في الشهرين الأخيرين بدأت تنتابني آلام في وسط الصدر، مصحوبة بآلام في الظهر تحت الأكتاف، مع ضغط شديد وضيق في التنفس، ويستمر لفترة نصف ساعة، وأحياناً ساعة، وبشكل متكرر شبه يومي، علماً بأنني مدخن وبشراهة، وكذلك أقضي الكثير من الوقت على الكمبيوتر، ونفسيتي للأكل أصبحت قليلة، علماً بأنني أشعر بهدوء الآلام وشبه زوالها بعد أن آكل شيئاً ولو قليلاً، كذلك ابتعادي التام عن ممارسة الرياضة بكل أنواعها.

أنا لا أحب الذهاب إلى المستشفى لأي سبب، وإن كنت مريضاً فأتداوى بمقاومة الجسم واكتسابه المناعة، وبعض الأعشاب المنصوح بها.

الرجاء إفادتي بما جادت به موسوعتكم الطبية، وهل تنصحونني بعمل فحوصات، أم أنها أعراض رياح كما سمعت من أحد ذوي الخبرة في منطقتنا، وستزول بعد عدة أشهر؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ مناف حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فقد حان الوقت لكي تغير عادتك من عدم الذهاب إلى الأطباء؛ لأن هذه الأعراض لا يمكن التكهن بما يسببها، والفحص الطبي مهم جداً، خاصة أن لديك أموراً أخرى يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وهي التدخين بشراهة، وفقدان الشهية، وضيق التنفس، واستمرار هذه الأعراض، فالرياح التي ذكرتها قد تسبب ألماً موضعياً لعدة أيام، إلا أنه بالتأكيد لن تسبب نقص الشهية أو ضيق التنفس، وفي الآخر سيلزمك إجراء تحاليل وصور للصدر والعمود الفقري.

ويجب أن تنتبه أيضاً إلى موضوع التدخين، فهناك المشاكل الطبية الكثيرة التي يمكن أن تحصل عند المدخنين، ومنها سرطان الرئة، والتهاب القصبات، وجلطة الدماغ في سن مبكر؛ لأن التدخين يزيد من تخثر الصفائح مسببة جلطة دماغية أو جلطة قلبية، وتضيق شرايين القلب وشرايين الأطراف، وأولاً وآخراً لا بد وأنك تعلم أن التدخين ليس مكروهاً - كما يتذرع المدخنين بهذه الفتوى - وإنما تم تحريمه من قبل كثير من المراجع الدينية، ومنها الأزهر.

فلا تتأخر، وراجع الطبيب، ونرجو من الله أن يكون الأمر بسيطاً، إلا أن الأمر المهم جداً أنه قد تبدأ مشاكل التدخين الآن - إن لم تكن قد بدأت - وكثيراً ما يندم المدخنون على كل سيجارة دخنوها، بالإضافة إلى ما يسببونه من أذى للأولاد والزوجة التي عليها أن تتحمل رائحة التدخين الكريهة التي تشمها من كل جسم وملابس المدخن.

هذا ولا تنس أنك ستقف أمام الله ، فماذا أنت قائل وقد أهدرت كل هذا المال في شراء الدخان وفي الأذى الذي سببته لأولادك وعائلتك، وأولاً لنفسك ولجسمك المسؤول أنت عن المحافظة عليه! والله الموفق.
.