السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يقولون إن في البرمجة اللغوية العصبية طرقاً تجعل الإنسان يستيقظ من النوم بدون منبه.

سؤالي هنا: هل في القرآن والسنة طرقاً تجعل المسلم يستيقظ من النوم بدون منبه؟ وشكراً.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات في موقعنا سؤال وجواب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عباده إنه جواد كريم.

قضية البرمجة اللغة العصبية من العلوم الجديدة التي تقوم على عدة معارف نفسية واجتماعية تجريبية، وقضية إنك تستطيع بالبرمجة أن تقوم في الوقت الذي تريده هذه قضية قد يكون فيها قدر من المبالغة، خاصة وأني درست هذه البرمجة وتخصصت فيها، ولكن أقول إن معظم الكلام أحياناً قد أحاطت به هالة من التضخيم، حتى ظن الناس أن هذا كلام حق، ولكن في الواقع القضية قد لا تكون بالصورة التي قرأتها أو سمعتها.

أما كون القرآن والسنة فيهما وسائل تجعل المسلم يستيقظ من النوم دون منبه، فإنه لا توجد هنالك آيات أو أحاديث بهذا مباشرة، ولكن هناك النية وعقد العزم والأخذ بالأسباب، فأنت إن التزمت بسنة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، وحرصت أن تنام على وضوء، وأن تنام على شقك الأيمن، وأن تقرأ الأذكار التي تعرف بأذكار النوم، وأن تذكر الله تعالى حتى تغيب عن الوعي، وأن تسأل الله تعالى أن يعينك على الاستيقاظ لصلاة الفجر، تأكد أنه على قدر إخلاصك في الدعاء سوف يعينك الله تعالى وتبارك على ذلك، بل على ما هو أفضل من ذلك ولا تحتاج برمجة ولا غيرها؛ لأن هذا الأمر بيد الله تعالى كما أخبرك مولاك سبحانه حيث قال: { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً }.

فإذن الذي يجعل الإنسان ينام هو الله والذي يوقظه هو الله فالأمر كله بيد الله ، فإذا سألت الله تبارك وتعالى بصدق وإخلاص وإنابة، فاعلم أن الله سوف يمن عليك بتحقيق ما تريد، خاصة وأنك تريد عملاً من أعمال البر والطاعة، ألا وهي صلاة الفجر في الجماعة، فعليك بارك فيك بهدي نبيك المصطفى صلى الله علي وسلم، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى والأخذ بالأسباب، بمعنى أنك لا تنام بعد منتصف الليل وتنام وأنت قد أكلت أكلات ثقيلة، ثم بعد ذلك تقول لماذا لا أقوم لصلاة الفجر؟! أقول لك إذا أردت ذلك فحاول أن تنام مبكراً ،وأن تتناول وجبات خفيفة، وأن تقضي حاجتك أي قبل النوم، وفي نفس الوقت تأخذ بأسباب السنة، أو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أشرت لك عليه، وبإذن الله تعالى سوف تجد نفسك في غاية النشاط، وسوف تحافظ على صلاة الفجر في الجماعة، ولن تفوتك بإذن الله تعالى ركعة واحدة من صلاة الفجر يومياً.

أسأل الله تعالى أن يوفقك إلى كل خير وأن يشرح صدرك للخير، إنه جواد كريم، وبالله التوفيق والسداد.
.