السلام عليكم أريد تعلم الشريعة الإسلامية وأريد الحصول على الدكتوراه، ولكن السؤال هو كم سنة تعليم أحتاج لأخذ الدكتوراه؟ وهل هنالك درجة أعلى من الدكتوراه؟ سؤال آخر: أريد الاستفسار عن تعلم الشريعة الإسلامية.

1- ما هي مراتب العلم فيها مثلاً ماجستير أو دكتوراه؟ 2- كم سنة تعليم للحصول على الماجستير؟ 3- كم سنة تعليم للحصول على الدكتوراه؟ وما هي الأعمال أو المجالات التي أستطيع عملها في الشريعة الإسلامية؟ مثلاً تعلمت الشريعة وحصلت على الدكتوراه، ماذا أستطيع أن أعمل غير أني أصبح إمام مسجد أو معلماً؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ Bag3 حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: فإن العلم بحر لا ساحل له، وعلم الشرعية أفضل العلوم لأنه يوصل إلى رضوان علام الغيوب، وهو ميدان واسع لكل موفق موهوب، ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يزيدك علماً وتقى، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يصلحك وأن ينفع بك.

ونحن في الحقيقة نشيد بهذه الرغبة والطموح العالي، والرغبة في الخير خير، والحياة أمل يحققه العمل وعند الله يجزى كل أمرىء بما فعل، فاتق لله عز وجل.

وأرجو أن تعلم أن الطريق الصحيح لتعلم الشريعة يبدأ من حفظ القرآن لأنه الأساس، وعلى الأساس يقوم البنيان.

ودراسة الشريعة تحتاج إلى صبر ومثابرة، ويؤسفنا أن نقول إن نيل الشهادات المذكورة يحتاج إلى وقت، ولكن المجد المجتهد يستطيع أن يختصر بعض الخطوات، وهذا ما وجدناه وعرفناه عن بعض أساتذتنا وأشياخنا حيث كان الواحد منهم يدرس السنتين والثلاث في سنة واحدة، فيختصر المشوار ونحن في الحقيقة نتمنى أن تهتم مؤسساتنا العلمية بمثل هؤلاء الموهوبين وأن نهيئ لهم من النظم واللوائح ما يسهل عليهم الأمر حتى لا يجبر المجتهد الذكي على السير بسير الضعفاء أو المهملين الكسالى.

ولكن على العموم فإن الدارس يستطيع الحصول على درجة الماجستير بعد حوالي ثمانية عشر عاماً، وقد ينال الدكتوراه بعد واحد وعشرين سنة من بداية دخوله للمدرسة، فإذا أضفنا لهذا العمر السنوات الست أو السبع التي تسبق الدخول إلى المدرسة كان الوصول إلى درجة الدكتوراه على أبواب الثلاثين.

وهذا أمر يحتاج إلى مراجعة من المهتمين، وإذا نال الدارس الموفق شهادة الدكتوراه فإن عليه أن يواصل الطلب ويبرز الإنجازات والفوائد ويقدم الخير لأمته فإن فعل ذلك وحقق سبقا وإبداعاً وخدمات وأتى بالجديد استحق أن يطلق عليه (بروفسير) والأستاذية درجة تنال بالعطاء والإبداع.

وأرجو أن يعلم الجميع أن المجالات للعمل لطلاب الشريعة واسعة بسعة الحياة لأن ديننا يحكم حياة المسلم من أولها إلى آخرها، ولا شك أن غياب حكم الشرع كان له أثر على المفاهيم ولكننا بدأنا نسير في الطريق الصحيح فأصبح علماء الشريعة يعملون في المحاكم ويضعون الضوابط للمؤسسات المالية، وبدأ الحديث عن الإدارة الإسلامية، وغداً سوف يحتكم الناس في طبعهم للسلوك العام إلى رجال الحسبة وينبغي أن يعود ديوان المظالم مع ضرورة أن يستشار العلماء في أمور الحرب والسلم، فهذه كلها ميادين تحتاج إلى توضيح وشرح عن علماء الشرع الحنيف بالإضافة إلى الإمامة والدعوة والتعليم والتوجيه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على طلب العلم مع ضرورة استحضار الإخلاص، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

ونسأل الله أن يوفقك وأن ينفع بك..