[ أخلاق إسلامية ] من هم العشرة المبشرين بالجنة
تم النشر اليوم [dadate] | من هم العشرة المبشرين بالجنة
المبشّرين بالجنة سوى العشرة
بُشِّر العديد من الصحابة الآخرين -رضوان الله عليهم- بالجنة، ومنهم:ii٥١ii
عمرو بن ثابت بن وقيش -ويقال: أقيش- بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري، وقد ثبت عنه أنه: (أَتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بالحَدِيدِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ أُقَاتِلُ أَوْ أُسْلِمُ؟ قالَ: أَسْلِمْ، ثُمَّ قَاتِلْ، فأسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ، فَقُتِلَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَمِلَ قَلِيلًا وأُجِرَ كَثِيرًا).ii٥٢ii
بلال بن رباح -رضي الله عنه-، وفيه جاء الحديث الآتي: (قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ: عِنْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ يا بلَالُ حَدِّثْنِي بأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدَكَ في الإسْلَامِ مَنْفَعَةً، فإنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ، قالَ بلَالٌ: ما عَمِلْتُ عَمَلًا في الإسْلَامِ أَرْجَى عِندِي مَنْفَعَةً مِن أَنِّي لا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا، في سَاعَةٍ مِن لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ، إلَّا صَلَّيْتُ بذلكَ الطُّهُورِ، ما كَتَبَ اللَّهُ لي أَنْ أُصَلِّيَ).ii٥٣ii
ثابت بن قيس -رضي الله عنه-، وقد صحّ فيه أنه: (لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النبيِّ} iiالحجرات: 2ii إلى آخِرِ الآيَةِ، جَلَسَ ثابِتُ بنُ قَيْسٍ في بَيْتِهِ، وقالَ: أنا مِن أهْلِ النَّارِ، واحْتَبَسَ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَعْدَ بنَ مُعاذٍ، فقالَ: يا أبا عَمْرٍو، ما شَأْنُ ثابِتٍ؟ اشْتَكَى؟ قالَ سَعْدٌ: إنَّه لَجارِي، وما عَلِمْتُ له بشَكْوَى، قالَ: فأتاهُ سَعْدٌ، فَذَكَرَ له قَوْلَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ ثابِتٌ: أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ، ولقَدْ عَلِمْتُمْ أنِّي مِن أرْفَعِكُمْ صَوْتًا علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأنا مِن أهْلِ النَّارِ، فَذَكَرَ ذلكَ سَعْدٌ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ هو مِن أهْلِ الجَنَّةِ.).ii٥٤ii
جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه-، حيث قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: ( أُريتُ جَعفرًا ملَكًا يطيرُ بجَناحَيْهِ في الجنَّةِ).ii٥٥ii
حارثة بن سراقة -رضي الله عنه-، وقد ثبت عنه ما يأتي: (أنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بنْتَ البَرَاءِ وهي أُمُّ حَارِثَةَ بنِ سُرَاقَةَ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، ألَا تُحَدِّثُنِي عن حَارِثَةَ، وكانَ قُتِلَ يَومَ بَدْرٍ أصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فإنْ كانَ في الجَنَّةِ صَبَرْتُ، وإنْ كانَ غيرَ ذلكَ، اجْتَهَدْتُ عليه في البُكَاءِ، قَالَ: يا أُمَّ حَارِثَةَ إنَّهَا جِنَانٌ في الجَنَّةِ، وإنَّ ابْنَكِ أصَابَ الفِرْدَوْسَ الأعْلَى).ii٥٦ii
حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه-، فقد صحّ عنه ما يأتي: (لقَدْ رَأَيْتُنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةَ الأحْزَابِ، وَأَخَذَتْنَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ وَقُرٌّ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينِي بخَبَرِ القَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَومَ القِيَامَةِ؟ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قالَ: أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بخَبَرِ القَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَومَ القِيَامَةِ؟ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، ثُمَّ قالَ: أَلَا رَجُلٌ يَأْتِينَا بخَبَرِ القَوْمِ جَعَلَهُ اللَّهُ مَعِي يَومَ القِيَامَةِ؟ فَسَكَتْنَا فَلَمْ يُجِبْهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَقالَ: قُمْ يا حُذَيْفَةُ، فَأْتِنَا بخَبَرِ القَوْمِ، فَلَمْ أَجِدْ بُدًّا إذْ دَعَانِي باسْمِي أَنْ أَقُوم).ii٥٧ii
الحسن بن علي -رضي الله عنه- سبط رسول الله، وقد صحّ فيه ما يأتي: (أَخْرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ الحَسَنَ، فَصَعِدَ به علَى المِنْبَرِ، فَقالَ: ابْنِي هذا سَيِّدٌ، ولَعَلَّ اللَّهَ أنْ يُصْلِحَ به بيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ).ii٥٨ii
الحسين بن علي -رضي الله عنه- سبط رسول الله، وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبابِ أهلِ الجنةِ).ii٥٩ii
ذكوان بن عبد قيس الأنصاري الخزرجي -رضي الله عنه-، وقد استُشهد يوم أُحد، وبشّر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بأنّه من أهل الجنة.
زيد بن حارثة -رضي الله عنه- وقد استُشهد يوم مؤتة: (قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ناب خَبرٌ، أو بات خَبرٌ، أو ثاب خَبرٌ -شَكَّ عبدُ الرَّحمنِ- ألَا أُخبِرُكم عن جَيشِكم هذا الغازي؟ إنَّهم انطَلَقوا، فلَقَوُا العَدوَّ، فأُصيبَ زَيدٌ شَهيدًا، فاستغفِروا له، فاستغفَرَ له النَّاسُ).ii٦٠ii
سعد بن معاذ -رضي الله عنه- وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حين وفاته: (اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ). ii٦١ii
سلمان الفارسي -رضي الله عنه-، وقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ الجَنَّةَ لَتَشْتاقُ إلى ثَلاثةٍ، علىٍّ، وعَمَّارٍ وسُلَيْمانَ).ii٦٢ii
عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه-، قال ابن عبد البر أنه وصاحبيه: حسان، وكعب بن مالك نزلت فيهم الآية الكريمة: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا).ii٦٣ii
عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-، فقد صحّ عن عامر بن سعد عن أبيه قال: (ما سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: لأحَدٍ يَمْشِي علَى الأرْضِ إنَّه مِن أهْلِ الجَنَّةِ، إلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ سَلَامٍ قالَ: وفيهِ نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِن بَنِي إسْرَائِيلَ علَى مِثْلِهِ} iiالأحقاف: 10ii).ii٦٤ii
عبد الله بن عمرو بن حرام -رضي الله عنه-، وقد ثبت في استشهاده حوارٌ بين ابنه والنبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (يا جابرُ ما لي أراكَ منكسِرًا؟ قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ استُشْهِدَ أبي قُتِلَ يومَ أُحُدٍ، وترَكَ عيالًا ودَينًا، قالَ: أفلَا أبشِّرُكَ بما لقيَ اللَّهُ بِهِ أباكَ؟ قلتُ: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: ما كلَّمَ اللَّهُ أحدًا قطُّ إلَّا من وراءِ حجابِه وأحيى أباكَ فَكَلَّمَهُ كِفاحًا فقالَ: يا عَبدي تَمنَّ عليَّ أُعْطِكَ، قالَ: يا ربِّ تُحييني فأقتلَ فيكَ ثانيةً، قالَ الرَّبُّ تبارك وتعالَى: إنَّهُ قد سبقَ منِّي أنَّهم إليها لَا يُرجَعونَ، قالَ: وأُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا)).ii٦٥ii
عكاشة بن محصن -رضي الله عنه-، وهو من السابقين إلى الإسلام، وقد بشّره رسول الله بالجنّة.
عمار بن ياسر -رضي الله عنه-، وقد أتت بشارته بالجنة في الحديث السابق الذي جاءت فيه بشارة سليمان الفارسي -رضي الله عنهم-.
عمرو بن الجموح -رضي الله عنه-، حيث ثبت في بشارته أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرّ به في يوم أُحُد عندما قُتل هو وإخوته ومولى لهم وقال: (كأنِّي أنظرُ إليكَ تمشِي بِرجلِكَ هذه صحيحةً في الجنةِ).ii٦٦ii
ياسر بن عامر العنسي حليف آل مخزوم -رضي الله عنه-، وتأتي بشارته لاحقاً حين الحديث عن زوجته (أم عمار).
مالك بن سنان الخدري -رضي الله عنه-، وقد جاء فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إنّه من خالط دمه دمه لا يضره الله.
أبو الدحداح الأنصاري -رضي الله عنه-، وجاء في بشارته قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثُمَّ أُتِيَ بفَرَسٍ عُرْيٍ فَعَقَلَهُ رَجُلٌ فَرَكِبَهُ، فَجَعَلَ يَتَوَقَّصُ به، وَنَحْنُ نَتَّبِعُهُ، نَسْعَى خَلْفَهُ، قالَ: فَقالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قالَ: كَمْ مِن عِذْقٍ مُعَلَّقٍ، أَوْ مُدَلًّى، في الجَنَّةِ لاِبْنِ الدَّحْدَاحِ. أَوْ قالَ شُعْبَةُ لأَبِي الدَّحْدَاحِ).ii٦٧ii
خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-: حيث صحّ عن إسماعيل بن أبي خالد أنه قال: (أن رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَشَّرَ خَدِيجَةَ ببَيْتٍ في الجَنَّةِ؟ قالَ: نَعَمْ، بَشَّرَهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فيه وَلَا نَصَبَ.).ii٦٨ii
الرميصاء بنت ملحان -رضي الله عنها-، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فإذا أنا بالرُّمَيْصاءِ، امْرَأَةِ أبِي طَلْحَةَ).ii٦٩ii
حفصة بنت عمر -رضي الله عنها-، فقد جاءت بشارتها بعد أن طلّقها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على لسان جبريل -عليه السلام-، فأمره أن يراجعها، ففي الحديث: (أنَّ جبريلَ جاء بِصُورَتِها في خِرْقَةِ حَرِيرٍ خَضْرَاءَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال هذه زَوْجَتُكَ في الدنيا والآخرةِ) .ii٧٠ii
سُمية بنت خُبَّاط، أم عمار -رضي الله عنها-، فقد أتت بشارتها وأهلها فيما رواه جابر بن عبد الله، حيث قال: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ بعمَّارِ بنِ ياسرٍ وبأهلِهِ يُعذَّبونَ في اللَّهِ، فقالَ: أبشروا آلَ ياسرٍ موعدُكمُ الجنَّةُ).ii٧١ii
عائشة بنت الصديق -رضي الله عنها- أم المؤمنين، فقد جاءت بشارتها في الكثير من المواضع ومنها: (إنَّ عَائِشَةَ قدْ سَارَتْ إلى البَصْرَةِ، ووَاللَّهِ إنَّهَا لَزَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، ولَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى ابْتَلَاكُمْ، لِيَعْلَمَ إيَّاهُ تُطِيعُونَ أمْ هي).ii٧٢ii
فاطمة بنت محمد -رضي الله عنها- ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، جاءت بشارتها في حوارٍ لها مع النبي -صلى الله عليه وسلم- قبيل وفاته، إذ قالت -رضي الله عنها-: (أسَرَّ إلَيَّ: إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي. فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ).ii٧٣ii
أم زفر الحبشية -رضي الله عنها-، جاءت بشارتها في الرواية الآتية: (قالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ وإنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ قالَتْ: أَصْبِرُ، قالَتْ: فإنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا).ii٧٤ii
وكذلك ممن بُشّروا بالجنة أهل بدر وأصحاب بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة، وقد صحّ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخُلُ النَّارَ رجلٌ شهِد بدرًا والحُديبيَةَ).ii٧٥iiii٧٦ii
من هم العشرة المبشرين بالجنة
العشرة المبشرين في الجنّة هم الخلفاء الراشدين وغيرهم من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين خصّهم الله -تعالى- بهذا الشرف العظيم وهم لا يزالون يمشون بين الناس، وقد جمعهم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في حديثٍ واحدٍ حين قال: (أبو بكرٍ في الجنةِ، وعمرُ في الجنةِ، وعليٌّ في الجنةِ، وعثمانُ في الجنةِ، وطلحةُ في الجنةِ، والزبيرُ في الجنةِ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ في الجنةِ، وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ في الجنةِ، وسعيدُ بنُ زيدِ بنُ عمرو بنُ نُفَيْلٍ في الجنةِ، وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ في الجنةِ).
أبو بكر رضي الله عنه
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- هو صحابيٌّ من قبيلة بني تيم القرشيّة، وكان من رؤسائهم المحبّبين فيهم، والمعروف بينهم بالصدق، فكان إذا عمل عملاَ صدّقوه، كما أنه كان تاجراً ذو ثروةٍ كبيرة، وهو من أعلم العرب بأنساب قريش، كما قيل إنه كان عالماً بتعبير الرؤيا، ولمّا جاء الإسلام سَبق إليه، وقيل إنه كان أوّل من أسلم، وقد أسلم الكثير من كبار الصحابة بدعائه، ومنهم خمسة من المبشرين بالجنة وهم: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، وغيرهم الكثير من عائلته؛ كوالده أبو قحافة الذي أسلم وهو شيخاً كبيراً، وأمه، وأبنائه؛ ومنهم محمد، وعبد الرحمن، وعائشة، وأسماء ذات النطاقين.
، قالَ: هُمُ الَّذِينَ بارَزُوا يَومَ بَدْرٍ عَلِيٌّ، وحَمْزَةُ، وعُبَيْدَةُ، وشيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وعُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، والوَلِيدُ بنُ عُتْبَةَ).
ولعلي -رضي الله عليه- الكثير من الفضائل الأخرى التي لا بد من ذكرها، ومنها:
برز في يوم غزوة الخندق لمقاتلة أحد أبرز الفارسين المعروف بين العرب -عمرو بن ودّ- وانتصر عليه.
قَتل في غزوة خيبر أحد أهم فرسانهم، ففتح الله عليهم بعدها ورزقهم النصر.
كان -رضي الله عنه- من حماة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أُحُد.
كان خليفة النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك.
كان ممن جهّز النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم وفاته مع أهل بيته.
تزوّج ابنة النبيّ فاطمة -رضي الله عنها-.
يعدّ ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- له: (أنْتَ مِنِّي وأَنَا مِنْكَ).
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: (مَن آذى علِيًّا فقد آذاني).
شارك النبي -صلى الله عليه وسلم- في هديه -أي ذبحه للإبل- يوم حجة الوداع.
طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- هو أحد الذين اصطفاهم الله بالتبشير بالجنة، ومن السابقين للإسلام، وقد أسلم على يد أبو بكر الصديق -رضي الله عنهما-، وهو من الستة أصحاب الشورى، وقد شهد كل المشاهد إلا بدراً، حيث بعثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى بلاد الشام لتقصّي الأخبار، وقد سمّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بطلحة الخير، وطلحة الجود، وطلحة الفياض؛ لكثرة جوده، واستُشهد سنة ستة وثلاثون، وعمره أربعة وستون.
وله العديد من الفضائل، ومنها:
كان كثير الصّدقة، فقد رُوي عنه أنه باع أرضاً بسبعمئة ألف، فلم يبقَ معه درهمٌ إلا وزّعه على فقراء المدينة، وغيرها الكثير من الروايات التي تبيّن ذلك.
جعل من نفسه وقاية للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أُحُد، ولم يتوانَ عن الدفاع عنه حتى لم يكن بينه وبين الموت شيء، فجُرح تسعةٌ وثلاثون أو خمسةٌ وثلاثون جرحاً، وشُلّت أصابعه، وثبت: (أنَّ طلحةَ مرَّ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: شَهيدٌ يمشي علَى وجهِ الأرضِ).
الزبير بن العوام رضي الله عنه
الزبير بن العوام -رضي الله عنه- هو أحد المبشّرين بالجنة، وهو ابن عمّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أحد الستّة أصحاب الشورى، أسلم صغيراً، وشهد الهجرتين وجميعَ الغزوات، وقد قُتل مغدوراً سنة ستٍّ وثلاثين للهجرة، وعمره سبعٌ وستُّون سنة. وللزّبير الكثير من الفضائل، ومنها:
(نَدَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النَّاسَ يَومَ الخَنْدَقِ فانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثُمَّ نَدَبَهُمْ فانْتَدَبَ الزُّبَيْرُ، ثَلاثًا، فقالَ: لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوارِيٌّ وحَوارِيَّ الزُّبَيْرُ)،ii٣٠ii والحواريّ يعني بها المُخلِص النَّقي المناصِر للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
فداه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأبيه وأمّه، تعظيماً لقدره وعمله في يوم الأحزاب، فقال: (جَمع لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أبَوَيْهِ فقالَ: فِداكَ أبِي وأُمِّي).ii٣١ii
كان ممن استجابَ لله ولِرَسوله يوم أُحد حين أصابهم القرح، وكان أجرهم عظيماً جداً.
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
عبدُ الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- هو أحد المبشّرين بالجنة، وهو من السابقين للإسلام، وقد هاجر الهجرتين إلى الحبشة، وشَهد المشاهِد كلّها، ومنها بدر، وقد جاء في الحديث الشريف: (إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ اطلَع على أهلِ بدرٍ فقال اعملوا ما شِئْتُم فقد غَفَرتُ لكمْ)،ii٣٢ii وقد نال شرف أن يصلّي خلفه النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك، وهو ممن بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت الشجرة، حيث كان ممن نزل فيهم قوله -تعالى-: (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ).ii٣٣iiii٣٤iiii٣٥ii
كان عبدُ الرّحمن بن عوف -رضي الله عنه- كثيرُ الصّدقات، وقد سَمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرّة يقول: (خيركم خيركم لأهلي من بعدي)، ii٣٦ii فصحّ في روايٍ أنه: (..أَوْصَى بحديقةٍ لأمهاتِ المؤمنينَ بِيعَتْ بأربعمائةِ ألفٍ).ii٣٧iiii٣٨ii
سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- هو أحدُ المبشّرين بالجنّة، ومن السابقونَ الأولون في الإسلام، حيثُ أَسلم شاباً صغيراً، وهو أحدُ السِتة الذين جعل عمر -رضى الله عنه- الشّورى فيهم، وممن توفّيَ النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو راضٍ عنهم،ii٣٩ii ومن فضائله ما يأتي:ii٤٠iiii٤١ii
كان من المعروفين باستجابةِ دعائهم، فقد قال فيه النّبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهمَّ استجِبْ له إذا دعاكَ -يعني سعدًا-).ii٤٢ii
كان أول من رمى بِسَهمٍ في سبيل الله.
فَداهُ الرّسول -صلى الله عليه وسلم- بأَبويه في غزوة أُحُد، فقال: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي)،ii٤٣ii حيث لم يقل ذلك من قَبْل إلا للزبير بن العوام -رضي الله عنه-.
كان معروفاً بفروسِيَّته وشجاعته.
سعيد بن زيد رضي الله عنه
سعيد بن زيد -رضي الله عنه- هو أحدُ المبشّرين في الجنّة، وهو من أوّلِ الذين دخلوا الإسلام في مكة، فقد دخله قبل إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقبل اجتماع المسلمين في بيت الأرقم، وقد شهد كل المشاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بدراً، فقد كان ممن ذهب لتقصِّي أخبار قريش، ولم يرجع حتى انتهاء المعركة، ولكن لفضل جهدهم؛ عاملهم النبي -صلى الله عليه وسلم- كما عامل كل فردٍ شارك في بدر، أي أنّه أخرج لهم سهاماً وأجوراً، وقد تُوفّي في العقيق سنة إحدى وخمسين وقيل سنة اثنتين وخمسين، ودُفن في المدينة.ii٤٤iiii٤٥ii
أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- هو أحد الذين بشّرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنّة، وهو أمين الأمة، شهد الهجرة الثانية إلى الحبشة، وكذلك شهد جميع المشاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومما شُهد له ثباتُهُ في أُحُد، وإزالة الحلقتين اللاتي عَلِقن في وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بفمه حتى سقطت ثنيّتاه؛ أي السِّنيْن الأماميين، وفي وصفه أنه كان رجلاً طويلاً، خفيف اللّحية.ii٤٦iiii٤٧ii
ومما ذكر في فضائله ما يأتي:ii٤٨ii
فُتحت أكثر بلاد الشام على يده، فجعله عمر بن الخطاب أميراً عليها.
نزلت به الآية التالية بعد أن قام بقتل والده في يوم بدر، قال -تعالى-: (لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ).ii٤٩ii
كان من أحبّ الناس للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ثبت أن النبي سُئل: (قيل: يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إليك؟ قال: عائشةُ، قيل: مِن الرِّجالِ؟ قال: أبو بكرٍ، قيل: ثمَّ مَن؟ قال: عُمَرُ، قيل: ثمَّ مَن؟ قال: أبو عُبَيدةَ بنُ الجرَّاحِ).ii٥٠ii
وقد تُوفّي -رحمه الله- بمرضِ طاعون عمواس، في السنة الثامنة عشرة للهجرة، وقيل في السابعة عشرة، ودُفن في الأُردن.ii٤٨ii
فضل العشرة المبشرين بالجنة
اختار الله -سبحانه- أن يفضّل هؤلاء عمّا سواهم، وبشّرهم بالجنة، فهم قدوةٌ في خدمتهم للإسلام، وهم أفضل الأُمّة؛ الصحابة الخلفاء، وأهل بدر، والسابقون للإسلام، والذين عاشوا الهجرتين، وأصحاب الشجرة، وأكبر المساندين للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وهم أبطال الإسلام، وخَيْرهم علينا كلنا بإيصال ونشر الإسلام إلى يوم الدين، فمن واجب المسلمين حبّهم والدّفاع عنهم ممن عاداهم أو أساء إليهم، والحذو حذوهم.ii٧٧iiii٧٨ii
التعليقات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا