السلام عليكم أنا بعمر 24 سنة، حامل في الشهر الثاني، وهذا أول حمل لي، وقد منعتني طبيبتي من الصيام، وقالت: إني في رمضان أكون في آخر الشهر الثاني وفي أول الثالث، وهذا خطر على الجنين، رغم أن كيس الحمل في وضع جيد، وحملي مستقر، ماذا أفعل؟!..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إذا كانت الحامل تتمتع بصحة جيدة، وكان الحمل طبيعياً فلا يوجد ضرر للصوم على الحامل، والحمل لا يعتبر مرضاً، وإنما هو حالة فيزيولوجية، هيأ الله عز وجل جسم المرأة لتحمل الطفل في أحشائها، ولا يوجد آثار سلبية على الطفل أو الأم أثناء الصوم، إذا كانت الأم طبيعية، وحملها طبيعي، ولا تشكو من أمراض، مثل السكري أو أمراض الكلية أو القلب أو ارتفاع الضغط، والجنين، سبحان الله.

إن الله خلق الجنين وضمن له رزقه وهو في بطن أمه، وجعله يتغذى عن طريق دم الأم، سواء كانت صائمة أم لا، وجسم الأم جعله الله مليئاً بالمدخرات للمواد الأساسية، اللازمة لنمو الجنين، منذ بداية الحمل، لتأمين حاجة الجنين بسهولة، عبر المشيمة من مخازن الدهون، خاصة الموجودة لدى الأم لتمد الجنين بما يحتاجه لنموه، فتؤمن حاجته باستمرار طول اليوم، حتى لو كانت الأم صائمة، فطفلها لا يصوم، وهذه المدخرات تكفيه حتى لو كانت أمه صائمة أو مريضة، فالله عز وجل يطعمه ويسقيه ويحميه، في جو مناسب.

لذلك –أختي- لا ضرر على الجنين في الصوم، وفي حال كنت لا تستطيعين تحمل العطش والجوع، أو وجود أعراض حمل شديدة، كالغثيان والإقياء وهبوط الضغط، ولا تستطيعين تحمل الصوم فيمكنك الإفطار في مثل هذه الشروط، ويمكنك في بداية الشهر الكريم الصوم، واختبار نفسك، وإذا استطعت التحمل يمكنك الصوم ولا خوف على الجنين، وعليك الاهتمام بنفسك جيداً.

عليك تأخير السحور قبل الأذان، وتناول كمية كافية من البروتين، لتأمين الشعور بالشبع فترة طويلة، وتناول البوتاسيوم، لأنه ينقص الشعور بالعطش، مثل تناول الموز بالسحور، ولبن الزبادي والسكريات، لزيادة الطاقة، ويجب تناول وجبتين رئيسيتين على الفطور والسحور، غنية بالمواد ومتنوعة، ويجب أن لا تقل عن 900 حريرة، وشرب كمية كافية من السوائل طول فترة الإفطار، وتناول الفواكه والخضار.

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتقبل منا جميعاً وأن يعتق رقابنا من النار..