أنا رجل عصبي، وكنت متضايقًا؛ فضربت زوجتي قبل الإفطار، وهربت مني، فلحقتها لكي أضربها، لكن أهلي وقفوا بيننا، وأتى أخي، فركبت زوجتي في سيارته، وكنت في حالة جنون لم تصبني من قبل، فقلت لها: "انزلي من السيارة أو تكونين طالقًا بالثلاث"، وهي كانت خائفة مني، ولا تستطيع النزول؛ لأنها جالسة بجوار أخي، ولا تعرف ماذا تفعل في الموقف الذي كانت فيه، وقلت لها: "أنت طالق، طالق، طالق بالثلاث" وهي جالسة جنب أخي في السيارة، فأبعدها عني أخي؛ لكي لا أضربها، وكانت زوجتي صائمة، وأخي وعائلتي صيام، ولم أكن أعني ما أقوله، وأنا نادم، ولديّ طفلة رضيعة، لا أريد أن تضيع بسببي، فما الحكم؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فالمفتى به عندنا أنّ الغضب وإن كان شديدًا، لا يمنع نفوذ الطلاق، ما لم يزل العقل، وأنّ الطلاق بلفظ الثلاث، يقع ثلاثًا.
وراجع الفتوى:
رواه البخاري.قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله - في جامع العلوم والحكم: فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر، وأن التحرّز منه جماع الخير.
انتهى.والله أعلم..