شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
اليوم: ,Thu 11 Dec 2025 الساعة: 04:01 PM


اخر بحث





[ منوعات إسلامية ] ما هو فضل ليلة النصف من شعبان .. تعرف على أهم 5 معلومات حول حكمها وفضلها

تم النشر اليوم 11-12-2025 | [ منوعات إسلامية ] ما هو فضل ليلة النصف من شعبان .. تعرف على أهم 5 معلومات حول حكمها وفضلها
[ منوعات إسلامية ] ما هو فضل ليلة النصف من شعبان .. تعرف على أهم 5 معلومات حول حكمها وفضلها تم النشر اليوم [dadate] | ما هو فضل ليلة النصف من شعبان .. تعرف على أهم 5 معلومات حول حكمها وفضلها

فضل ليلة النصف من شعبان

شهر شعبان من الشهور الجليلة والعظيمة والتي يغفل عنها كثير من الناس، فهو شهر يتوسط شهر الله الحرام رجب وشهر رمضان المبارك لما له من فضائل عظيمة، وشهر شعبان وردت فيه العديد من الأحاديث النبوية الشريفة وكان رسول الله يفضل الصيام فيه لأنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل، في هذا المقال نتعرف على جانباً من الفضائل لهذا الشهر الكريم، حيث نتعرف على فضل ليلة النصف من شعبان وما هي فضائلها وأحكامها وغيرها من المعلومات الدينية التي وردت عن هذه الليلة.

هل ورد في ليلة النصف من شعبان حديث صحيح؟

اختلف أهل العلم والفقه حول إحياء هذه الليلة، وهي ليلة النصف من شعبان أو ليلة الخامس عشر من شعبان، حيث يدركها بعض الناس بالصلاة والدعاء، فهل ورد فيها حديث قاطع صحيح يبين فضلها العظيم؟ في الحقيقة لم يأت في ليلة النصف من شعبان حديث له درجة الصحة والقطع، بل هناك أحاديث لا تصح عن ليلة النصف من شعبان، فهي ليلة عادية مثل أي ليلة يمكن الدعاء والاستغفار فيها وصلاة قيام الليل والدعاء فيها بما يشاء الإنسان من خير الدنيا والآخرة. لكن هناك اختلاف ما بين العلماء في الغالب حول فضائل هذه الليلة بالذات، فهناك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه الإمام أحمد والطبراني، وهذا الحديث هو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأكثر من شَعْرِ غَنَمِ بني كلب، وهي قبيلة فيها غنم كثير”.وقال الترمذي: إن البخاري ضعفه. وليس البخاري فقط ما ضعفه، بل اشترك معه العديد من العلماء والفقهاء ضعفوا هذا الحديث، لذلك لا يمكن التعويل عليه عندهم. وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها عندما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الليلة، وهذا هو الحديث: قام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الليل فصلى فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قُبِضَ، فَلَمَّا رفع رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: “يا عائشة ـ أو يا حُميراء ـ ظننت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد خَاسَ بك”؟ أي لم يعطك حقك. قلت: لا والله يا رسول الله ولكن ظننت أنك قد قبضتَ لطول سجودك، فقال: “أَتَدْرِينَ أَيُّ ليلة هذه”؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال “هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله عز وجل يطلع على عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين ، ويرحم المسترحِمِينَ، ويُؤخر أهل الحقد كما هم”. وقد روى هذا الحديث الإمام البيهقي عن طريق العلاء بن الحارث عن عائشة رضي الله عنها، وقد قال الإمام البيهقي عن هذا الحديث أنه ” مرسل” وأن العلاء لم يسمع من عائشة رضي الله عنها من الأصل. ومن هذه الأحاديث الضعيفة ما رواه ابن ماجة عن علي رضي الله عنه مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا لَيْلَهَا وصُوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا فيقول: ألا مستغفر فأغفر له،ألا مسترزق فأرزقه، ألامُبْلًى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر“. كما قال الفقيه ابن العربي في أحكام القرآن: وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعول عليه لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها. كما أورد ابن العربي حديث ضعيف مرسل من صفة الضعف وهو: ما رواه الدينوري عن راشد بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة”. وبالتالي فإن ليلة النصف من شعبان لم يُقال فيها حديث صحيح في المجمل وهو ما يجعل الفقهاء والعلماء لا يلتفتون إليها.

لا مانع من الاحتفال بليلة النصف من شعبان

هناك العديد من الفقهاء والعلماء منهم الشيخ عطية صقر من علماء الأزهر الشريف الذين قالوا بفضل ليلة النصف من شعبان مثل أي ليلة في شعبان، فكل ليالي هذا الشهر الكريم لها فضل ويستجيب الله فيها من العبد الطاعة أيا كانت هذه الطاعة، فهو شهر يغفل عنه الناس كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، والذي كان يحتفي بهذا الشهر ويصوم أيامه. فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور، ما تصوم من شعبان قال “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم“. وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدّر هذا الشهر، فماذا عن الاحتفال بليلة النصف من شعبان، فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتفل بها؟ كان رسول الله يصلي قيام الليل في كل ليلة، فلم يترك ليلة من الليالي إلا وكان يصلي ويدعو الله تعالى فيها، كما كان عليه الصلاة والسلام يصوم نهار شعبان، لذلك على الرغم من عدم وجود نص صريح يخصص هذه الليلة عن بقية اللالي المباركة من شهر شعبان، ولكن في نفس الوقت لا بأس عند الكثير من العلماء والفقهاء صوم النهار وقيام الليل في النصف من شعبان والدعاء فيها بما يُستحب من الأدعية المباركة.

لا بأس من الصلاة والدعاء في ليلة النصف من شعبان

ليلة النصف من شعبان عند بعض العلماء لا بأس بها، فإن الصلاة فيها بهدف التقرب إلى الله عز وجل لا بأس به، والهدف هو التقرب وطاعة الله سبحانه، ولكن هل هناك طاعة معينة يمكن فعلها في ليلة النصف من شعبان؟ هناك بعض العلماء والفقهاء يتنفلون في ليلة النصف من شعبان، فهناك ما يُعرف بصلاة الرغائب، وهي التي تحدق عنها بعضهم مثل الإمام النووي في كتابه المجموع حيث قال عنها: الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهي ثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بِدْعَتَانِ مُنكرتان،ولا تَغْتَرّْ بذكرهما في كتاب قوت القلوب ـ لأبي طالب المكي ـ وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي ـ ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض مَنِاشْتَبَهَ عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابها فإنه غالط في ذلك. أما الدعاء فمُستحب في جميع الأيام والليالي، ولكن هل هناك صيغة معينة للدعاء في ليلة النصف من شعبان؟ في الحقيقة لا يوجد دعاء معين، وكل الأدعية التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم غير صحيحة، ومنها هذا الدعاء المنتشر بين العامة: اللهم يا ذا المنِّ ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام ، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين، اللهم إنكنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مُقَتَّرًا على فيالرزق فامْحُ اللهمَّ بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي… وكذلك دعاء: إلهي بالتجلي الأعظم فليلة النصف من شهر شعبان المعظم، التي يُفْرَقُ فيها كل أمر حكيم ويُبرم. وهذه الأدعية لم تُرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في معظم أقوال الفقهاء، بينما ورد عن عائشة رضي الله عنها هذا الدعاء: ” أعوذ بعفوك من عقابك وأعوذ برضاك من سَخَطِكَ، وأعوذ بك منك، لا أُحصى ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك” وهو ما رواه العلاء بن الحارث عنها رضي الله عنها كما تقدم. وخلاصة القول، يمكن الدعاء بأي شيء من خير الدنيا والآخرة سواء كانت في ليلة النصف من شعبان أو في أي ليلة من ليالي هذا الشهر الكريم أو في أي ليلة من ليالي السنة. أما عن العمل المعين سواء في ليلة النصف من شعبان أو غيرها، فلابد من عدم تحديده، فأطع الله بأي طاعة كانت، فقد رُوي عن الإمام مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما سُل: فيم العمل اليوم ؟ أَفِيمَ جَفَّتْ به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما يُستقبل؟ قال “بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير” قالوا: فَفِيمَ العمل؟ قال: “اعملوا فكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ له” وفي رواية : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل؟ فقال” من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان أهل الشقاوة فسيصير إلىعمل أهل الشقاوة، اعملوا فكل ميسر ثم قرأ :(فَأَمَّا مَنْ أُعْطَى وَاتَّقَى.وَصَدََّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَوَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى). وهنا بعض العلماء لم يرتضوا تحديد عمل معين، بل تركوا الناس يعملون كما يشاؤون.

هل ليلة النصف من شعبان هي الليلة التي يُفرق فيها كل أمر حكيم؟

انتشرت بعض الأقاويل حول ليلة النصف من شعبان، منها أنه ليلة يُفرق فيها كل أمر حكيم، أي أن الله تعالى ينزل أقدار الناس من اللوح المحفوظ في هذه الليلة، وفي ذلك قال عكرمة في المواهب اللدنية: من قال ذلك فقد أبعد النجعة، فإن نص القرآن أنها في رمضان، فالليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم نزل فيها القرآن، والقرآن نزل في ليلة القدر. وفي شهر رمضان. ومن قال : هناك حديث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: “تُقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لَينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى” فالحديث مرسل، ومثله لا تُعارضبه النصوص “. وقد استدل العديد من العلماء على أن حديث رسول الله مرسلاً، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه في هذه الحالة. في هذا المقال، حاولنا معرفة جميع الجوانب حول ليلة النصف من شعبان، حيث تعرفنا على بعض الجوانب الفقهية حولها، وما هي الآراء الفقهية المعتبرة التي قيلت فيها، فهل ستحتفل بهذه الليلة؟

موقف التابعين من ليلة النصف من شعبان

كان بعض التابعين يصلون ويحيون ليلة النصف من شعبان، فقد قال القسطلاني في كتابه المواهب اللدنية الجزء الثاني منه ص 259: أن التابعين من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول كانوا يجتهدون ليلة النصف من شعبان في العبادة، وعنهم أخذ الناس تعظيمها، ويقال إنهم بلغهم في ذلك آثارٌ إسرائيلية. فلما اشتهر ذلك عنهم اختلف الناس، فمنهم من قبله منهم، وقد أنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُلكية، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة. كما قال: اختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولينِ،أحدهما: أنه يُستحب إحياؤها جماعةً في المسجد، وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم ويَتبخَّرُونَ ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك، ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك وقال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ذلك ببدعة،نقله عنه حرب الكراماني في مسائله. بينما كره بعض التابعين ذلك وكرهوا الاجتماع في المساجد في هذه الليلة للصلاة أو الدعاء، لكن في نفس الوقت لا يُكره أن يصلي الشخص لنفسه في بيته ويحتفي بهذه الليلة، وهذا قول إمام أهل الشام الأوزاعي رحمه الله. وهناك العديد من التابعين لم يجعلوا ليلة النصف من شعبان معتبرة لعدم احتفاء واحتفال رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، مثل الإمام أحمد الذي لم يستحب القيام بها جماعة، هو وجماعة من التابعين الذين كانوا على نفس هذا النهج من الرفض. ولكن في رواية زيد بن الأسود، فإن الإمام أحمد هو وجماعة من التابعين أحيوا ليلة النصف من شعبان، وهذا حسب ما ورد في كتاب القسطلاني.

شاركنا رأيك