من أهم ما يميز لهجة سكان ولاية جيجل جيجل ، أو كما يقال بالعامية هدرة الجواجلة استعمال حرف الحاء في أوائل الأسماء النكرة كقول مثلا حْلـَمْـرا وتنطق كما هي مشكولة ومعناها بالعربية مرأة. إضافة إلى الخاصيتين السابقتين يستعمل سكان ولاية جيجل جيجل في لهجتهم حرف الدال الدار دي عمار (و هي خليط عربي روماني من خوه + de + عمار) والحرف de يعني بالفرنسية de le أي الخاص بـ ومعنى هذه الجملة الدار الخاصة بعمار، أو دار عمار, وهي لتحقيق الملكية.
و الحرف التالي ديالي أي المملوك من طرفي, وهي مشتقة من مصدر لاتيني أيضا, dela بالبرتغالية.
كما أثرت الفتوحات كثيرا على اللهجة المحلية الجيجلية, فتضمنت عبارات عربية فصحى منها الحرف دّ المشدد, والحرف دي
و مصدرهما هو الاسم الموصول الذي
فقول مثلا الراجل دي جا, تعني حرفيا الرجل الذي جاء, مع حدف الألف واللام من كلمة الذي للاستعمال الكثير لقرون طويلة.
و هو الشأن ذاته بالنسبة للحرف دّ المشدد, والذي يتحدثه السكان الذين يقيمون بجيجل وحواشيها القريبة.
فيقال مثلا مدلي السروال دّحمر, أي مُدَّ لي السروال الذي أحمر.
أما في مناطق ضيقة من جيجل تنحصر في قرية عجنق, وأولاد علي, والشوف وأشبو وتانفدور, فيستبدل سكانها حرف اللام بحرف النون وحرف النون بحرف اللام أينما وجدوهما في كل كلامهم، والأصل في هذا التشفير العجيب أنه ونظرا لطبيعة سكان شرق جيجل المتميزة بالالتحام والتماسك الأسري بشكل يظهر فيه المجتمع كله على أنه أسرة واحدة، فلا يقبلون من يستقر بينهم من الأجانب لأنهم يرون مساس ذلك بهذا التماسك إلا أن يكون ضيفا، ولما استعصى على من وفد إليه أن يصرح بأنه أجنبي، تداول هؤلاء الوافدون فيما بينهم شفرة يتعارفون بها, تفاديا للأدى وكان أن غيروا حرفي اللام والنون، كقولهم مثلا أنإلسال أي الإنسان, و انّبل أي اللبن
و الثابت عن شيوخ القبائل المتوطنة بجبال بلدية أولاد يحي خدروش كقبيلة الرمان، وإينان, وبني ميمون السفلى، وبولعابة أن أجدادهم وفدوا من اليمن والعراق، وهو ما تثبته اللهجة هناك, حيث يستبدل هؤلاء القاف بحرف الكاف، والكاف يخفضونه ليصير حرفا آخر يجمع بين التاء والشين, فمثلا قلت لك ، ينطقونها كولتلتش ويستوي النطق فيها بين هه القبائل واليمنيين والعراقيين.
و لا اختلاف في أن هذه المناطق أمازيغية الأصل.
و يتأكد ذلك سواء من خلال اللهجة المحتوية على معجم غني بالكلمات الأمازيغية كـ آدغس (أي الجبن) و آبريد (أي الطريق) و آزري (أي الممر الطويل بين حاجزين مرتفعين آصنّاج (أي أداة تقطير زيت الزيتون) آفوجال (أي الماييس) آينس (و هو المتسع الذي يتوسطه كانون المنزل التقليدي) وكذا أسماء المناطق مثل تالّفت، تايرّأو, آينان, تازيامزوي, آشبو...
و نظرا للحرائق الكثيرة التي اجتمعت على سلكها جميع القوى الغازية لمنطقة جيجل بحكم طابعها الغابي الكث, فإن جميع المخطوطات قد أتفلت ولم يبق سوى ما أجمعت عليه روايات الشيوخ هناك جدا عن جد، ولا زالت محفوظة بين شبابها حتى اليوم.
تفاصيل عن واحدة من اللهجات الجيجلية
Petite Kabylie.png تصغير يسار خريطة إقليم القبائل الصغرى (قبائل الحدرة) في الجزائر .
إن قبائل الحضرة القبائل الصغرى في الجزائر أو بالأحرى قبائل الحضرة قبائل الحدرة (ليس الحضرة، وهذا خطأ شائع) هم سكان المنطقة الممتدة غربا من مصب وادي الصومام شرق مدينة بجاية إلى مصب وادي السيبوس شرق مدينة عنابة شرقا ومن البحر الأبيض المتوسط البحر المتوسط شمالا إلى الخط الرابط بين الحدود الحالية لولاية بجاية مع البويرة إلى مدن برج بوعريريج سطيف شلغوم العيد قسنطينة قالمة وصولا إلى مصب واد السيبوس شاملة بذلك كل إقليم ولايات عنابة سكيكدة وجيجل إظافة إلى الأجزاء الشمالي من ولايات ع¨المة قسنطينة ميلة سطيف و برج بوعريريج وكذلك كافة المناطق التي تقع جنوب شرق واد الصومام من ولاية بجاية.
يقسم الجغرافيون كديسبوا و فيدال المنطقة إلى قسمين شرقي و غربي أو قبائل حدرة الشرقية و قبائل حدرة الغربية أما الحد الفاصل بينهما هو واد الرمال أو الواد الكبير الممتد من الميلية إلى قسنطينة.
غالبية سكان هذه المنطقة بربر ، اختلطوا بالعرب منذ بداية الفتح الإسلامي واعتنقوا الدين الجديد فتعربت لغتهم في معظمها، لكن وبحكم تعاقب الفاتحين والغزاة طيلة العشرة قرون الأخيرة، وفرار بعض أهل الأندلس إلى أرضهم، أصبحت لهجتهم مزيج من الأمازيغية و العربية و الفرنسية وغير ذلك من اللغات واللهجات المختلفة.
تُعتبر لهجة سكان جيجل إحدى لهجات الجزائر ما قبل بنو هلال (أفريقيا) الهلالية .http //www.ieiop.com/pub/05caubet.pdf