[ تعرٌف على ] إله الفراغات
تم النشر اليوم [dadate] | إله الفراغات
الاستعمال العام للمصطلح
يستعمل مصطلح «إله الفراغات» أحياناً لوصف التراجع البطيء للتفسيرات الدينية للظواهر الطبيعية في وجه الشمول المتزايد للتفسيرات العلمية لهذه الظواهر.
ويتحدث الواعظ المسيحي المشيخي روبرت هاريس Robert Laird Harris عن هذا الجانب للعلم الفيزيائي: إن تعبير "إله الفجوات" يحوي حقيقة واقعية، إنه تعبير خاطئ عندما يؤخذ معناه بأن الله لا يستبطن القانون الطبيعي ويوجد فقط في ما نلاحظه من ألغاز غير المفسرة بهذا القانون، لا يوجد أي مجموعة مسيحية ذات بال تؤمن بهذا الشيء، لكن من الصحيح أيضًا أن نؤكد أن الله لا يستبطن فقط القانون الطبيعي بل هو فعال في ظواهر عديدة ترتبط مع المتجاوز للطبيعية ومع الأمور الروحية. يوجد فجوات في التفسير الفيزيائي-الكيميائي لهذا العالم، وستبقى دومًا. لمجرد أن العلم قد وصل إلى الكثير من الأسرار الرائعة للطبيعة، لا يمكن أن نستنتج أنه يمكنه تفسير كل الظواهر. المعنى والروح والأرواح والحياة مواضيع ليس لها تفسير أو تركيب فيزيائي وكيميائي.
استعمال المصطلح للدلالة على نوع من الحجة
قد يدل مصطلح مغالطة إله الفراغات على موقف يفترض أن فعل الإله يفسر ظاهرة غير مفهومة، وهذه نوع من مغالطة التوسل بالمجهول
ويمكن تلخيص هذا النوع من الحجة على الشكل التالي: هناك فجوة في فهم بعض جوانب العالم الطبيعي.
لذا يجب أن يكون السبب متجاوزًا للطبيعة.
مثال لهذه الحجة «بما أن العلم الحالي لا يستطيع حتى الآن تحديد كيفية بدء الحياة تماماً، فلا بد أن الله قد سبب بدء الحياة.» وهو ما يتهم أنصار التصميم الذكي بالوقوع في استخدامه، رغم أنهم يؤكدون أن استدلالهم إيجابي وليس سلبي، أي يستدلون على وجود التصميم أو من «المعرفة»، لتأكيد الذكاء والحكمة وراء الطبيعة، ولا يستدلون على وجود فجوة في التصميم أو من «الجهل».
نشوء المصطلح
في ثمانينات القرن التاسع عشر وصف نيتشه عمل الرهبان بأنهم «يحشرون في كل فجوة وهمهم، أو ما يغلق الفجوة، والذي يسمونه الإله» واستعمل البيولوجي والمبشر المسيحي هنري دروموند المصطلح بصياغة قريبة في القرن التاسع عشر. فانتقد دروموند في محاضراته «ارتقاء الإنسان» المسيحيين الذين يركزون على الأشياء التي لما يفسرها العلم بعد «فراغات يملؤونها بالإله» وحفزهم على الاعتقاد بأن الطبيعة كلها لله ومن خلق الله العظيم، إله يطور العالم بانتظام، وهذا تصور أعظم من تصور الإله كصانع معجزات متفرقة من حين لآخر، كما يقول اللاهوت القديم. وفي 1933 ذكر أسقف بيرمنغهام إيرنست بارنيز هذا المصطلح في نقاش لما تفرضه النسبية العامة من الانفجار العظيم: هل يجب أن يفترض معظمنا تدخلًا إلهيًا؟ هل علينا أن نجلب الإله ليخلق أول تيار من سديم لابلاس أو ليطلق الألعاب النارية التي تخيلها لومتر؟ أقول أني غير موافق على جلب الإله بهذه الطريقة إلى المشهد. لأن الظروف التي يبدو أنها تقتضي حضوره بعيدة جدًا وغامضمة جدًا بحيث أنها لا ترضيني البتة. ظن الناس أنهم يجدون الله في الخلق الخاص لنوعهم، أو يجدونه فاعلًا عندما ظهرت أدمغتهم أول مرة، أو عندما ظهرت الحياة على الأرض. لقد جعلوا الله إله الفراغات في المعرفة البشرية. وبالنسبة لي فتصور إله لإطلاق الكون لا يرضيني بالقدر الذي لا يرضيني فيه تصور إله الفجوات. وما ذلك إلا لأنني أرى في هذا الكون المادي فكرًا وخطة وقدرة أرى من ورائها الله خالقًا.
وفي القرن العشرين عبر اللاهوتي الألماني ديتريش بونهوفر الذي قتله النازيون عن المفهوم ذاته باستعمال مصطلحات مشابهة في رسائل كتبها عندما كان في السجن النازي خلال الحرب العالمية الثانية والتي لم يتم نشرها حتى أعوامٍ لاحقة. كتب لونهويفير مثلاً كم من الخاطئ استعمال الإله لسد فراغات قصور معرفتنا. في الواقع إذا دفعت حدود المعرفة أوسع وأوسع (وهذا أمر محتم الحدوث) فإن مفهوم الإله سيدفع بعيدًا مع تخوهما. وبالتالي سيكون في تراجع مستمر. ويجب علينا أن نجد مفهوم الإله فيما نعرفه، وليس فيما نجهله.
تم استعمال المصطلح لاحقاً في عام 1955 من قبل عالم الرياضيات في جامعة أوكسفورد ورائد في الكنيسة الميثودية، غالبًا ما يظهر في برامج إذاعية دينية على BBC ومؤلف الديني اشتهر كتابه على مستوى بريطانيا، تشارلز ألفريد كولسون Charles Alfred Coulson في كتابه العلوم والاعتقاد المسيحي عام 1955، وادعى البعض أنه من صاغ مصطلح «إله الفراغات».: لا يوجد "إله فراغات" ليحتل تلك النقاط الاستراتجية لأن الفجوات من هذا النوع لها من المعتاد دومًا أن تتقلص.
وقال أيضًا: إما أن الله موجود في كل الطبيعة، دون أي فجوات، أو أنه غير موجود.
كما تم استعماله في عام 1971 في كتاب لعالم الفيزياء ريتشارد بيوب Richard H. Bube. والذي فصل الحديث عن المصطلح في مقال عام 1978. Man come of Age: Bonhoeffer’s Response to the God-of-the-Gaps حيث رأى فيه أن جزءاً من سبب الأزمة المعاصرة في الإيمان بالأديان يعود إلى تقلص قيمة إله الفراغات مع تطور المعرفة العلمية. فبينما ازداد وتقدم فهم الإنسان للطبيعة، صغر عند كثير من الأشخاص والأديان بالمقارنة مجال «مفهوم الإله» أكثر فأكثر. ويرى بيوب أن أصل الأنواع لـتشارلز داروين كان إيذاناً حاسماً بنهاية إله الفراغات. كما بين بيوب أن إله الفراغات ليس مقصوداً به إله الإنجيل أو الله (أي أنه لا يطرح حجة ضد وجود الإله بحد ذاته، وإنما يؤكد أن هناك مشكلة أساسية في تصور وجود الإله في فراغات معرفتنا الحالية).
شرح مبسط
التعليقات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا