6/171/
10387)
، وعنه أحمد (5/163) ، وعنه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/118) وعلة هذه الطريق جهالة شيخ مكحول ، ولعله هو عطية بن بسر الهلالي المذكور في الرواية السابقة.أما محمد بن راشد فكلام الأئمة على توثيقه.
"تهذيب التهذيب" (9/160) 3- من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان بن موسى عن مكحول عن غضيف بن الحارث عن عطية بن بسر المازني.
أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/195) وأبو يعلى في "مسنده" (12/260) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص201) وابن حبان في "المجروحين" (3/3) والطبراني في "المعجم الكبير" (18/85 - 86) ، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/356) والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/381) وابن الأثير في "أسد الغابة" (4/43) وهو عند أبي نعيم في "معجم الصحابة" (4961) بشكل مختلف ، ولكن العلة واحدة وهي في معاوية بن يحيى الصدفي ، جاء في "تهذيب التهذيب" (10/220) قال ابن معين : هالك ليس بشىء.
وقال أبو زرعة : ليس بقوى ، أحاديثه كأنها مقلوبة.
و قال أبو حاتم : ضعيف الحديث ، فى حديثه إنكار.
وقال أبو داود : ضعيف.
وقال النسائى : ضعيف.
وقال أبو أحمد بن عدى : عامة رواياته فيها نظر.
وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/335) : فيه معاوية بن يحيى منكر الحديث جدا ، تغير حفظه فكان يحدث بالوهم فيما سمع " انتهى.
وكذا أعله الدارقطني في "التعليقات على المجروحين" (255) والزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/439) والهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/253) والحاصل أن طرق هذا الحديث كلها ساقطة واهية ، ولا يقوي بعضها بعضا لما فيها من النكارة والاضطراب ، والمتن منكر كما سبق بيانه.
ثالثا : أما حديث ( النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فلفظه ، كما رواه ابن ماجه (1846) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي ، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ، وَتَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ ، وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ ) وفي إسناده عيسى بن ميمون ، وهو ضعيف ؛ قال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : ليس حديثه بشيء.
انظر : ميزان الاعتدال (4/245-246).
ولأجل ذلك قال البوصيري في تخريج حديث عائشة السابق : " إِسْنَاده ضَعِيف لِاتِّفَاقِهِمْ عَلَى ضَعْف عِيسَى بْن مَيْمُون الْمَدِينِيّ ، لَكِنْ لَهُ شَاهِد صَحِيح.
" اهـ وانظر السلسلة الصحيحة (2383).
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعين الناس وأنفعهم لكني أشعر أنهم استغلاليون!- سؤال وجواب | ألم في أسفل الرأس مع تنميل ودوخة وثقل بالرأس.ما العلاج؟
- سؤال وجواب | أسباب آلام الصدر
- سؤال وجواب | كيس الحمل عندي نازل قليلا. ما خطورة ذلك؟
- سؤال وجواب | حكم نكاح المسلمة بولاية القاضي مع وجود الولي المسلم
- سؤال وجواب | ترك المرأة الزواج ممن يصغرها سنا مراعاة للعادات
- سؤال وجواب | ما حكم نقاط الدم والإفرازات البنية والحمراء بعد النفاس وتركيب اللولب؟
- سؤال وجواب | الزواج من الأقارب .والفحوصات اللازمة
- سؤال وجواب | حكم كتابة الطبيب روشتة الدواء باسم شخص آخر
- سؤال وجواب | وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ
- سؤال وجواب | أجد صعوبة في القيام والمشي، فهل السبب تقدم السن؟
- سؤال وجواب | إذا ولدت المرأة ولم ينزل منها دم ، أو نزل وانقطع قبل الأربعين
- سؤال وجواب | هل يلبي الصائم المتطوع حاجة زوجته لإعفافها؟
- سؤال وجواب | حكم الامتناع عن الإنجاب خشية إنجاب أولاد مشوهين
- سؤال وجواب | ما هي أهم الكتب في الإعجاز العلمي
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا