السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 21 سنة، لا أعاني من أي مشاكل في الجهاز التناسلي -والحمد لله- لكني أرى صديقاتي من حولي يتحدثن عن الغسولات المهبلية، وعندما أخبرتهن بأني لا أستخدمه ضحكن عليَّ وقلن: إنه من المفترض استخدامه لتحافظي على نظافة المهبل، والقضاء على الجراثيم، مع أنني -ولله الحمد- لا أعاني من أي التهابات أو أي روائح كريهة أو إفرازات غير طبيعية، ومهتمة بنظافتي جداً وعندما أخبرت والدتي نهتني عن استعماله؛ لأنها تقضي على البكتيريا النافعة.

فهل استخدام الغسولات المهبلية ضروري؟ وهل صحيح أن الملح والماء جيد للمهبل؟ وإذا كان من الضروري استخدامه هل من الممكن أن ترشحي لي اسم غسول موثوق؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: ما نصحتك به والدتك صحيح تماماً، فالله سبحانه وتعالى جعل في أجسامنا دفاعات طبيعية لا نحتاج معها إلى دفاعات إضافية خارجية إلا عندما تضعف المناعة الداخلية،آ والمهبل من الأعضاء التي جعل الله لها دفاعاتها الخاصة بها لأنها البوابة إلى الرحم، وهي الممر للحيوان المنوي إلى البويضة، ومخرج الولد، ومخرج دم الحيض، وكل هذه الحالات تحتاج لوجود أشكال دفاعية مختلفة في هذه المنطقة، ومنها وجود البكتيريا المسالمة التي تعيش في وسط المهبل الحامضي، وهي تحمي المهبل من البكتيريا الضارة، بالإضافة إلى وجود الإفرازات أو السوائل الطبيعية المتكونة من المهبل وعنق الرحم والتي تحتوي على أجسام مضادة تحمي المهبل من غزو البكتيريا والمواد الضارة.

فإذا ما استخدمت المرأة الغسولات المهبلية من غير ضرورة فقد تقتل هذه البكتيريا وتغير من طبيعة المهبل الحامضية، وبالتالي تضعف المناعة وتبدأ المرأة بالتعرض للالتهابات المتكررة وقد تصاب بجفاف المنطقة والتحسس، والماء والملح كذلك ما لم يكن له داع طبي، فالأولى الابتعاد عن كل ذلك والاكتفاء بالنظافة الشخصية الجيدة بالماء والصابون ونحوه.

فليس من الضروري خاصة للفتاة استخدام الغسولات المهبلية، وما يفعلنه صديقاتك خطأ وضرر على أجسادهن، وكان الأولى عليهن أن يسألن ويبحثن عن الصواب وليس الاتباع والتقليد عن جهل، فكان عين الصواب أن يفعلن كما فعلت أنت بسؤالك وتحري الصواب، فذلك من الحكمة وسعة الأفق والإدراك والبصيرة.

بارك الله فيك ورزقك العلم النافع ونفع بك الأمة، والله الموفق..