السلام عليكم أنا فتاة 19 سنةً، أدرس في الصف الثاني الثانوي، في بلد أجنبي، علاماتي في السنة الأولى مقبولة، لكن هذا العام أصبحت علاماتي منخفضة جداً بسبب صعوبة اللغة، كل المواد العلمية تحتوي مصطلحات وكلمات أحتاج الكثير من الوقت لترجمتها؛ لذا تراكم عليّ الكثير من الواجبات التي لم أسلمها، بسبب يأسي وشعوري بالإحباط! أشعر بأنه لا مستقبل لي هنا، لكن لدي ثقة كبيرة أني إذا درست العربية فسأحصل على درجات عالية، وأيضاً يجب أن أكون متخرجة هذه السنة لولا أني ضيعت سنة دراسية، أصبحت كلما يكون عندي فحص أحفظ بدون فهم، وعندما أسلم بعض الواجبات فقط أستخدم النت وأجيب بدون فهم، وأنا لا أحب ذلك.

عندي رغبة شديدة بالتعلم والتثقف، وأحب أن أعرف وأفهم ما أدرسه؛ بحثت في النت ووجدت بعض الطلاب الذين يدرسون في الخارج، وفكرت لو أنني أسافر لبلد عربي وأعيد هذه السنة والسنة الأخيرة، لكن لا أعرف أين سأدرسّ؛ حيث وضعي المادي ليس جيداً لتكفل دراستي ومعيشتي بالخارج، لا أريد أن يذهب مستقبلي عبثاً، حتى والداي يقولان بأنني لست مفيداً بشيء، وأشعر دائماً بالحزن! سمعت بأنه توجد منح دراسية في بعض البلدان العربية، فهل يمكن أن تذكروا لي بعض الثانويات المجانية العربية؟ وما هي شروط القبول؟ وما هو العمر المشروط؟ طبعاً إذا تم قبولي لن أسافر إلا ومعي محرم، أنا حقاً أحب التعلم والتثقف، وأريد الحصول على الشهادة لألتحق بجامعة دراسة الشرع والتمريض أو الصيدلة.

أرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتي عبر استشارات في موقعنا سؤال وجواب، ونشكر لك تواصلك معنا مجددًا بهذا السؤال.

ابنتي سؤالك يطرح عدة أمور: أولًا: من الصعب جدًا كما أعتقد، ومن خلال تجربتي في بعض البلاد العربية، أن تستطيعي الانتقال بسهولة ودخول الثانوية إلى آخره، هذا بالإضافة إلى صعوباتك المادية وغيرها، نصيحتي لك وقد عشت في إيرلندا وبريطانيا ثلاثين عاماً، وأبنائي الثلاثة درسوا هناك، نصيحتي لك طالما أنك وصلت إلى النرويج، وهي بلد يمكن أن يكون فيها الإنسان نفسه، ولكن لا بد لك أولًا من الاقتناع بضرورة الاستفادة مما تتيحه لك تلك البلاد.

وأرجو أن لا تقف الصعوبات اللغوية عائقًا بينك وبين تحقيق حلمك، بدراسة الشرع أو التمريض أو الصيدلة، وحقيقة أنا أنصحك بأمرين، وأنصحك كابنتي أن تدرسي التمريض أو الصيدلة، ويمكن أن تبقى الدراسة الشرعية هواية لك، تطلعي على ما يفيدك فيها، فالعالم العربي مليئًا بالفتيات اللواتي درسن الشريعة، بارك الله فيهن.

ولكن طالما أن عندك حلم دراسة التمرين أو الصيدلة فكلاهما مفيد، ودراسة أحدهما في النرويج أمر مفيد، أنصحك أن تدبري نفسك هذه الفترة، ولكن أن تعكفي -وخاصة أننا مقبلون على فترة الصيف- أن تعكفي على تقوية لغتك، وخاصة أن أسرتك كما فهمت أنها موجودة معك، فيمكن أن تلتئم الأسرة في النرويج، وأيضًا تدرسين الدراسة التي تفيدك وتفيد أمتك.

نصيحتي لك بأن لا تبحثي عن مكان آخر، وإنما تحسني الاستفادة من الظروف المتاحة لك في هذه المرحلة، أدعو الله تعالى لك بالتوفيق والتفوق والنجاح..