الأخ العزيز الدكتور/ محمد حمودة! لقد راسلتك أكثر من مرة، وفي كل مرة تثبت لي علو كعبك واحترامك وتواضعك، وأشد ما يعجبني هو اهتمامك بكل صغيرة وكبيرة من شكوى صاحب الاستشارة، ولا تنسى أي جزئية.

أنا صاحب آخر استشارة يا دكتور، وكانت تحمل الرقم (

256528

الأعراض التي أشتكي منها بدأت كالتالي: كنت منذ حوالي سبع سنوات أعاني من حموضة عادية، وكنت أعالجها بالابتعاد عن مسبباتها، وكان أكثر ما يزيدها عندي شرب الشاي والقهوة مع أني كنت معتدلاً في شربهما، وقتها كنت أدخن ولكني أقلعت عن التدخين منذ أربع سنوات.

المهم أني كنت بابتعادي عن مثيرات الحموضة تذهب وتغيب عني سنة كاملة تقريباً، ثم أعالجها بنفس الطريقة.

ومنذ حوالي سنة تقريباً أصبحت أعاني من انتفاخ البطن مع كركعة في الأمعاء وأصوات مزعجة في منطقة البطن، تحولت بعد ذلك إلى حرقة وحموضة بدأت تزداد شيئاً فشيئاً، ثم أصبحت توقظني منتصف الليل، وكأني أريد أن أتقيأ، بعدها أصحو وأنا أحس بانقباض شديد في بطني وكأني أريد إخراج كل شيء في بطني.

ذهبت إلى الطبيب فعمل لي فحصاً، وطلب فحص دم من أجل معرفة وجود الأجسام المناعية ضد( الهليوكيبيكتر بايلوري)، وفعلاً وجدت الأجسام المضادة، بعدها أعطاني الطبيب الدواء الثلاثي واستمررت عليه فترة تحسنت خلالها بنسبة سبعين بالمائة، ولما حدثت لي انتكاسة وأصبحت أعاني ذهبت إلى مستشفى جامعي عندنا متقدم علمياً، وأشرف على علاجي أستاذ في جراحة الهضم، وأعطاني مرة أخرى العلاج الثلاثي، ولكنه أعطاني إياه لمدة أسبوع ثم أوقفه، وأعطاني دواء (نيكسيوم)، طبعاً عمل لي الطبيب تنظيراً فوجد نتيجة التنظير: 1- التهاب مزمن في جدار المعدة.

2- فتق في الحجاب الحاجز.

3- ارتداد مريئي 4- جرثومة (الهليوكيبيكتر).

وكان نوع الفتق (Sliding).

ثم نصحني الطبيب بعملية للحجاب الحاجز، لكنني رفضت، فقال لي: إذن يجب أن تستمر على (لانزوبرازول) وأوقف ( النيكسيوم).

مضت ستة أشهر وأنا مستمر على (الانزوبرازول) فقط حتى مللته، ولم تحصل النتيجة المرجوة؛ بل عندما أوقف الدواء كأني لم أتناول دواء البتة! فهل يعقل أنه لا يوجد دواء غير (لانزوبرازول) لتلك الأعراض السابقة؟! ولعلمكم أنا لا أدخن بتاتاً، فقد تركته منذ أربع سنوات نهائياً، كما تركت الشاي والقهوة إلا نادراً، فما العمل؟ ألا يوجد علاج لحالتي غير (لانزوبرازول)؟ سؤالي الأخير يا دكتور: هل يوجد فرق بين التهاب جدار المعدة والقرحة؟ وما هو الفرق إذا كان موجوداً؟ وما الفرق في الأدوية؟ وسلامي لكم واحترامي إلى أفضل موقع يتفاعل مع الزوار (كلمة حق وليست مجاملة)...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لأعراض الإصابة بالجرثومة الحلزونيه فيصعب القول أن هناك أعراضاً سريرية خاصة بالجرثومة، ويمكن القول أن أي عرض في أعلى البطن (أي فوق منطقة المعدة) قد يكون مسبباً من الجرثومة، فالجرثومة تسبب التهاب المعدة، والالتهاب يقود إلى ارتشاح للخلايا الالتهابية وأذية الغشاء المخاطي.

وهذه الأمور يمكن أن تسبب للشخص الكثير من الأعراض ومنها: حرقة أسفل المريء بسبب وصول الحمض إلى المريء، وهذا ممكن أن يكون له علاقة بالجرثومة، حيث يزيد إفراز الحمض لدى بعض المصابين بها، كما أن الجرثومة تؤدي إلى إبطاء إفراغ المعدة من الحمض والمحتويات مما يؤدي إلى التجشؤ ويسبب الحرقة أسفل المريء، وكذلك فإن وجود الجرثومة يجعل المريض أكثر ميلاً للتقيؤ، ووجودها يزيد من إنتاج المعدة، وهناك الغثيان والذي يعتبر عرضا مهما لالتهاب الغشاء المعدي المرتبط بوجود الجرثومة، والشبع الباكر.

وأما الفرق بين التهاب المعدة والقرحة، فالتهاب المعدة هو التهاب يؤدي إلى احمرار الجدار الداخلي للمعدة مسبباً ألماً وقيئاً.

وأما القرحة فهي عبارة عن تقرح في مكان واحد من المعدة، وعلى الرغم من أن الأعراض قد تتشابه وكذلك العلاج؛ إلا أن القرحة قد تتعمق وقد تسبب نزيفاً أو انثقاباً لجدار البطن، وهذه ليست من مضاعفات التهاب المعدة.

هناك بعض الناس عندهم زيادة في حموضة المعدة يتطلب علاجها طيلة العمر، خاصة من عندهم ارتجاع في حموضة المعدة للمريء؛ لأن هذه إن لم تعالج قد تؤدي إلى التهاب وتندب الجزء السفلي من المريء، وأحياناً تضيق المريء.

وأما العلاج فطبعاً هناك العديد من مضادات الحموضة والتي قد يحتاج الإنسان أن يأخذها مرتين في اليوم، منها: 1- Omeprazole 20 Mg once or twicer 2- Lanzoprazole 20Mg once or twice 3- Rabeprazole 20Mg once or twice 4- Esomeprazole ( nexiuw) بالإضافة إلى تنقيص الوزن وعدم ملء المعدة بالأطعمة الدسمة خاصة ليلاً، والابتعاد عن المنبهات خاصة عند النوم، وعدم الاستلقاء قبل مرور ساعتين إلى ثلاث بعد الطعام.

والله ولي التوفيق..