السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ أشهر أصبحت ألاحظ وجود تشتت ذهني رهيب، فأصبحت لا أستطيع التركيز حتى مع محاولتي التركيز، وعند التحدث أكون كالتائهة، فأنسى ما قلت، ولا أستطيع التركيز فيما يقول الشخص الذي يتحدث معي، هذا التشتت يكون معي حتى ولو كنت بمفردي، وحتى وأنا مطمئنة، والذي ألحظه هو أن هذا التشتت بازدياد مستمر.

فهل السبب هو السيروكسات الذي أتناوله منذ أكثر من سنة بجرعة (40 mg) في اليوم؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ مهاني حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أؤكد لك تماماً أن الزويركسات والذي يعرف باسم (باروكستين) ليس سبباً في التشتيت الذهني والتركيز، بل هو على العكس تماماً، يجب أن تبحثي إذن في الأسباب الأخرى التي قد تكون أدت إلى عدم القدرة على التركيز.

من أكثر الأسباب هو القلق النفسي والاجتهاد الجسدي، عدم تحديد الأهداف، وعدم ممارسة الرياضة، أو أخذ قسط كاف من الراحة، هذه هي الأسباب التي كثيراً ما تؤدي إلى ضعف التركيز، هنالك أيضاً أشخاص تحدث لهم احتقانات نفسية داخلية، لأنهم لا يعبرون عن ذواتهم بصورة صحيحة ويكتمون الأمور البسيطة التي يعتقدون أنهم يمكنهم تجاوزها، ونسبة لحساسيتهم تتراكم الأمور وتزداد ويحدث الاحتقان النفسي الداخلي الذي يبعثر الفكر ويشتته.

أنصحك بأن تذهبي وتقابلي الطبيب، وتقومي بإجراء فحوصات عامة لتتأكدي من نسبة الهيموقلبين لديك، لأن هذا الأمر مهم، حيث أن ضعف الدم قد يؤدي إلى شيء من الشعور بالجهد وضعف التركيز، كما أن ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية له بعض الآثار السلبية.

إذا كانت الأمور كلها سليمة ولا يوجد قلق نفسي حقيقي عليك أن تجتهدي في أن تأخذي قسطاً كافياً من الراحة، وتمارسي التمارين الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، واقرئي القرآن الكريم بتمعن واستبصار، فهو يحسن تركيز الإنسان، في ذات الوقت أقرئي مواضيع قصيرة، وقومي بتكرارها أكثر من مرة، هذا وجد أيضاً أنه يؤدي إلى تحسين التركيز.

بعد أن تتأكدي من الفحوصات، وتطبيق هذه الآليات العلاجية السلوكية التي ذكرناها لك، لا مانع أيضاً أن تواصلي مع طبيبك النفسي فقد يضيف لك دواء بسيطاً مضاداً للقلق مثل عقار (فلوناكسول) بجرعة نصف مليجرام، أي حبة واحدة لمدة أسبوعين أو ثلاثة، هذا يكون كافياً لتدعيم فعالية الزويركسات.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، نسأل الله لك الشفاء والعافية..