مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا
الاكثر بحثاً

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | هل يشمل قوله تعالى (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) الأمور الدنيوية؟

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | أولادي لا يستجيبون إلا بالصراخ والعصبية. فكيف أتعامل معهم؟
- سؤال وجواب | الشفاعة الحسنة التي يؤجر عليها صاحبها
- سؤال وجواب | من أحكام الصلاة للمسافر
- سؤال وجواب | مكان وضع النقود التي تحتوي على آية قرآنية
- سؤال وجواب | لا يجوز لأحد أن يحكم على نيات الآخرين وبواطنهم
- سؤال وجواب | يعزم ويحلف على ترك مشاهدة المعاصي ويحنث
- سؤال وجواب | حكم الصلاة على النبي بالصيغة الواردة في السؤال
- سؤال وجواب | تناولت علاج دفستون لاضطراب الدورة ولم يحدث الحمل!
- سؤال وجواب | دورتي الشهرية لا تنقطع، فهل علي قضاء الصلوات؟
- سؤال وجواب | معنى حديث عدم رفع صلاة المرأة الناشز
- سؤال وجواب | أنهيت شريط ديان لكن الدورة لم تنزل!
- سؤال وجواب | والدتي تعاني من هبات انقطاع الدورة، فهل يوجد لها علاج؟
- سؤال وجواب | عدم انتظام الدورة الشهرية وفائدة أقراص سيكلوبريجنوفا لها
- سؤال وجواب | أنا ضعيفة الشخصية ومتناقضة وأري تغيير نفسي
- سؤال وجواب | الأجير الخاص لا يجوز له العمل مع غير مستأجره
آخر تحديث منذ 1 ساعة
1 مشاهدة

هل تشمل الآية: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) الأمور الدنيوية، فقد أصبح من الشائع قول العامة، أنك إن اختبرك الله بشيء في دنياك، فأنت قادر على اجتيازه، ويستدلون بالآية، كمقدرة الطالب على تخطي الامتحان، أو الصبر على فقد شيء، أو تحمل المرض وهكذا؟.

الحمد لله.

أولًا: التكليف لغة: "مصدر كلّف.

يقال: كلفه تكليفًا؛ أي أمره بما يشق عليه" انظر: "الصحاح للجوهري" (3/1177).

واصطلاحًا: "خطاب الله تعالى، المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع".

انظر: "الوجيز في أصول التشريع" (ص99).

ومعنى الآية كما قال ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (1/737): "وقوله: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أي: لا يكلف أحدا فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه، ورأفته بهم وإحسانه إليهم، وهذه هي الناسخة الرافعة لما كان أشفق منه الصحابةُ، في قوله: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّه ؛ أي: هو وإن حاسب وسأل، لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخص دفعه، فأما ما لا يمكن دفعه من وسوسة النفس وحديثها، فهذا لا يكلف به الإنسان، وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان" ثانيًا: يظهر من ذلك أن التكليف في الآية هو ما يتعبد الله به عباده من فعل الأوامر واجتناب النواهي، ومتى وقع للعبد عدم استطاعة في فعل تكليف من التكاليف الشرعية، لمرض مثلًا فإن التكليف يسقط عنه؛ ما دام قد ثبتت عدم استطاعته.

والابتلاءات ومصاعب الحياة موضع للتكليف من جهة وجوب الصبر عليها، والصبر هو عدم السخط على أقدار الله، والتسليم بوقوعه بمشيئة الله.

والصبر بهذا المعنى: موقف نفسي، يتعلق بقبول أن ما حصل قد حصل، وأن الله يفعل ما يشاء، وأنه سبحانه لا يُسأل عما يفعل، ويحبس الإنسان نفسه عن الاعتراض على تقدير الله بحصول ما قد حصل.

ولا يسقط التكليف بالصبر قط، ولا يمكن أن يكون الصبر خارجًا عن حد الاستطاعة؛ لأنه ببساطة مجرد وجهة نظر فيما قد حصل، منظور ذهني ونفسي، وليس تكليفًا بدنيًا مثلًا، ولو لم يصبر الإنسان فلن يتغير في الواقع شيء؛ ولأجل ذلك، فالصبر هو خير خيارات الإنسان، ولا يسقط عنه قط.

يقول الشيخ ابن عثيمين في "تفسير العثيمين: غافر" (ص508-510) : "أما معنى الصبر لغة فهو الحبس، ومنه قولهم: قُتِلَ فلانٌ صبرًا، أي: حبسًا؛ أي: أُمْسِكَ ثم قتل.

لكنه في الاصطلاح الشرعي أخصُّ من مُطْلَقِ الحبس فهو: حبس النفس عما يُسْخِط الله تعالى فيما يُرضِي الله" ثم قال: "أقدار الله عز وجل المؤلمة هي التي لا تلائم النفس، إما بفوات محبوب وإما بحصول مكروه، فيحبس الإنسانُ نفسه في هذا الأمر، وهو أقل أقسام الصبر رتبة؛ لأنه يأتي بغير اختيار الإنسان.

الصبر على الطاعة باختيار الإنسان، وعن المعصية باختيارك.

لكن على الأقدار؟ لا، ليس بملكك أن تمنع ما قدَّر الله عليك من فوات محبوب، أو حصول مكروه.

ولهذا قال بعض السلف عند حلول المصائب: إما أن تَصْبِرَ صبر الكرام، وإما أن تسلو سُلُوَّ البهائم، وقس نفسك، تأتيك المصيبة اليوم أكبر من الجبال، وأحرَّ من النيران، ثم تخف شيئًا فشيئًا حتى لا تكاد تذكرها.

إذن إما أن تصبر وتحتسب، وإما أن تسلو حتى لو تسخَّطْتَ؛ فالمآل إلى نسيانها، وإما أن يسلوَ الإنسان سُلُوَّ البهائم".

ثم قال رحمه الله: "وهذا القسم الثالث من أقسام الصبر: الصبر على أقدار الله عز وجل المؤلمة؛ يكون بالأمور الآتية: حبس اللسان عن التَّسخط، لا يتسخط؛ يقول: أصابني الله بكذا، ولم يصب فلانًا، أصابني بالفقر، والناس أغنياء، أصابني بالمرض، والناس أصحاء، وما أشبه ذلك، لا يقول هكذا، لا يقول: واويلاه، واثبوراه، واانقطاع ظهراه، وما أشبه ذلك، لا يقول هذا؛ لأن هذا منافٍ للصَّبر، الإخبار بما أصاب الإنسان، من مصيبة دون التشكي، وقع هذا من النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث قال: (بل أنا وارأسا) [أخرجه البخاري(5666)]، ولا حرج.

يعني هناك فرق بين شخص يتكلم بما أصابه تسخطا أو شكاية لمخلوق، وبين شخص يخبر عما أصابه، فقط مجرد خبر، والأعمال بالنيات.

الثاني: حبس الجوارح عند المصيبة عن فعل ما لا يجوز، وما ينبئ عن الغضب؛ مثل: شق الجيوب، لطم الخدود، نتف الشعور، وما أشبه ذلك.

هذا أيضا مناف للصبر، ولهذا تبرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- من فاعله فقال: (ليس منا من شق الجيوب، ولطم الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية).

[أخرجه البخاري(1294)].

الثالث: وهو حبس القلب عن كراهة ما قدر الله سبحانه وتعالى، وهذا أعظمها وأدقها، قد يرى الإنسان الضعيف المخلوق المملوك المدبر، قد يرى أن ربه ظلمه -والعياذ بالله- دون أن يتكلم ودون أن يفعل، لكن قلبه مملوء على الله سخطا، من السخط ورؤية أن الله تعالى ظلمه، أو ما أشبه ذلك، هذا يجب أيضا أن يتخلى القلب عنه، وهذا أخطر ما يكون بالنسبة للصبر على الأقدار، اتل قول الله -عز وجل-: ومن الناس من يعبد الله على حرف الحج/11، حرف يعني: طرف، ليست عبادة راسخة فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين الحج/11.

وهذا يشمل فتنة المصائب، وفتنة الشبهات، من الناس من يؤمن بالله واليوم الآخر، لكنه على طرف، إن أصابه خير ولم يناقشه أحد أو يجادله أحد: مشى، وإن جاء أحد يشككه في هذا الأمر شك، فانقلب على وجهه؛ خسر الدنيا والآخرة، ومن الناس أيضا من يكون في نعمة، قد أنعم الله عليه بالأموال والأولاد وما يحتاج إليه من الدنيا أو يكملها، فأصيب بحادث فقد أهله به كلهم.

فمن الناس من إذا كان يعبد الله على حرف يسخط على الله، ويكره قضاء الله، كراهة سخط، ليس كراهة أنه يتمنى ما لم يصبه، لا، إنما يتسخط على ربه، وهذا من جهل الإنسان، أنت ملك لله -عز وجل- هذا الرب الكريم الذي إذا أصابك بسراء فشكرت أثابك، وإن أصابك بضراء فصبرت أثابك.

كيف تسخط على هذا الرب الكريم وأنت ملكه وعبده، يتصرف فيك بما شاء، وله الحكمة فيما فعل؟ ! وظيفتك الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء" انتهى.

ثالثًا: يحصل خلط عند الناس فيتصورون أن الصبر هو عدم التألم، أو أن الصبر هو عدم الحزن، أو أن الصبر هو اجتياز الأمور الصعبة والنجاح فيها، وهذا كله غير صحيح، وقد قال رسول الله لما قبض الله ولده إبراهيم: (إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) أخرجه البخاري(1303).

فإن أقبل الإنسان على تعلم الصينية فشق ذلك عليه ولم يستطعه، هل يقع ذلك؟ نعم فتعلم الصينية ليس تكليفًا شرعيًا، والتكليف هو وجوب صبر الإنسان على عدم نجاحه هنا؛ فلا يسخط أقدار الله.

وليس مما ينافي الصبرَ أن يتألم لفوات ذلك، ولا يلزم الإنسان أن يظل يكافح في ذلك ويقول ذلك في وسعي طالما الله كلفني به؛ لأنه ببساطة الله لم يكلفه بتعلم الصينية، قد يكون تعلمها في وسعه لو بذل جهدًا مضاعفًا، لكن هذه مسألة تتعلق بإدارة الإنسان لذاته، وموازنته لأولويات حياته وما يحب أن يبذل فيه جهده ويقضي فيه وقته، والناس يتفاوتون في طاقاتهم وقدراتهم هذا ثابت لا شك فيه، وكل ذلك لا يتعلق بتكاليف الشريعة ولا دخل لها فيه.

والله أعلم.
.



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | ضعف العضلات من القدم وحتى الرأس
- سؤال وجواب | أول من عدا به فرسه في سبيل الله
- سؤال وجواب | من الأحاديث التي لا تصح نسبتها إلى سيد المرسلين
- سؤال وجواب | كيف أسترد قدرتي على الحفظ والاستيعاب؟
- سؤال وجواب | هل عدم انتظام الدورة الشهرية يؤثر على الخصوبة؟
- سؤال وجواب | أعاني من عدم انتظام الدورة الشهرية، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | ما سبب اضطراب الدورة ووجود أكياس ماء على المبايض؟
- سؤال وجواب | لا بأس بالدعاء بالرزق الكثير بغير حساب، بآدابه المشروعة
- سؤال وجواب | حديث(خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء)
- سؤال وجواب | معنى "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن"
- سؤال وجواب | أحكام من حلف يمينا واحدة أو أيمانا على أجناس مختلفة، وحنث
- سؤال وجواب | حرمة التجسس على الزوج وإساءة الظن به بغير مسوغ
- سؤال وجواب | أكلم نفسي كثيرا وأشرد ذهنيا. ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | لا يجوز للأب الرجوع فيما وهبه لابنه بعد موت الابن
- سؤال وجواب | هل تنصحوني بأخذ أطفالي معي إلى الحج؟
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/09/22




كلمات بحث جوجل