السلام عليكم.

أنا شابٌ أبلغ من العمر 32 سنة، أعزب، منذ أكثر من سنتين وأنا أعاني من حالة غريبة، ألا وهي تذكر الماضي من أحداث ووقائع باستمرار وبدون مقدمات، حيث أنني لاحظت نفسي عندما أركز في أمر معين أو في عمل معين أتذكر فجأة وبدون مقدمات موضوعاً أو حادثة أو واقعة معينة، وقد لاحظت نفسي عندما أركز في متابعة التلفاز في برنامج معين أو تقرير.

الخ، يتغير فكري فجأة وأتذكر موضوعاً قديماً جدا، وأبقى فترة طويلة أفكر في الأمر، راجيا النظر في الحالة.

وجزاكم الله خيرا...

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد، شكرا لك على السؤال.

يعتبر دماغ الإنسان بما فيه من خلايا عصبية (نيورونات) وما فيه من اتصالات عصبية أعقد تركيب خلقه الله تعالى في هذا الكون، وذاكرة الإنسان أيضا خلق عجيب، كيف تسجل المعلومات المختلفة من أفكار وأحاسيس وعواطف ومناظر، وكيف تخزن، ومن ثم كيف يستدعيها الإنسان لوعيه بعد أن كانت في غيابات لا وعيه! وقد يمر بالإنسان موقف أو مشهد أو رائحة أو غيرها فتثير عنده تذكر خبر أو حدث أو موقف أو عمل قام به من سنين وسنين، وقد نعرف الأسباب في بعض الأحيان، ونجهلها في أحيان كثيرة.

كنت أحب أن أعرف إن كانت الأمور التي بدأت تتذكرها في فترة السنتين الماضيتين وكما وصفت في سؤالك، هل هي بالضرورة ذكريات من طابع معين، كأن تكون ذكريات محزنة أو مفرحة أو مختلطة؟ فليس من النادر أن يبدأ الإنسان الذي يمر بوقت صعب في حياته أن يبدأ بتذكر الأحداث الصعبة أو الأليمة، أو ذكريات الإخفاقات التي مرت به، ولو من سنوات طويلة، وكذلك في حال الاكتئاب وغيره من الحالات العاطفية التي تمرّ بالإنسان.

وقد يكون ما وصفت من انشغال ذهنك ببعض الذكريات القديمة، قد يكون نوعا من انصراف الذهن بشكل لا واع بعيدا عن موضوع يشغل بالك، إلا أنك ولا شعوريا لا تريد التفكير في هذا الموضوع، فإذا بهذا الجهاز العظيم من الدماغ يصرف نفسه عن هذا الموضوع، فيشتت نفسه بالبحث عن ذكريات سابقة، وإن لم يحدث هذا بطريقة منطقية ذات معنى.

ومن الأمور المهمة هنا أن نعلم أنه ليس فيما يحدث معك من هذا التذكر، ليس فيه مؤشر مَرضيّ، والغالب أن تذهب هذه الحالة فجأة كما بدأت فجأة، ولسبب نعرفه والغالب أن لا نعرفه.

والله الموفق..