السؤال :
توفي أبي رحمه الله فى ليلة الجمعة والحمد لله كان يعرف بسيرة عطرة شهد بها كل من أحاط به فهل للموت فى هذا اليوم من فضل ؟
ثانياً: بعد الموت وجدت اسوداداً فى وجه أبي مما أخافنى خوفا شديداً، ووجدت اصفراراً شديدا فى قدمية (مما يدل على هروب الدم) فما دلالة ذلك؟
هل سواد الوجه من علامات سوء الخاتمة؟ علماً بأنه توفي نتيجة ضيق فى التنفس وبداء فى البطن
.ثالثاً:هل يجب على امى عدم خروجها من بيتها طوال فترة العدة؟ وهل خروجها مع أولادها لأسباب غير ضرورية ولكن بغرض الترويح عنها جائز؟


الإجابــة :
قال القرطبي: هذه الأحاديث التي تدل على نفي سؤال القبر لا تعارض أحاديث السؤال السابقة بل تخصها وتبين من لا يسأل في قبره ولا يفتن فيه ممن يجري عليه السؤال ويقاسي تلك الأهوال, وهذا كله وفيه التسليم والانقياد لقول الصادق المصدوق.
قال الترمذي: ومن مات يوم الجمعة فقد انكشف له الغطاء عما له عند الله لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم وتغلق أبوابها ولا يعمل سلطان النار فيه ما يعمل في سائر الأيام فإذا قبض الله عبدا من عبيده فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه وإنه لا يقبض في هذا اليوم إلا من كتب له السعادة عنده فلذلك يقيه فتنة القبر لأن سببها إنما هو تمييز المنافق من المؤمن
أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم أو مسلمة يموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقي عذاب القبر وفتنة القبر ولقي الله ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع. وهذا الحديث لطيف صرح فيه بنفي الفتنة والعذاب
الموت في يوم الجمعة من علامات حسن الخاتمة.
 أما بخصوص النجاة من عذاب الآخرة لمن نجا من عذاب القبر، فهذا علمه عند الله جل وعلا، ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه.
أما ما رأيت من تغير في وجه أبيكم فهذا لا علاقة له بحسن الخاتمة أو سوئها، وقد يكون هذا بسبب طبيعي ولأجل هذا استحب أهل العلم ستر وجه الميت.
وأما بالنسبة لخروج أمك من بيتها فترة العدة نهارا فلا حرج فيه إذا كان لحاجة لها وقال بعضهم إلى أنه يجوز لها الخروج نهارا ولو لغير حاجة كفسحة ونحوها.
 ولكن في كل الأحوال لا تبيت إلا في بيتها