السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت أعاني من وخزات في الجانب الأيسر من صدري منذ حوالي الشهرين، تأتي وتزول، لكن مؤخرا اشتدت علي، وتحولت من صدري إلى المنطقة فوق البطن وأسفل الصدر.

زرت طبيب الصدرية فقام بعمل أشعة، وقال لي: إن الرئة سليمة وكذلك القلب، ووصف لي مسكنات، ثم بعد فترة بدأت أحس بآلام شديدة، فأعطوني حقنة مسكنات، بعدها أحسست بضعف عام ونمت يومين متواصلين، وبعدها انتقل الألم إلى البطن وبشكل دائم في الجانب الأيسر.

زرت طبيب الجهاز الهضمي، وطلب مني تحاليل دم للكبد والمرارة وفقر الدم، باعتبار أن لون عيني كان أصفر مع التعب الشديد، والرغبة في النوم، وارتفاع درجة الحرارة.

بعد عمل التحاليل تبين أن الكل جيد، ما عدا نسبة الترسيب والبيليرينين الذين كانت نسبتهم مرتفعة، وقام بعمل إيكو للبطن، وأخبرني أن الكل عندي جيد، وأنني أشكو من جرثومة في المعدة والأمعاء، وأعطاني مضادا حيويا سيكتروم ومضاد التهابات فلاجيل.

لكن معدتي لم تتحمل الدواء، أول ما يوجعني بطني أحس بالوجع وكأنه تندفع ليخرج من بطني، ولا أرتاح إلا بعد التقيؤ.

المشكلة الآن أنني أعاني من سعال، والبلغم أصبح أقل من أول، ولونه أبيض بعدما كان لونه أخضر وبني، لكن السعال لا يجعلني حتى أتكلم أو أتحرك، لذلك لا أقوم من مكاني، ولا أستطيع بذل أي مجهود.

أرجوكم ساعدوني عاجلا، فأنا خائف من السرطان أو من أي مرض مميت...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أود أن أسرد الأعراض التي ذكرتها أنت في رسالتك لكي نصل إلى التشخيص: - ارتفاع درجة الحرارة.

- آلام في الصدر وأعلى البطن.

- السعال والبلغم (كان أخضر ومن ثم أبيض).

- ارتفاع سرعة الترسب، وارتفاع نسبة البيليروبين.

هذا يعني أن المشكلة الأساسية كانت في الرئة اليسرى، وعلى الأكثر أن ما كنت تشكو منه هو التهاب في الرئة، ويبدو أنها لم تكن واضحة في البداية عندما ذهبت لمراجعة طبيب الصدر، وهذا قد يحدث أحيانا في التهابات الرئة، حيث تأتي المريض آلام في أعلى البطن بسبب إصابة الجزء السفلي من الرئة القريب من الحجاب الحاجز؛ لأنك لم تذكر أنه حصل عندك إسهال.

التهاب الأمعاء يسبب الإسهال، وعلى الأكثر لم تكن الأعراض من التهاب المعدة والتقيؤ يمكن أن تحصل من الأدوية، أو من التهاب الرئة؛ لأن التهاب المعدة أو الأمعاء لا يفسر وجود السعال مع البلغم الأخضر، فهذه الأعرض تشير إلى التهاب في القصبات أو في الرئة.

هناك نوع من التهاب الرئة بجرثومة خاصة تسمى: (Mycoplasma pneumonia)، يمكن أن تسبب تحللا في الدم، وبالتالي يرتفع البيليروبين نتيجة تحلل الدم.

والعلاج يكون بتناول مضاد حيوي مثل: (azithromycin 500mg)، يوميا لمدة خمسة أيام، وقد يبقى السعال لفترة طويلة بعد تحسن الالتهاب، فقد يستمر لفترة (4-6) أسابيع، وقد يسبب الالتهاب نوعا من تقلص القصبات، ويسمى: (Hyperreactive airways)، أي زيادة تنبه القصبات الهوائية، وهذا يسبب أحيانا استمرار السعال لفترة طويلة بعد تحسن الالتهاب، وهذا يتم علاجه عادة بالكورتيزون لعدة أيام، مع الأدوية التي تزيد من تقشع البلغم وإخراجه مثل: (mucolyte 10cc) ثلاث مرات في اليوم، والإكثار من الماء.

يفضل إعادة التحليل للتأكد من أن سرعة الترسب تحسنت، والبليروبين أيضا قد تحسن.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة..