مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا
الاكثر بحثاً

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | كيف يطبق الإنسان الصبر عند البلاء ؟

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | صاحب العمل يمنعه من الصلاة
- سؤال وجواب | ما أسباب وخطورة ارتفاع هرمون الحليب، وهل علاجه معقد؟
- سؤال وجواب | هل تنزع الحجاب إذا اضطرت للعمل واشترط عليها نزعه
- سؤال وجواب | أخاف من الوالد وأشعر بأنه وأمي يفضلون إخوتي عني!
- سؤال وجواب | هل حقا أن دواء duloxetine 30mg لا يسبب الإمساك؟
- سؤال وجواب | الشراء بالتقسيط له صورتان: محرمة ومباحة
- سؤال وجواب | كيف نقوم سلوك الطفل نفسياً؟
- سؤال وجواب | أهدت ما كانت تلبسه قبل التزامها لأخواتها المتبرجات
- سؤال وجواب | متى يفصل الطفل عن والديه في غرفة خاصة به؟
- سؤال وجواب | جمع التبرعات أثناء خطبة الجمعة من اللغو
- سؤال وجواب | أحكام لبس المرأة البنطال أمام الزوج وغيره، وهل يجب لبسها الفضفاض دائما
- سؤال وجواب | ابنتي تبكي عند سماعها للقرآن!
- سؤال وجواب | الإخبار بالطاعة بين الحرمة والجواز
- سؤال وجواب | صفة الملابس التي ينطبق عليها وصف: كاسيات عاريات
- سؤال وجواب | ما أسباب كثرة بكاء الأطفال الرُّضع وكيف يتم معالجتها؟
آخر تحديث منذ 2 ساعة
11 مشاهدة

كيف تكون ردة فعل الناس الغاضبة عند تعرضهم للابتلاء؟ على سبيل المثال امتعض مصعب بن عمير رضي الله عنه عندما امتحن في والدته، فماذا فعل؟ لأوضح قصدي فأنا لا أعني أن مصعب بن عمير أظهر امتعاضه ولكنني أطلب مثالًا على عدم الصبر على البلاء كما حدث في حالة مصعب بن عمير؟.

الحمد لله.

أولاً: طبيعة الدنيا الابتلاء ، وما لم يوطّن المؤمن نفسه على ذلك ، ويتخذ الصبر عدة له ، فسوف ينغّص على نفسه حياته ، ويضيّع عليها أجره.

وينبغي علينا نحن المسلمين أن نتأمل في كتاب ربنا وما أمرنا به من الصبر وحث عليه ، وننظر في أحوال نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلفنا الصالح ، وكيف أنهم صبروا على المحن والشدائد ، لكي نقتدي بهم في ذلك.

ولا يخفى ما في الصبر من الأجر العظيم والمنزلة الرفيعة عند الله عز وجل ، وهنيئا بشرى الله لهم (وبشر الصابرين).

وينظر جواب السؤال (

71236

).

ثانياً: ليس في قصة مصعب بن عمير رضي الله عنهم أنه جزع أو لم يصبر، بل المأثور عنه أنه صبر على السجن في مكة ، وكان يدعو أمه لكي تسلم وهو موثَقٌ مسجون، ولم يؤثر عنه ما قيل في السؤال.

وروى ابن إسحاق في مغازيه عن سعد ابن أبي وقاص قال: "كنا قوماً يصيبنا صلف العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدته، فلما أصابنا البلاء اعترفنا لذلك، وصبرنا له، وكان مصعب بن عمير أنعم غلام بمكة، وأجوده حلة مع أبويه، ثم لقد رأيته جهد في الإسلام جهداً شديدا حتى لقد رأيت جلده يتحشف تحشف جلد الحية عنها.

ثم أكرمه الله عز وجل بالشهادة يوم أحد" انتهى من "السير والمغازي" ص(193).

ثالثاً: قد أصيب بعض الصحابة بمصائب ، وحصلت منهم ردة فعل يكرهها النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان يأمرهم بالصبر ويرشدهم إلى الصواب ، فيرجعون من فورهم ، رضي الله عنهم.

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ : "مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ : اتَّقِي اللَّهَ ، وَاصْبِرِي ، قَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي ! فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي ، وَلَمْ تَعْرِفْهُ.

فَقِيلَ لَهَا : إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ ، فَقَالَتْ : لَمْ أَعْرِفْكَ.

فَقَالَ : إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى " رواه البخاري (1283) ومسلم (926).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (3/149) : "قَالَ الْقُرْطُبِيّ : الظَّاهِر أَنَّهُ كَانَ فِي بُكَائِهَا قَدْر زَائِد مِنْ نَوْح أَوْ غَيْره , وَلِهَذَا أَمَرَهَا بِالتَّقْوَى.

قُلْت (ابن حجر) : يُؤَيِّدهُ أَنَّ فِي مُرْسَل يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير الْمَذْكُور (فَسَمِعَ مِنْهَا مَا يُكْرَه ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا).

وَقَالَ الطِّيبِيّ : قَوْله (اِتَّقِي اللَّه) تَوْطِئَة لِقَوْلِهِ (وَاصْبِرِي) كَأَنَّهُ قِيلَ لَهَا خَافِي غَضَب اللَّه إِنْ لَمْ تَصْبِرِي ، وَلَا تَجْزَعِي لِيَحْصُل لَك الثَّوَاب.

قَوْله : ( وَلَمْ تَعْرِفهُ ) أَيْ خَاطَبْته بِذَلِكَ ، وَلَمْ تَعْرِف أَنَّهُ رَسُول اللَّه.

وَزَادَ مُسْلِم فِي رِوَايَة لَهُ : (فَأَخَذَهَا مِثْل الْمَوْت) أَيْ مِنْ شِدَّة الْكَرْب الَّذِي أَصَابَهَا لَمَّا عَرَفَتْ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، خَجَلًا مِنْهُ وَمَهَابَة.

قَوْله : ( إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصَّدْمَة الْأُولَى ) وَالْمَعْنَى : إِذَا وَقَعَ الثَّبَات ، أَوَّل شَيْء يَهْجُم عَلَى الْقَلْب مِنْ مُقْتَضَيَات الْجَزَع ؛ فَذَلِكَ هُوَ الصَّبْر الْكَامِل الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْأَجْر.

وَقَالَ الطِّيبِيّ : صَدَرَ هَذَا الْجَوَاب مِنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلهَا : ( لَمْ أَعْرِفك ) ؛ عَلَى أُسْلُوب الْحَكِيم ، كَأَنَّهُ قَالَ لَهَا : دَعِي الِاعْتِذَار ، فَإِنِّي لَا أَغْضَب لِغَيْرِ اللَّه ، وَانْظُرِي لِنَفْسِك.

وَقَالَ الزَّيْن بْن الْمُنِير : فَائِدَة جَوَاب الْمَرْأَة بِذَلِكَ : أَنَّهَا لَمَّا جَاءَتْ طَائِعَة لِمَا أَمَرَهَا بِهِ مِنْ التَّقْوَى وَالصَّبْر ، مُعْتَذِرَة عَنْ قَوْلهَا الصَّادِر عَنْ الْحُزْن : بَيَّنَ لَهَا أَنَّ حَقّ هَذَا الصَّبْر أَنْ يَكُون فِي أَوَّل الْحَال , فَهُوَ الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الثَّوَاب اِنْتَهَى.

وَيُؤَيِّدهُ أَنَّ فِي رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة الْمَذْكُورَة (فَقَالَتْ أَنَا أَصْبِر , أَنَا أَصْبِر).

وَفِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد غَيْر مَا تَقَدَّمَ.

أَنَّ مَنْ أُمِرَ بِمَعْرُوفٍ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَقْبَل ، وَلَوْ لَمْ يَعْرِف الْآمِرَ.

وَفِيهِ أَنَّ الْجَزَع مِنْ الْمَنْهِيَّات ، لِأَمْرِهِ لَهَا بِالتَّقْوَى مَقْرُونًا بِالصَّبْرِ.

وَفِيهِ التَّرْغِيب فِي اِحْتِمَال الْأَذَى عِنْد بَذْل النَّصِيحَة وَنَشْر الْمَوْعِظَة" انتهى.

وقال الشيخ محمد بن عثمين رحمه الله في "القول المفيد" (2/215) : "الناس حال المصيبة على مراتب أربع : الأولى : السخط ، وهو إما أن يكون بالقلب ، كأن يسخط على ربه ويغضب على قدر الله عليه ، وقد يؤدى إلى الكفر ، قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) [ الحج : 11].

وقد يكون باللسان ، كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك.

وقد يكون بالجوارح ، كلطم الخدود ، وشق الجيوب ، ونتف الشعور ، و أشبه ذلك.

الثانية : الصبر ، وهو كما قال الشاعر : الصبر مثل اسمه مر مذاقته.

لكن عواقبه أحلى من العسل فيرى الإنسان أن هذا الشيء ثقيل عليه ويكرهه ، لكنه يتحمله ويتصبر ، وليس وقوعه وعدمه سواء عنده ، بل يكره هذا ولكن إيمانه يحميه من السخط.

الثالثة : الرضا ، وهو أعلى من ذلك ، وهو أن يكون الأمران عنده سواء ، بالنسبة لقضاء الله وقدرة ، وإن كان قد يحزن من المصيبة ، لأنه رجل يسبح في القضاء والقدر ، أينما ينزل به القضاء والقدر ، فهو نازل به على سهل أو جبل ، إن أصيب بنعمه أو أصيب بضدها ، فالكل عنده سواء ، لا لأن قلبه ميت ، بل لتمام رضاء ربه - سبحانه وتعالى - يتقلب في تصرفات الرب - عز وجل - ، ولكنها عنده سواء ، إذ إنه ينظر إليها باعتبارها قضاء لربه ، وهذا الفرق بين الرضا والصبر.

الرابعة : الشكر ، وهو أعلى المراتب ، وذلك أن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة ، وذلك يكون في عباد الله الشاكرين ، حين يرى أن هناك مصائب أعظم منها ، وأن مصائب الدنيا أهون من مصائب الدين ، وأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، وأن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته ، وربما لزيادة حسناته شكر الله على ذلك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا شيء إلا كفر له بها ، حتى الشوكة يشاكها) [رواه البخاري ومسلم]، كما أنه قد يزداد إيمان المرء بذلك" انتهى.

وختاما ، نقول لك ، يا أمة الله : إن الذي ينبغي عليك أن تسألي عنه ، وتبحثي في أمره : إنما هو ما ينفعك في دينك ، ويقوي إيمانك ، لا ما يضعف ذلك منك.

فإذا أنت سألت، فالواجب أن يكون سؤالك عن : نماذج الصبر والرضوان في الصحابة والسلف الصالح ، وكيف ضربوا لنا مثل التأسي ، والتصبر ، وعدم الجزع ؛ فهذا هو الموضع الذي ينبغي أن نبحث عن سيرتهم فيه ، وهو موضع التأسي بهم وأما مواضع الجزع ، إذا وقعت : فهي من حالات الضعف الإنساني ، التي ينبغي أن تطوى ، ولا تروى ؛ بمعنى : ألا نعتني ببحثها ، والسؤال عنها ، وتتبعها ؛ لأن لا أسوة لنا فيها.

فإذا عرفنا أن امرأة ضعفت عند مصيبتها بولدها ؛ فليس في هذا الضعف : أسوة ، ولا قدوة ، ولا فيه ما يستحق أن نبحث نحن فيه ، ولا أن نسأل عنه.

إنما الأسوة في هذه القصة : في قول النبي صلى الله عليه وسلم لها ، وأمره لها بالصبر ، والحذر من أن تفوتنا فرصة الصبر الجميل، فنجزع في أول الأمر ، حتى إذا هدأت نفوسنا ، وثابت إلينا عقولنا ، ورجعنا إلى رشدنا : لم ينفعنا الصبر في هذه الحال ، بعد الجازع في أول الأمر ؛ لأن الصبر إنما يكون عند الصدمة الأولى.

والحاصل : أن العبد الموفق : ينبغي أن يسأل عما ينفعه في دينه ودنياه ، لا ما يضره ، وأن يسأل عن معالي الأخلاق ، لا أن يبحث عن سفاسفها ، ويتأسى بمواضع القدوة والأسوة في السلف والسابقين ، ويترك البحث والتنقير عن حالات الضعف البشري التي لا يخلو منها الناس ، في معتاد أحوالهم وأمورهم ؛ فهذا هو التوفيق للعلم النافع ، والأسوة الصالحة.

وفقنا الله وإياك لما يحبه من القول والعمل.

والله أعلم ..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | كيف أتعامل مع أبنائي فهم لا يطيعونني؟
- سؤال وجواب | المسلمة تعتز بحجابها ولا تلتفت إلى استهزاء أحد منها
- سؤال وجواب | مسلم استمرت زوجته على ممارسة طقوس الهندوسية بعد إسلامها
- سؤال وجواب | حكم لبس النساء المعاطف الجلدية عند البرد
- سؤال وجواب | زوجتي وأولادي في بلد آخر وأنا تائه ولا أعلم ماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | واجب الطبيب إذا كتب تحاليل لمريض لا يلزمه إجراؤها
- سؤال وجواب | زوجي يريدني أن أعمل وأنا حائرة وأريد ترك العمل، فبماذا تنصحونني؟
- سؤال وجواب | حكم قياس المرأة الملابس في محل البيع
- سؤال وجواب | كيف أوقف دواء زيروكسات بطريقة سليمة؟
- سؤال وجواب | الواجب من خروج المني بغير لذة
- سؤال وجواب | لا تضع المرأة الحقيبة عليها بشكل مثير
- سؤال وجواب | الدعاء من أعظم الأسباب التي تعين على تحقيق المطلوب
- سؤال وجواب | هل ينشر خواطره باسمه أم أن ذلك رياء؟
- سؤال وجواب | أجد صعوبة في دراسة ماجستير الفيزياء، هل أترك هذا المجال؟
- سؤال وجواب | حكم لبس المرأة الملابس القصيرة أمام أولادها
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/21




كلمات بحث جوجل