مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | ظاهرة تعلق النساء بالمنشدين ، بصورهم ، وأصواتهم ، الأسباب ، والعلاج
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | زيادة الوزن لمن يعاني من النحافة- سؤال وجواب | تريد أن تترك الصلاة حياءً من الله لأنها تقع في الزنا
- سؤال وجواب | الأمراض النفسية الظنانية وعلاجها
- سؤال وجواب | المدة التي يستغرقها علاج مرضى الانفصام
- سؤال وجواب | الأخبار المستقبلية في القرآن والسنَّة وتحقق وقوعها من أدلة صدق هذا الدِّين
- سؤال وجواب | أموري الحياتية متعسرة، فهل الذنوب سبب ذلك؟
- سؤال وجواب | قدمت في اختبارات كلية طب الأسنان لدورتين، وأخشى من الرسوب مجددا!
- سؤال وجواب | هل يمكن علاج الدوالي من الدرجة الأولى دوائيا؟
- سؤال وجواب | هل كبر السن يمنع من طلب العلم
- سؤال وجواب | رهاب أمي وانعزالها عن الناس. فما السبيل لمساعدتها؟
- سؤال وجواب | تسارع في النبض مع شعور بالشلل في الأرجل، ما تشخيصكم؟
- سؤال وجواب | كيف أعرف أن ما عند ابني ليس مرض التوحد؟
- سؤال وجواب | تندفع الوساوس بالاستعانة بالله والاستعاذة من شر الشيطان
- سؤال وجواب | فرح الله بالتائب وبيان ما يعين على التوبة
- سؤال وجواب | ماذا يلزم من كانت له علاقة بفتاة متزوجة على النت؟
عندي أمر يؤرقني كثيراً ، وهو أنني مشترك في كثير من منتديات " الإسلامية ، والتي فيها أقسام للنشيد الإسلامي " ، وهي إسلامية – يفترض – ، أكاد أجن من كثرة الأسماء والتعليقات التي أقرؤها ، والتي تدل على شدة تعلق الفتيات والنساء ، وفتنتهن بهؤلاء المنشدين .
.
الحمد لله.
أولاً: لا شك أن تشريع الله تعالى للأحكام فيه حكَم جليلة ، ومقاصد عظيمة ، وفوائد نافعة ، وهو سبحانه وتعالى أعلم بعباده ، وهو أعلم بما ينفعهم فحثهم عليه ، وبما يضرهم فنهاهم عنه.
ومن نعَم الله علينا أنه سبحانه أراد لنا الخير , وأراد لنا العفة ، والطهارة الباطنية والظاهرية ، وأراد لنا السلامة من الآفات ، قال تعالى : ( وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ) المائدة/ 6.
وحتى تتحقق الطهارة التي أرادها الله لعباده : فإنه شرع أحكاماً من تمسك بها تطهَّر ، ومن تركها تلوَّث بقدر تركه ، وتهاونه في الاستقامة عليها ، ومن ذلك : أنه تعالى حرَّم خلوة الرجل الأجنبي بالمرأة الأجنبية، وحرَّم الاختلاط بين الجنسين ؛ وحرَّم نظر الرجال إلى النساء الأجنبيات , ونظر النساء إلى الرجال الأجانب ، كما قال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون.
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/ 30 ، 31.
ولا شك في تحريم هذا النظر ، لا سيما إذا اقترن بشهوة ، وإعجاب.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - : ( ذَلِكَ ) الحفظ للأبصار والفروج ، ( أَزْكَى لَهُمْ ) أطهر ، وأطيب ، وأنمى لأعمالهم ؛ فإنَّ من حفظ فرجَه ، وبصرَه : طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش ، وزكت أعماله ، بسبب ترك المحرم ، الذي تطمع إليه النفس ، وتدعو إليه ، فمن ترك شيئا لله : عوَّضه الله خيراً منه ، ومن غض بصره عن المحرم : أنار الله بصيرته ؛ ولأن العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته ، مع داعي الشهوة : كان حفظه لغيره أبلغ ، ولهذا سماه الله حفظاً ، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه ، وعمل الأسباب الموجبة لحفظه : لم ينحفظ ، كذلك البصر والفرج ، إن لم يجتهد العبد في حفظهما : أوقعاه في بلايا ومحن.
" تفسير السعدي " ( ص 565 ).
وقال ابن القيم - رحمه الله - : والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ؛ فإن النظرة تولِّد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تَقْوَى فتصبر عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع منه مانع ، وفي هذا قيل : " الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده ".
" الجواب الكافي " ( ص 106 ).
وهذا هو واقع من يتعلق قلبها بمغنٍّ ، أو لاعب ، أو ممثل ، أو يتعلق قلبه بمغنية ، أو ممثلة ، فإن حالهم لا يخفى ، فقلوبهم امتلأت بالحسرات ، وقد أدمنوا التفكير في اللقاء ، والمشاهدة لصورة معشوقهم ، وقد يموت بسبب كمده ، وحزنه ، وكم وقع أولئك في الكبائر لأجل هذه التعلق القلبي ، وحال تلك الأوساط العفنة غير مستور.
والذي يؤلمنا أشد الإيلام : أن تنتقل تلك الأمراض ذاتها بين بعض الملتزمات من الأخوات ، وقد توصل الشيطان إلى إيقاعهن في ذات الفتنة التي أوقع غيرهن من التعلق باللاعبين ، والممثلين ، والمغنين ، ولكن لأنهن ملتزمات – في الظاهر – فإنه أوقعهن في التعلق بالمنشدين ! والحال هو الحال ، بل هو أسوأ ؛ لأنه صادر من مدعية للالتزام ، والاستقامة ، وانظر إليها كيف رضيت لنفسها بلقب " عاشقة فلان " ! وانظر إلى الأخرى كيف نذرت نفسها لتجميع صور معشوقها على جوالها حتى بلغ عددها ( 300 ) صورة ، وهلم جرا ! وقد تجرأ هؤلاء على تلك المعاصي بسبب عدم وجود الواعظ الداخلي الذي ينهاهم عن الفحشاء والمنكر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - مبيِّنا خطورة الافتنان بأصحاب الخلقة الجميلة - : ولهذا لا يكون عشق الصور إلا من ضعف محبة الله ، وضعف الإيمان , والله تعالى إنما ذكره في القرآن عن امرأة العزيز المشركة , وعن قوم لوط المشركين ، والعاشق المتيم يصير عبداً لمعشوقه ، منقاداً له ، أسير القلب له.
"مجموع الفتاوى" ( 15 / 293 )، وينظر: "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان" ( 1 / 64 ).
وما قاله أولئك العلماء الأعلام في عشق الصور يقصد به " التعلق بالهيئة " ، والتصور لها في الذهن دوماً ، ولم يكن في زمانهم هذه الصور المطبوعة على أوراق بأبهى الألوان ، وأحسن الأشكال ، وبحركات مختلفة للمصوَّر المعشوق ! ولا شك أن هذه الصور داخلة في كلامهم رحمهم الله ، وقد نقلنا في أكثر من إجابة عن العلماء المعاصرين تحريم الصور الفوتوغرافية لذوات الأرواح ، وخاصة إذا ترتب على تلك الصور فتنة ، فهذا مما لا خلاف في حرمته بين أحدٍ من أهل العلم.
ثانيا : من أسباب فتنة النساء بالمنشدين – كذلك - : الصوت الحسن ، وهو هنا صوت "المنشد" والذي لا يختلف كثيراً عن " المغني " ، وتحصل الفتنة في هيئته ، وفي حركاته ، وفي المؤثرات المستعملة مع نشيده ، مما يكون له أبلغ الأثر في افتتان النساء.
ولذلك أنكر العلماء النشيد المعاصر الذي انتشر حتى صار فتنة من فتن العصر ، فبعد أن كانت الأناشيد ذات معان إيمانية ، أو جهادية ، أو علمية : صارت الآن – في كثير منها – مشابهة لأغاني الفسَّاق ، من حيث ترقيق الصوت ، ووضع صورة المنشد على غلاف الشريط ، وعمل الفيديو كليب معها ، وأحسنهم حالاً من يستعمل المؤثرات التي تشبه في صوتها وأثرها الآلات الموسيقية ، ولم يعُد للمعاني أي اعتبار ، بل يُبحث عن اللحن والمؤثرات.
وقد سبق الكلام عن ذلك في جوابي السؤالين : (
91142
) و (129938
).ثالثا : كما حذَّرنا النساء من مغبة الوقوع فيما حرَّم الله عليهم ، من النظر المحرم ، والتعلق المحرَّم ، والعشق المحرَّم : فإننا نحذِّر المنشدين المعاصرين ، وأنهم يتحملون وزراً كبيراً بما يحدث من تعلق النساء بهم ، فنشيدهم أقرب لأغاني الفساق ، ولباسهم وحركاتهم في النشيد تدفع النساء للفتنة بهم ، مع ما يضعه بعضهم من مساحيق التجميل ! ، ولا شك أن ظهورهم بهذه الطريقة لا يجوز.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : وأبلغ من ذلك : أنه – أي : عمر بن الخطاب - نفى مَن شبَّب به النساء ، وهو " نصر بن حجاج " ، لمَّا سمع امرأة شببت به ، وتشتهيه , ورأى هذا سبب الفتنة ، فجزَّ شعره ؛ لعل سبب الفتنة يزول بذلك ، فرآه أحسن الناس وجنتين ، فأرسل به إلى البصرة ، ثم إنه بعث يطلب القدوم إلى وطنه ويذكر ألا ذنب له ، فأبى عليه ، وقال : " أمَا وأنا حي : فلا " ؛ وذلك أن المرأة إذا أُمرت بالاحتجاب ، وترك التبرج ، وغير ذلك مما هو من أسباب الفتنة بها ولها : فإذا كان في الرجال من قد صار فتنة للنساء : أُمر أيضا بمباعدة سبب الفتنة ، إما بتغيير هيئته , وإما بالانتقال عن المكان الذي تحصل به الفتنة فيه ؛ لأنه بهذا يحصن دينه ، ويحصن النساء دينهن.
" الاستقامة " ( 1 / 362 ).
خامساً: من رامت من الأخوات النجاة بنفسها ، ودينها ، من تلك الفتنة الطاغية ، من التعلق بالصور ، وأصحابها ، وأصواتهم ، ورامت المحافظة على قلبها من الأمراض : فلتتخلص مما معها من صور لذلك المنشد وغيره ، ولتقطع السماع له بالكلية – حتى لو قرأ القرآن ! - ، ولتغيِّر من لقبها الفاحش ، والذي عبَّرت فيه عن مكنونها تجاهه ، ولتبدأ ببرنامج تجلية لقلبها ، بسماع القرآن ، ودروس العلم ، مع التعجيل بالزواج ؛ فإنه الحل الشرعي لصرفها عن التعلق المحرم ، ولتملأ حياتها بالنافع المفيد ، وبعدها فسيكون في قلبها البغض لتلك الصور ، وتلك المعاصي ، وليكن ذلك قبل أن يفوت عليها الوقت.
وهذه وصايا ، ونصائح ، من شيخ الإسلام ابن تيمية ، لمن أراد إبراء نفسه من سهام إبليس.
فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : عمن أصابه سهم من سهام إبليس المسمومة ؟.
فأجاب : مَن أصابه جرح مسموم : فعليه بما يخرج السم ، ويبرئ الجرح بالترياق ، والمرهم ، وذلك بأمور ، منها : الأول : أن يتزوج ، أو يتسرَّى ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نظر أحدكم إلى محاسن امرأة فليأت أهله فإنما معها مثل ما معها ) ، وهذا مما ينقص الشهوة ، ويضعف العشق.
الثاني : أن يداوم على الصلوات الخمس ، والدعاء ، والتضرع وقت السحر ، وتكون صلاته بحضور قلب ، وخشوع ، وليكثر من الدعاء بقوله : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك وطاعة رسولك " ؛ فإنه متى أدمن الدعاء ، والتضرع لله : صرف قلبه عن ذلك ، كما قال تعالى ( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) يوسف/ من الآية 24.
الثالث : أن يبعد عن مسكن هذا الشخص ، والاجتماع بمن يجتمع به ، بحيث لا يَسمع له خبراً ، ولا يقع له على عين ولا أثر ، فإن " البُعد جفا " ، و " متى قلَّ الذِّكر ضعف الأثر في القلب " ، فليفعل هذه الأمور ، وليطالع بما تجدد له من الأحوال.
" مجموع فتاوى ابن تيمية " ( 32 / 5 ، 6 ).
سادساً: 1.
على الأخ السائل أن يَحْذر من تلك المنتديات ، إذا كان يخشى من الافتتان ، أو التأثر بها ، وليقتصر على المنتديات التي تخلو من تلك المخالفات ؛ وكذلك عليه أن لا ييأس من واجب النصح والتذكير ؛ فالدين النصيحة.
2.
والنصيحة لمسئولي تلك المنتديات ، والمشرفين عليها : أن يتقوا الله تعالى , وأن يعلموا أن الله سائلهم عما استرعاهم عليه ، فعليهم أن يجنبوا منتدياتهم وسائل الفتنة ، وأسبابها ، من عرضٍ لتلك الصور , وتلك " المقاطع " - الكليبات - والتي يترتب عليها مفاسد كثيرة.
والله نسأل أن يثبتنا ، وإياكم , وأن يصرف عنا وعنكم الفتن ، ما ظهر منها وما بطن.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | تسارع في النبض مع شعور بالشلل في الأرجل، ما تشخيصكم؟- سؤال وجواب | كيف أعرف أن ما عند ابني ليس مرض التوحد؟
- سؤال وجواب | تندفع الوساوس بالاستعانة بالله والاستعاذة من شر الشيطان
- سؤال وجواب | فرح الله بالتائب وبيان ما يعين على التوبة
- سؤال وجواب | ماذا يلزم من كانت له علاقة بفتاة متزوجة على النت؟
- سؤال وجواب | ثلمات على حواف اللسان
- سؤال وجواب | الوساوس تخييلات شيطانية وتمويهاتٌ إبليسية
- سؤال وجواب | حكم تعليق الطلاق بلفظ الكناية
- سؤال وجواب | قال كلمة (ماشي) ثم خطر له نية الطلاق
- سؤال وجواب | الأصل إباحة استخدام موقع الانستقرام للرجل والمرأة
- سؤال وجواب | يسأل عن الصوفية وجماعة التبليغ
- سؤال وجواب | نشر الفتاة مقاطع مرئية عن التوعية الصحية
- سؤال وجواب | حكم وضع الأجهزة المرئية في المسجد
- سؤال وجواب | سبيل الإنقاذ من الضلال
- سؤال وجواب | البعد عن الاسترسال مع النفس والشيطان
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا