أنا امرأة عمري (37) عاماً، بعد ولادتي بمولودي الثالث لاحظت أن وزني يتزايد، فتم الكشف علي ولوحظ أنني أعاني من ضمور في نشاط الغدة الدرقية، وتم إعطائي دواء الثيروكسين بنسبة 200 وبعد ذلك تم التقليل علي إلى 100 ثم 75 ولاحظت أن وزني بدأ يتناقص، ولكن لازلت أعاني من ضيق في صدري وكأن قطعة لحم في البلعوم، وخاصة جهة اليمين.

وفي نفس الوقت أحس بألم في الظهر وخاصة في العمود الفقري، وأيضاً من جهة اليمين، ذهبت إلى الطبيب وأخبرته بما أعاني فأعطاني حبوباً للالتهاب البلعومي ولكن بلا فائدة! فقررت أن أوقف العلاج، ربما لن أحس بهذه الأعراض، ولكن الضيق الذي في صدري خف، ولكن باقي الأعراض نفس الشيء فماذا أفعل؟!..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما لفت انتباهي هو أنك كنت تأخذين 200 مايكروغرام من حبوب الغدة ثم تم إنزاله إلى 100 ثم 75 والعادة هو أن يتم إعطاء المريضة جرعة صغيرة ثم زيادة الجرعة تدريجياً حسب التحاليل وما يحتاجه الجسم، فإن كان قد تم تدريج الجرعة في البداية ثم تبين أن الغدة بدأت تعود إلى نشاطها فلابد وأن ما تعاني منه هو نقص نشاط الغدة المؤقت الذي يتبع الولادة ويسمى: Post partum tramsient hypothyroidism وهو يحدث بعد الولادة بثلاثة إلى ثمانية أشهر، وبعض هذه الحالات تكون بسبب التهاب مناعي ضد الغدة الدرقية، وهذا يترافق مع ألم في منطقة الغدة نفسه، وقد يكون هذا ما يسبب لك الألم، إلا إذا كان الألم بسبب التهاب في البلعوم كما قال لك الطبيب المعالج.

على كل حال إن استمرت هذه الأعراض وكان هناك صعوبة في البلع فإن صورة مقطعية للرقبة تساعد كثيراً في توضيح سبب هذا الصعوبة في البلع والألم، فإن كان من الغدة أو من أي شيء آخر يضغط على مجرى الهواء أو مجرى الطعام فإن هذا سيظهر في الصورة، وفي بعض الأحيان يكون هناك عقد في الغدة تسبب الإحساس بغصة عند البلع، وهذه تظهر أيضاً بالصورة أو بصورة الأمواج فوق الصوتية للغدة إن استمرت الأعراض.

ومن ناحية الغدة الدرقية فيجب الاستمرار بالمتابعة مع الطبيب المعالج، وقد يكون الأمر عابراً - كما قلت لك - ويمكن إن عادت وظيفة الغدة إلى طبيعتها أن تتوقفي عن هرمون الغدة الدرقية، وكل ذلك مقرون بمدى عودة الغدة لوضعها الطبيعي.

أما الألم الذي خلف في الناحية اليمنى فمن الصعب التخمين دون معرفة ما وجده الطبيب بالفحص؛ لأن هذه المنطقة أكثر أسباب الآلام فيها يكون سببه العضلات والأربطة بسبب وضعيات غير صحيحة، ويمكن معرفة ذلك بأن تحاولي أن تحركي الجذع والكتف فإن زاد الألم كان من العضلات، أما إن لم يزد الألم فقد يكون من العمود الفقري، وأحياناً يكون من جدار الرئة، إلا أن هذا يزيد مع أخذ التنفس العميق إن كان الألم في منطقة الصدر؛ لذا فمن الصعب التخمين دون معرفة نتائج الفحص الطبي، وهو مهم جداً يفيد الطبيب في معرفة أسباب الألم في هذه المنطقة؛ لذا فإن استمر الألم في منطقة الظهر فعليك بمراجعة طبيب مختص بأمراض الروماتيزم أو العظام.

والله الموفق..