مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | مشكلة في التفاهم بين فتاة وأهلها ، وتسأل : لماذا قُدِّر عليها ذلك ؟!
أعلم أن عقوق الوالدين من الكبائر ، ولكن للأسف كثيرا ما تحدث لي مشاكل مع والدي ، وهم غير متفاهمين معي ، لا يسمعوني ولا يحاولون التقرب مني ، وهذا يغضبني ، وكثيرا ما يفضلون إخوتي علي ، حاولت كثيرا التقرب منهم ، وتغيير فكرتهم أني جيدة ، وأحاول التغيير ، لكنهم لا يتقبلوني ، ولا يسمعوني ، ولا يعينونني علي أي شيء ! حتى حين أنصحهم بشيء ديني في أفعالهم الخاطئة ، يثورون ويهينونني ، وهذا يجعلني أشعر أنني أكرههم ، أشعر بالذنب من هذا التفكير ، ولكنهم يدفعوني لهذا.
وكثيرا ما أردد : يا الله لماذا تفعل هذا بي ؟ لماذا لا يكون هناك ود بيني وبين أهلي ، ورغم هذا تحاسبني على عقوقي لهم ؟ أرجوكم ما الحل في هذا ؟.
الحمد لله.
أولا : إذا أخطأ الإنسان في التصرف فلا يلومن إلا نفسه ، ولا يجوز له أن يبحث عن أي مبرر أو شماعة يعلق عليها أخطاءه.
وأعظم من هذا أن يوجه اتهامه إلى الله سبحانه وتعالى.
فهذا الذنب أعظم من مجرد العقوق ، مع أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ، فيجب عليك التوبة أولا من سوء الأدب مع الله تعالى ، ثم بعد ذلك ننظر في تصرفك مع والديك.
ثانيا : حق الوالدين عظيم جدا على الإنسان ، وعقوقهما من أعظم الذنوب : ولذلك يجب على المسلم أن يحذر من إغضاب والديه ؛ فإن غضب الرب في غضب الوالدين.
وحتى تحسني معاملتك مع والديك فعليك أن تتجنبي أي شيء يكون سببا في إغضابهم ، ككثرة الكلام والجدال ورفع الصوت ، والحدة معهم ، أو الدخول معهم في أي نقاش.
إلخ.
فعليك قبل أن تتصرفي أي تصرف أن تسألي نفسك أولا : هل هذا التصرف يغضبهم أم لا ؟ فإن كان يغضبهم فعليك تجنبه ( سواء كان فعلا أم قولا ).
وقد يكون سبب ذلك : نصحك لهم بطريقة هم يرون أنها غير مهذبة ، أو فيها شيء من التعالي عليهم ، ولذلك فهم يثورون عليك كما تقولين ، ولذلك فالأفضل لك أن تكفي عن نصحهم ، ما دمت لا تستطيعين نصحهم بطريقة مناسبة ، أو ترين أن نصحهم يأتي بنتائج عكسية.
ثالثا : قد يكون رأيك في والديك ونظرتهم تجاهك التي ذكرتيها في السؤال ليست هي الحقيقة ، وإنما ذلك من خداع الشيطان ، يخدعك بتلك النظرة حتى يفسد الود بينك وبينهم ، وقد حصل ذلك ، كما تذكرين في سؤالك ! ونحن لا نظن أن أبا أو أما يكره أولاده ، إلا إن الولد قد يسيء التصرف ، فيكرهون فعله وتصرفه ، وقد يحتدون عليه لعله ينتبه لخطئه ويرجع.
فالذي ننصحك به هو تجنب أي شيء يغضبهم ، وسوف ترين ، إن فعلت ذلك ، أن البر شيء هين على النفس ، وليس صعبا لو تفكر الإنسان وتعقل في الأمور.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والهداية.
والله أعلم ..
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا