مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يجوز أن يقال: ظلم العبد لربه؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أمارس العادة السرية وأعاني من مشاكل في البول والقذف!- سؤال وجواب | حكم حلق الجنب لشعره قبل الغسل
- سؤال وجواب | من كثرة التفكير والتوتر أصبت بارتجاع المريء. ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | كيفية تصرف الزوج مع زوجته في العيد عقب وفاة أخيها
- سؤال وجواب | حكم اشتغال المرأة بالبيع ونحوه عند النداء للجمعة
- سؤال وجواب | هل ترك مواجهة الناس بما يكرهون من النفاق؟
- سؤال وجواب | عجز الزوج عن شراء العفش المشترط من قبل والد الزوجة
- سؤال وجواب | ترك الصلاة لأجل اقتراف الذنوب من مكائد الشيطان
- سؤال وجواب | مصاب في الحبل الشوكي ومفصل الحوض ولا أتحكم في البول والبراز
- سؤال وجواب | لا أطيق والدي وأفكر في قتله!
- سؤال وجواب | صفة من يحل له الانتقال إلى الصوم في كفارة اليمين
- سؤال وجواب | حكم العمل كاتبًا في محكمة عقارية
- سؤال وجواب | انتفاخ البطن وعدم التحكم في البراز وعلاقة بالحالة النفسية
- سؤال وجواب | هل من الممكن إزالة البقع البنية من أثر الجروح بالليزر؟
- سؤال وجواب | كيف يدعو المسلمين الذين لا يصومون في رمضان؟
هل يجوز أن يقال: ظلم العبد لربه ؟.
الحمد لله.
الظلم يقع من الإنسان على غيره من عباد الله ومخلوقاته ، بأذيتهم في أعراضهم ، أو أبدانهم ، أو أموالهم ، بغير حق.
ويطلق الظلم على ما يقع من العبد من تفريط وتقصير في حقوق الله جل جلاله.
وهذا النوع من الظلم لا يقال فيه : إنَّ العبد ظلم ربَّه ، بل هو في الحقيقة ظلمٌ من العبد لنفسه ؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يتضرر بمعصية عباده ، كما لا ينتفع بطاعتهم.
قال سبحانه وتعالى عن بني إسرائيل : ( وَمَا ظَلَمُونَا ، وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ).
قال ابن جرير الطبري : " وَيَعْنِي بِقَوْلِهِ : ( وَمَا ظَلَمُونَا ) وَمَا وَضَعُوا فِعْلَهُمْ ذَلِكَ وَعِصْيَانَهُمْ إِيَّانَا مَوْضِعَ مَضَرَّةٍ عَلَيْنَا وَمَنْقَصَةٍ لَنَا ، وَلَكِنَّهُمْ وَضَعُوهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ مَوْضِعَ مَضَرَّةٍ عَلَيْهَا ، وَمَنْقَصَةٍ لَهَا.
فرَبُّنَا جَلَّ ذِكْرُهُ لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ عَاصٍ ، وَلاَ يَتَحَيَّفُ خَزَائِنَهُ ظُلْمُ ظَالِمٍ ، وَلاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مُطِيعٍ ، وَلاَ يَزِيدُ فِي مُلْكِهِ عَدْلُ عَادِلٍ ؛ بَلْ نَفْسَهُ يَظْلِمُ الظَّالِمُ ، وَحَظَّهَا يَبْخَسُ الْعَاصِي ، وَإِيَّاهَا يَنْفَعُ الْمُطِيعُ ، وَحَظَّهَا يُصِيبُ الْعَادِلُ ".
انتهى ، " تفسير الطبري " (1/711).
ثم إن الظلم لا يقع إلا على من هو عاجز أو ضعيف أو مستضعف ، والله منزه عن هذا.
ولذلك قال ابن عباس في قوله تعالى : ( وَمَا ظَلَمُونَا ) قال : " نحن أعز من أن نُظلم ".
انتهى ، "تفسير ابن أبي حاتم" (1/116).
وقال الألوسي : " ظلم الإنسان للّه تعالى لا يمكن وقوعه البتة ".
انتهى ، " روح المعاني " (1/265).
قال ابن القيم : " فَمَا ظَلَمَ الْعَبْدُ رَبَّهُ ، وَلَكِنْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ، وَمَا ظَلَمَهُ رَبُّهُ ، وَلَكِنْ هُوَ الَّذِي ظَلَمَ نَفْسَهُ ".
انتهى ، " الجواب الكافي " صـ 71.
ولذلك ما شاع على لسان البعض من أن الظلم منه ظلم العبد لربه ، وظلمه لنفسه ، وظلمه لغيره ، غير صحيح ، بل الصواب أن يقال : ظلم العبد فيما بينه وبين ربه.
وفي الحديث : ( الدَّوَاوِينُ ثَلَاثَةٌ : فَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا.
فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، فَالْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ).
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا قَطُّ ، فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ.
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، فَمَظَالِمُ الْعِبَادِ بَيْنَهُمُ ، الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ ).
رواه الحاكم في " المستدرك على الصحيحين" (4/ 619) ، وفي سنده ضعف ، وله شاهد من حديث أنس عند أبي داود الطيالسي (3/ 579) ، وقد حسنه به الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1927).
ومن العلماء من لم يذكر للظلم إلا قسمين.
قال ابن رجب الحنبلي عن الظلم : " وهو نوعان : أحدهما : ظلمُ النفسِ ، وأعظمه الشِّرْكُ ، كما قال تعالى : ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) ، فإنَّ المشركَ جعل المخلوقَ في منزلةِ الخالق ، فعبده وتألَّهه ، فوضع الأشياءَ في غيرِ موضعها ، وأكثر ما ذُكِرَ في القرآن مِنْ وعيد الظالمين إنَّما أُريد به المشركون ، كما قال الله عز وجل : (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ، ثمَّ يليه المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائرَ وصغائرَ.
والثاني : ظلمُ العبدِ لغيره ، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع : ( إنَّ دماءكم وأموالَكُم وأعراضَكُم عليكُم حرامٌ ، كحرمةِ يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ).
".
انتهى ، "جامع العلوم والحكم" (2/36).
والحاصل : أن ما يقع من العبد من شرك وكفر وذنوب وكبائر ، هي من ظلمه لنفسه ، أو يقال فيها : ظلم العبد فيما بينه وبين الله ، والمراد بذلك : المعاصي التي لا تتعلق بحقوق العباد ؛ بل هي محرمة لحق الله تعالى ، ولا يقال : ظلم العبد لربه ؛ لما في هذه الجملة من الإيهام ، والله أجل وأعز من أن يقع عليه ظلم من عبيده.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | استفسار متعلق بحديث: ( مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الْإِسْلَامِ كَانَتْ لَهُ نُورًا. )- سؤال وجواب | كيفية علاج دوالي الساقين؟
- سؤال وجواب | حكم عدم إخبار الزوج بقدر راتبها وأنها تملك بيتا
- سؤال وجواب | الاعتماد على الكتب في تفسير الأحلام
- سؤال وجواب | أعاني من خروج رائحة كريهة من الشرج, فما العلاج؟
- سؤال وجواب | هل للزوجة حق في مصروف شهري ؟
- سؤال وجواب | الاختيار بين عمل مميز محاط بالكثير من المغريات والفتن أو البحث عن عمل آخر؟
- سؤال وجواب | الفرق بين الأبراج وعلم الفلك وتفسير الرؤى
- سؤال وجواب | حكم استعمال دواء يسبب النوم عن صلاة الفجر
- سؤال وجواب | حكم إعطاء مال لشخص لتجهيز شقق بشرط رده مع قيمة إيجارها
- سؤال وجواب | اسم الجلالة: الله هو اسم الله الرئيس ويخبر عنه ببقية الأسماء
- سؤال وجواب | ما علاقة السكري بحساسية الجلد؟
- سؤال وجواب | حكم تلاوة القرآن بصورة جماعية بصوت واحد
- سؤال وجواب | أتناول الاندرال لشدة خفقان قلبي. فهل سأعيش بقية عمري عليه؟
- سؤال وجواب | اشترى سلعة على أنها معيبة فبانت سليمة فهل عليه شيء للبائع؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا