مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | لا يجوز للعبد أن يغلّب جانب الخوف على الرجاء حتى يبلغ به إلى القنوط من رحمة الله

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | هل عاشت الأرواح في الأرض قبل خلق الأجساد
- سؤال وجواب | وعيد شارب الخمر محمول على المبالغة في الزجر
- سؤال وجواب | حكم مسح الخف بوساطة مكنسة مبتلة وحكم رش الماء أو صبه عليه من غير إمرار اليد
- سؤال وجواب | الترغيب في إكرام الجار والإحسان إليه
- سؤال وجواب | أرى أيامي مكررة ومملة وليس لدي خيارات للتجديد
- سؤال وجواب | رتبة حديث: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه.
- سؤال وجواب | طريقة حفظ كتب السنة
- سؤال وجواب | علماء أهل السنة والجماعة هم أولى الناس بأخذ العلم عنهم
- سؤال وجواب | حكم من لم يخرج الزكاة بسبب القرض
- سؤال وجواب | هل حرّم الإسلام كنز المال؟
- سؤال وجواب | طاعة المرأة لزوجها ليست مطلقة
- سؤال وجواب | كتمان النعمة خوف الحسد بين الحرج وعدمه
- سؤال وجواب | حكم الاقتراض مع الفائدة ، والنّظام الإسلاميّ للتخلّص من التضخّم
- سؤال وجواب | مرض أختي وانفصالي عن خطيبي أديا بي للاكتئاب والوسواس بالأمراض
- سؤال وجواب | أعاني من رعشة في القدمين واليدين في حالات معينة، فما تشخيص حالتي؟
آخر تحديث منذ 1 ساعة
8 مشاهدة

أنا مسلم ككثير من غيري من المسلمين ؛ مسرف على نفسي ، فدائما أخطئ ثم أذكر الله فأستغفر لذنوبي ، ربما أكون من الذين ظلموا أنفسهم ، ولكني أحسن الظن بالله ، وأسعى لمجاهدة نفسي وشهواتي.

غير أني سمعت خطيب الجمعة بالأمس يقول حديثا أحبطني وأنزل الهم في قلبي ومفاده : أن الله يأمر آدم عليه السلام أن يخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فذلك بعث النار.

أعلم أن رحمة الله واسعة ، ولكني أعلم قدر نفسي ، وأعلم أني لست ذلك الواحد من الألف ، فإذا كان الأمر كذلك ، فهل مصيري إلى النار ؟ أرجو إجابتي لأني يائس ومُحبَط منذ سماعي للحديث ..

الحمد لله.

روى البخاري (3348) ، ومسلم (222) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : " عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : يَا آدَمُ ، فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ.

قَالَ : وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ ، فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ ، وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ، وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ! ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ ، قَالَ : ( أَبْشِرُوا ، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلا ، وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفًا )، ثُمَّ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ )، فَكَبَّرْنَا ، فَقَالَ : ( أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ )، فَكَبَّرْنَا ، فَقَالَ : ( أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) ، فَكَبَّرْنَا ، فَقَالَ : ( مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ) ".

وروى عبد الله بن أحمد (

27489)

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِآدَمَ : قُمْ فَجَهِّزْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى النَّارِ، وَوَاحِدًا إِلَى الْجَنَّةِ ) فَبَكَى أَصْحَابُهُ ، وَبَكَوْا ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ارْفَعُوا رُءُوسَكُمْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُمَّتِي فِي الْأُمَمِ إِلَّا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ ) فَخَفَّفَ ذَلِكَ عَنْهُمْ ".

وصححه محققو المسند لغيره.

ولا شك أن العلم بهذا يوجب الخوف من الله تعالى ، ولكن يجب أن لا يبلغ هذا الخوف بالإنسان حتى يصل به إلى اليأس من رحمة الله ، قال نبي الله يعقوب عليه السلام : ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) يوسف/ 87.

قال ابن القيم رحمه الله : " الْخَوْفُ الْمُوقِعُ فِي الْإِيَاسِ : إِسَاءَةُ أَدَبٍ عَلَى رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، الَّتِي سَبَقَتْ غَضَبَهُ ، وَجَهْلٌ بِهَا " انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 371).

ومن اليأس من رحمة الله - ومن سوء الظن به أيضاً - : أن يجزم الإنسان بأنه من أهل النار.

وقد روى أحمد (8833) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي : إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ ).

صححه الألباني في "الصحيحة" (1663).

فعلم الإنسان بعظمة الله تعالى وبذنوبه وتقصيره في حق الله يوجب له الخوف من الله ، من غير أن يصل إلى اليأس من رحمة الله.

وعلمه بسعة فضل الله وعفوه وكرمه ورحمته يوجب له رجاء أن يكون من أهل تلك الرحمة الواسعة ، من غير أن يصل إلى الأمن من مكر الله.

وبهذا يعتدل سير المسلم إلى الدار الآخرة ، فيجمع بين الخوف والرجاء ، ويجتنب اليأس من رحمه الله ، والأمن من مكره.

فبرجاء رحمة الله يعبد المسلم ربه ويطيعه ويعمل الصالحات ، وبالخوف منه يترك معصيته.

وقد رغب الله تعالى عباده في رحمته وفضله ورهبهم وخوفهم من عذابه.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ) رواه مسلم (2755).

ويجمع المؤمن مع ذلك أيضا (الخوف والرجاء) محبةَ لله تعالى.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ولهذا قال بعض السلف : من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري [ الحرورية : هم الخوارج ] ، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجىء ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن.

والمقصود : أن تجريد الحب والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب ؛ فإذا اقترن الخوف جمعه على الطريق ورده إليها ، كلما كَلَّها شيء [أي : أتعبها] ، كالخائف الذى معه سوط يضرب به مطيته لئلا تخرج عن الطريق ، والرجاء حاد يحدوها ، يطلب لها السير ، والحب قائدها وزمامها الذى يشوقها ؛ فإذا لم يكن للمطية سوط ولا عصا يردها إذا حادت عن الطريق : خرجت عن الطريق ، وضلت عنها.

فما حفظت حدود الله ومحارمه ، ووصل الواصلون إليه بمثل خوفه ورجائه ومحبته ؛ فمتى خلا القلب من هذه الثلاث : فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا.

ومتى ضعف فيه شيء من هذه: ضعف إيمانه بحسبه " انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/21).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " الواجب على المكلف ذكرا كان أو أنثى ألا ييأس، ولا يقنط ويدع العمل ، بل يكون بين الرجاء والخوف يخاف الله ، ويحذر المعاصي ، ويسارع في التوبة ، ويسأل الله العفو، ولا يأمن من مكر الله ويقيم على المعاصي ويتساهل ؛ ولكن يحذر معاصي الله ، ويخافه ولا يأمن ، بل يكون بين الخوف والرجاء " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/ 38).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " إن غلب عليه الرجاء ؛ وقع في الأمن من مكر الله ، وإن غلب عليه الخوف ؛ وقع القنوط من رحمة الله ، وكلاهما من كبائر الذنوب ".

انتهى من " لقاء الباب المفتوح" (11/ 7) بترقيم الشاملة.

فاحذر من الشيطان فإنه يريد أن يوقعك في اليأس من رحمة الله لتترك عبادة الله ، وبهذا تكون قد أطعت الشيطان ووقعت في شباكه.

وهذا الحديث الذي سألت عنه قد رغبنا الرسول صلى الله عليه وسلم وبشرنا في آخره كما خوَّفنا في أوله ، ليكون ذلك دافعا لنا إلى الاجتهاد في طاعة الله وإحسان الظن به ، والابتعاد عن معصيته ، وبهذا ينتفع الإنسان بالموعظة التي يسمعها.

قال ابن القيم رحمه الله : " الِانْتِفَاعُ بِالْعِظَةِ [الموعظة] : هُوَ أَنْ يَقْدَحَ فِي الْقَلْبِ قَادِحُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ ، فَيَتَحَرَّكَ لِلْعَمَلِ ، طَلَبًا لِلْخَلَاصِ مِنَ الْخَوْفِ ، وَرَغْبَةً فِي حُصُولِ الْمَرْجُوِّ.

وَالْعِظَةُ هِيَ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ ، الْمَقْرُونُ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ " انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 442).

نسأل الله تعالى أن ييسرنا لليسرى وأن يجنبنا العسرى.

والله أعلم ..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | انتفاخ بارز في عظمة أنفي لا أعلم سببه!
- سؤال وجواب | حسرتني على من لا يصلون ومن لم يهتدوا للإسلام تقتلني!
- سؤال وجواب | شروط دخول الكتابية في الإسلام
- سؤال وجواب | أشعر بانتفاخ بالقرب من فتحة البول. فهل هي غدة بارثولين؟ وما العلاج؟
- سؤال وجواب | كيف أستطيع المحافظة على وزني؟
- سؤال وجواب | ما الطريقة الصحيحة للركوع؟
- سؤال وجواب | أحمل هموم الدنيا وأخاف الموت على والديٌ وأقربائي. هل من علاج لذلك؟
- سؤال وجواب | وقت الانتقال من الزيروكسات العادي إلى (c 25) وكيفيته
- سؤال وجواب | النزيف أثناء حدوث الدورة.
- سؤال وجواب | انقطعت عني الإفرازات أيام التبويض، فهل هذه علامة لانعدام التبويض؟
- سؤال وجواب | كيفية التعامل مع الوالد الخرف . نظرة طبية وشرعية
- سؤال وجواب | انقراص وتقوم العمود الفقري
- سؤال وجواب | هل يجوز استخدام المورفين لتسكين الألم عن المريض؟
- سؤال وجواب | أقوال العلماء في الأخذ من اللحية
- سؤال وجواب | إمكانية السيطرة على الغضب والعصبية
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/05