[ تعريفات إسلامية ] تعريف السنة النبوية باللغة والشريعة والمصحف الكريم

تم النشر اليوم 16-12-2025 | [ تعريفات إسلامية ] تعريف السنة النبوية باللغة والشريعة والمصحف الكريم
تم النشر اليوم [dadate] | تعريف السنة النبوية باللغة والشريعة والمصحف الكريم

تدوين السنة في زمن الصحابة والتابعين ومن بعدهم

كان الصحابة والسلف يكتبون السنة من أحاديث وأحكام رسول الله صلى عليه وسلم وتقريراته، كما أقر بلال رضي الله عنه في صلاة ركعتين عقب كل وضوء، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا بلال حدثني بأرجى عملٍ عملته عندك في الإسلام منفعة فإني سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة قال بلال ما عملت عملاً في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليلٍ أو نهارٍ إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي.وبجانب تدوين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تم تدوين قضاء الخلفاء الراشدين حتى يعمل بأحكامهم من بعدهم من الولاة والحكام وذلك تحقيقًا للحديث الصحيح الذي ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا فإنه من يعش منكم بعدي يرى اختلافاَ كثيراَ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)، ولذلك في زمن الدولة الأموية كتب أسيد بن حضير الأنصاري بعض الأحاديث النبوية مع أحكام قضائية لكل من أبي بكر الصديق عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وأرسلها إلى مروان بن الحكم.وفي سنن الدارقطني: كتب زيد بن ثابت في أمر الجد إلى عمر بن الخطاب وذلك بطلب من عمر نفسه، وكان أنس بن مالك يحث أولاده على كتابة العلم، فيقول: يا بًنيًّ قيدوا العلم بالكتابة، وقد اشتهرت صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص بالصحيفة الصادقة لأنه قام بتدوين أحاديثها الشريفة التي تلقاها بحضوره في مجالس رسول الله صلى عليه وسلم.

معنى السنة في اللغة والشريعة

السُنة في اللغة هي السيرة الحسنة أو السيرة القبيحة، كما أنها الطريقة التي تؤدى الأعمال سواء كانت طريقة حسنة أو سيئة وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الوارد بصحيح الجامع للألباني الذي رواه جرير بن عبد الله أنه صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حسَنةً فلهُ أجرُها، وأجرُ مَنْ عمِلَ بِها من بعدِهِ، من غيرِ أنْ يُنقَصَ من أُجورِهمْ شيءٌ، ومَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً سيِّئةً فعليهِ وِزرُها، ووِزرُ مَنْ عمِلَ بِها من بعدِهِ، من غيرِ أنْ يُنقَصَ من أوْزارِهمْ شيءٌ.أما في الشريعة فمعنى السنة هي الأقوال والأفعال الصادرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك ما أقره فكان مصدراَ للتشريع، فالسنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله (القرآن الكريم).وعكس كلمة السنة هي البدعة – أي الأمر الذي لا أصل له في أقوال وأفعال وإقرارات النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك مثل علم الحديث، فالحديث الذي لا أصل له يعني أنه لا علاقة له بالأحاديث الشريفة ومصدره غير نبوي، وتأكيدًا في المعنى فإنه موضوع ومكذوب ومختلق على النبي صلى الله عليه وسلم.وفي الحديث الذي رواه المقدام بن معدي كرب بإسناد صحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا إني أُوتيتُ القرآنَ ومثلُه معه، ألا يُوشِكُ رجلٌ شبعانٌ على أريكتِه يقول: عليكم بهذا القرآنِ، فما وجدتم فيه من حلالٍ فأحِلُّوه، وما وجدتم فيه من حرامٍ فحرِّموهُ، وإنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ كما حرَّمَ اللهُ، وإن كان القرآن يتلى في الصلاة ولا يجوز قراءته بالمعنى ولكن يشترط أن يقرأ بلفظه، فإن السنة يمكن إبلاغها بالمعنى من باب معرفة الأحكام وكيفية العبادات مثل الصوات التي تم بيانها وهيئاتها وعدد ركعاتها من خلال السنة النبوية.

الصحابة وحفظ السنة النبوية

من الصحابة الذين حفظوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاروا رواة له مثل أبو هريرة وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم كثير من الصحابة، وكذلك الصحابيات ويتقدمهن في الرواية أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق.وفي الحديث الذي أخرجه أبو داود وأحمد بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو أنه قال: كنتُ أكتُبُ كلَّ شيءٍ أسمَعُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُريدُ حِفظَه فنَهَتْني قُرَيشٌ فقالوا إنَّكَ تَكتُبُ كلَّ شيءٍ تَسمَعُه مِن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ورسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ يتكَلَّمُ في الغَضَبِ والرِّضا فأمسَكتُ عنِ الكِتابِ فذكَرتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: اكتُبْ فوالذي نَفْسي بيَدِه ما خرَج مِنِّي إلّا حقٌّ.

السنة النبوية في آيات القرآن الكريم

جاء في كتاب الله العزيز قوله تعالى بسورة الأحزاب: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” آية 21، وجاء في تفسير القرطبي: أن معنى (أسوة) الأسوة القدوة. والأسوة ما يتأسى به؛ أي يتعزى به. فيقتدى به في جميع أفعاله وأحواله.قال الله تعالى في سورة النجم في وصف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)}.وقال تعالى في وجوب الالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سورة الحشر {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)}، وفي سورة آل عمران أمر الله تعالى المؤمنين بوجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31)}.وفي سورة النساء قال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}النساء65- قال المفسرون أقسم الله تعالى بنفسه الكريمة أن هؤلاء لا يؤمنون حقيقة حتى يجعلوك حكمًا فيما وقع بينهم من نزاع في حياتك، ويتحاكموا إلى سنتك بعد مماتك، ثم لا يجدوا في أنفسهم ضيقًا مما انتهى إليه حكمك, وينقادوا مع ذلك انقيادًا تاماً، فالحكم بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتاب والسنة في كل شأن من شؤون الحياة من صميم الإيمان مع الرضا والتسليم.