السلام عليكم أنا بعمر 17 سنة، وطولي 178 كم، فما المتوقع؟ هل مع السنين القادمة سيتواصل الطول؟ مع العلم أني أتمنى أن يتوقف.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في الأحوال العادية تعتبر صفة الطول صفة وراثية تنتقل من الآباء إلى الأبناء عن طريق الجينات الوراثية، وقد تتأثر صفة الطول قليلا بنوعية التغذية التي يتغذى عليها الأطفال والشباب، ويبقى تأثير الجينات الوراثية هو المسبب الرئيسي لهذه الصفة.

هناك معادلة يمكن من خلالها معرفة الطول المتوقع بعد عمر 21 عاما، وهو العمر الذي تغلق فيه كل مراكز التعظم في العظام الطويلة، ويستقر طول الإنسان عند ذلك الحد.

أمامك أربع سنوات قد يزيد فيها الطول في حدود 15 إلى 20 سم، وهذه المعادلة هي جمع طول الأب + طول الأم، وقسمة حاصل الجمع على 2 ثم إضافة رقم 13 إلى حاصل القسمة، فيكون ذلك الرقم هو طولك المتوقع بعد ذلك -إن شاء الله - وهذا يحدث لنسبة تصل في المتوسط إلى 50 % من الأبناء وجزء من النسبة الباقية أطول من تلك المعادلة، وجزء آخر أقصر من تلك المعادلة، ويظل الجميع في الحدود المقبولة.

يحدث أحيانا بعض الطفرات الجينية Mutations تؤدي إلى تغير تلك المعادلة، ويزيد طول بعض أفراد الأسرة عن المعدل الطبيعي دون الباقين، ودون وجود سبب مرضي واضح، وأمامك أربع سنوات قد يزيد فيهن طولك، إذا ظل معدل نموك طبيعيا.

بهذا فإن الطول المتوقع لك هو فوق 190 سم، وهذا ليس عيبا بل ميزة، ويمكنك أن تتفوق في إحدى الرياضات المطلوب لها الطول مثل كرة السلة أو الطائرة أو ألعاب القوى مثل الجري والقفز، وبالتالي يصبح الطول نعمة وليست نقمة، وتصبح بطلا أوليمبيا أو دوليا شهيرا، يشار لك بالبنان، والكل يتكلم عن إنجازاتك، ولا يعيب الإنسان كونه طويلا أو قصيرا، ولكن يعيبه سوء العلاقة مع الله والنفس والأسرة والمجتمع.

يمكنك الذهاب إلى طبيب غدد صماء لفحص هرمون النمو GH، وتصوير الغدة النخامية المسؤولة عن إفرازه وبيان هل نسبة الهرمون والغدة طبيعية أم يحتاج الأمر إلى تدخل طبي.

وفقك الله لما فيه الخير.
.