مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | هل يتذكر حافظ القرآن يوم القيامة ما نسيه من الآيات ؟
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس وتملل من الحياة. أفيدوني- سؤال وجواب | كيف أتعالج من الحساسية والحكة؟
- سؤال وجواب | دراستي كلفتني الكثير وصرت عالة على البيت، ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | الأرزاق والآجال بيد الله تعالى
- سؤال وجواب | كيف أتوب من ترك الصلاة وفطر أيام من رمضانات سابقة؟
- سؤال وجواب | بعد أن أفزعتني صديقتي أصبحت أفقد أعصابي عند كل خوف!
- سؤال وجواب | حكم امتلاك أسهم بنك يشتري أذونات خزانة وهل فيها زكاة
- سؤال وجواب | حدود طاعة الوالدين في الزواج والأمور الحياتية
- سؤال وجواب | تراودني أفكار وسواسية ولا أتلذذ بالعبادات!
- سؤال وجواب | أبو بكر الصديق أفضل الأمة بعد نبيها
- سؤال وجواب | هل أصابنا عين أو حسد؟
- سؤال وجواب | هل يمكن أن يزول مرض السكر مني بعد نزول وزني إلى الوزن المثالي؟
- سؤال وجواب | أعاني من ألم في الساقين والكعبين، ما العلاج؟
- سؤال وجواب | أصبت بحبوب على أظافر يديّ، هل هي فطريات أم صدفية؟
- سؤال وجواب | ألم تحت العينين واحمرار وانتفاخ منذ سنتين ما التشخيص؟
يقول الله عز وجل : ( يوم يتذكر الإنسان ما سعى ) أعلم أن الإنسان سيتذكر يوم القيامة كل شيء كان يفعله في الدنيا بأمر الله عز وجل ، ولكن ماذا عن الحافظ أو الحافظة للقرآن الكريم لو ماتا بدون مراجعة للقرآن ، وكان ناسيا لبعض الآيات أو الكلمات.
وفي الحديث الذي رواه عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يقال لقارئ القرآن يوم القيامة : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها ).
سؤالي هو : هل من الممكن أن يتذكر الحافظ للقرآن ما كان يحفظه في الدنيا من القرآن حتى لو مات بدون أن يراجعه أو كان ناسيا لبعضه ؟ السؤال الثاني : الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهُ الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهُ ) هل لكم أن توضحوا لي ؟ وجزاكم الله خيرا ..
الحمد لله.
أولا : الآية الكريمة : ( فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى.
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ) النازعات/34-35، تتحدث عن تذكر الإنسان ما سعى ، أي ما قدم وعمل في الدنيا من خير أو شر ، وما اكتسبه من الحسنات أو السيئات ، فإن هول موقف الحساب وعظمته يبعث في كل عامل ذكرى ما عمل ، فيمر في خاطره شريط أعماله سريعا ، فيرجو أن يثيبه الله على الحسنات ، ويتجاوز عن السيئات والزلات ، فالآية تبين تذكر الإنسان عمله وما اكتسبه في الدنيا ، ولا علاقة لها بتذكر الإنسان ما نسيه من القرآن الكريم ، فذلك خارج السياق الواضح ، ومراعاة السياق أحد أركان التفسير الصحيح.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : " ( يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ) أي : حينئذ يتذكر ابن آدم جميع عمله خيره وشره ، كما قال سبحانه : ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) الفجر/23 " انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (8/317) ويقول العلامة السعدي رحمه الله : " ( يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى ) في الدنيا من خير وشر ، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته ، ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته ، ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا ، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الأعمال " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن " (ص/910) وبهذا يتبين أنه لم يرد في الأدلة الشرعية ما يدل على تذكر المسلم ما نسيه من القرآن الكريم يوم القيامة ، وقد بحثنا في كتب التفسير التي تعتني بذكر الأقوال المختلفة في تفسير الآيات ، كتفسير الماوردي وابن الجوزي فلم نجد في الآية قولا آخر مخالفا لما ذكرناه.
ثانيا : من الأحاديث العظيمة الواردة في فضل صاحب القرآن حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يُقَالُ - يَعْنِي لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ -: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا ، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا ) رواه الترمذي ( 2914 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " وقد قال أكثر العلماء إن المقصود بـ ( صاحب القرآن ) من تحقق فيه أمران : الحفظ ، والعمل ، وليس مجرد الحفظ بدون عمل ، ولا من يتقن التلاوة بغير حفظ.
ثالثا : أما الدليل على اشتراط الحفظ لتحصيل الفضيلة الواردة في الحديث فأمران مهمان : 1.
لو كانت الفضيلة تلحق من يقرأ القرآن من المصحف لما تفاضل في ذلك أكثر الناس ، فإن القراءة من المصحف يقدر عليها كل أحد ، ولا يتفاضل فيها الناس – في الغالب – إلا بحسن التجويد ، وتعليق مثل هذه الفضيلة بحسن التجويد بعيد ؛ لأن الحديث علق الفضل ( بالقراءة )، والمنزلة ترتفع بحسب ( آخر آية كنت تقرؤها )، وليس بحسب إتقان التجويد.
2.
أن إطلاق (القارئ) على الحافظ كان معروفا مشهورا بحسب الاستعمال في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ( وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا ) ، كما ثبت في صحيح البخاري (4276).
3.
ثم إن حفظ القرآن الكريم فيه من المعاناة والمثابرة والتميز ما يتجه تعليق الفضل به دون القراءة المجردة ، خاصة وأن هذا الحفظ فرض كفاية على الأمة ، فجدير أن يثاب حفاظ القرآن - الذين تحملوا عن أمتهم هذا الفرض – ذلك الثواب الجزيل.
ثم إن ظاهر الحديث أيضا يدل على أن الحافظ المتقن ليس كالحافظ غير المتقن ، فارتفاع الدرجات حيث تبلغ القراءة عن ظهر قلب ، وقراءة الحافظ المتقن ستزيد على قراءة الحافظ غير المتقن آيات وآيات ، وما إتقانه إلا دليل على سهره بالليل ، وتعبه بالنهار ، وصبره في معاناة الحفظ ، وترديد الآيات والكلمات ، والميزان العدل يقضي أن يكون ثواب المتقن أعلى من ثواب غير المتقن ، وكلا وعد الله الحسنى.
يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله : " الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب ، لا بمن يقرأ في المصحف ؛ لأن : مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ، ولا يتفاوتون قلة وكثرة ، وإنما الذي يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب ، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت حفظهم.
ومما يؤيد ذلك أيضا أن حفظ القرآن عن ظهر قلب فرض كفاية على الأمة ، ومجرد القراءة في المصحف من غير حفظ لا يسقط بها الطلب ، فليس لها كبير فضل كفضل الحفظ ، فتعين أنه - أعني الحفظ عن ظهر قلب - هو المراد في الخبر ، وهذا ظاهر من لفظ الخبر بأدنى تأمل.
وقول الملائكة له : ( اقرأ وارق ) صريح في حفظه عن ظهر قلب كما لا يخفى " انتهى باختصار من " الفتاوى الحديثية " لابن حجر الهيتمي (ص/113) ويقول العظيم أبادي رحمه الله : " يؤخذ منه أنه لا ينال هذا الثواب الأعظم إلا من حفظ القرآن وأتقن أداءه وقراءته كما ينبغي له " انتهى باختصار من " عون المعبود " (4/237) ويقول الشيخ الألباني رحمه الله : " اعلم أن المراد بقوله : ( صاحب القرآن ) حافظه عن ظهر قلب ، على حد قوله صلى الله عليه وسلم : ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله.
)، أي : أحفظهم ، فالتفاضل في درجات الجنة إنما هو على حسب الحفظ في الدنيا ، وليس على حسب قراءته يومئذ واستكثاره منها كما توهم بعضهم ، ففيه فضيلة ظاهرة لحافظ القرآن ، لكن بشرط أن يكون حفظه لوجه الله تبارك وتعالى ، وليس للدنيا والدرهم والدينار ، وإلا فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( أكثر منافقي أمتي قراؤها ) " انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (5/284) رابعا : أما دليل اشتراط العمل بالقرآن لتحصيل هذا الثواب الجزيل فظاهر أيضا ، فقد ورد الوعيد الشديد على من ترك العمل بالقرآن الكريم ، وذلك في حديث سمرة بن جندب الطويل ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا ، قَالَ : ( أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالحَجَرِ ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ المَكْتُوبَةِ ) رواه البخاري (1143) يقول ابن بطال : " ( يأخذ القرآن فيرفضه ) يعني : يترك حفظ حروفه والعمل بمعانيه ، فأما إذا ترك حفظ حروفه وعمل بمعانيه فليس برافض له " انتهى من " شرح صحيح البخاري " (3/135) وأما الحديث المذكور ، فقد ورد عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنْ الْمَسْجِدِ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا ) رواه الترمذي (2916) وغيره جميعهم من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن ابن جريج ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أنس بن مالك به مرفوعا.
ولكنه حديث ضعيف باتفاق المحدثين ، فيه علل عدة ، كالكلام في عبد المجيد بن أبي رواد حيث تفرد به ، والانقطاع بين كل من ابن جريج والمطلب ، وبين المطلب وأنس بن مالك.
قال الترمذي رحمه الله : " هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم يعرفه واستغربه ، قال محمد : ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا قوله : حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
قال : وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن – هو الدارمي صاحب المسند - يقول : لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عبد الله : وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس " انتهى.
وقال ابن عبد البر رحمه الله : " ليس هذا الحديث مما يحتج به لضعفه " انتهى من " التمهيد " (14/136) وقال الدارقطني رحمه الله : " والحديث غير ثابت ؛ لأن ابن جريج لم يسمع من المطلب شيئا ، ويقال : كان يدلسه ، عن ابن أبي سبرة ، أو غيره من الضعفاء " انتهى من " العلل " (12/171) وقال النووي رحمه الله : " إسناده فيه ضعف " انتهى من " الخلاصة " (1/306) وضعفه ابن حجر في " فتح الباري " (9/70)، والألباني في " ضعيف أبي داود – الأم " (1/164-167) والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | موقف المرأة إن منعها وليها من الزواج بكفئها- سؤال وجواب | إدخال الإصبع للمهبل للتأكد من انتهاء الدورة، هل يسبب تمزق غشاء البكارة؟
- سؤال وجواب | جدتي كبيرة في السن. فما الحل تجاه تصرفاتها الغريبة؟
- سؤال وجواب | تركت الأكل خوفا من أن يقسو قلبي وأرجع للشهوات. أريد نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | تفنيد شبهات حول الشكوك في كل ما يخص الدين
- سؤال وجواب | ثبوت صحبة الأخنس بن شريق
- سؤال وجواب | حكة عند بداية فتحة المهبل . هل هي فطريات أم حكة تحسسية؟
- سؤال وجواب | محادثة الأجنبية لا تجوز إلا لحاجة وبقدر الحاجة مع التزام ضوابط الشرع
- سؤال وجواب | أعيش في صراع بين الدنيا والآخرة. فكيف النجاة؟
- سؤال وجواب | ما هي العملية المناسبة لعلاج فتق الحجاب الحاجز؟
- سؤال وجواب | رغم أن راتبي فوق الممتاز لكني مبذر ولا أحسن تدبيره. أرجو توجيهكم
- سؤال وجواب | يريد ترك العمل في البنك الربوي لكنه لا يجد بديلا جيدا
- سؤال وجواب | العلاقة بين الأولاد وزوجة أبيهم
- سؤال وجواب | دوخة ودوار وآلام في المفاصل. ما أسبابها وطرق علاجها؟
- سؤال وجواب | كيف أحقق النجاح في الحياة؟
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا