مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | إشكال حول اختلاف نظم الآيات ، في قصة واحدة ، بين سورة وأخرى
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | لماذا خص الله "الناس والحجارة" بأنهم وقود جهنم ؟- سؤال وجواب | ألحقت ابني بالدراسة في سن مبكرة وأشعر بالذنب لذلك!
- سؤال وجواب | من حلف على يمين ورأى غيرها خيرا منها
- سؤال وجواب | حكم العمل في شركة أحد فروعها ينتج الخمر
- سؤال وجواب | هل يشمل قوله تعالى (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) الأمور الدنيوية؟
- سؤال وجواب | لم أستطع ثني الركبة بشكل كامل بعد بعد عملية تثبيت الكسر!
- سؤال وجواب | هل يعمل دواء الإنديرال على زيادة ضربات القلب؟
- سؤال وجواب | نذر صوم الدهر ثم عجز عن الوفاء
- سؤال وجواب | النذر المعلق على شرط يجب الوفاء به إن حصل ما علق عليه
- سؤال وجواب | قلق وتشاؤم وخوف من الأمراض. أرشدوني إلى العلاج المناسب بدون آثار جانبية؟
- سؤال وجواب | متزوجة منذ أشهر ولم أحمل، فهل اضطراب الدورة هو السبب؟
- سؤال وجواب | هل يسبب دواء كويتابكس زيادة في الوزن؟
- سؤال وجواب | يرغب بشرح آية من سورة المائدة
- سؤال وجواب | مذاهب أهل العلم فيمن حلف على ترك أمر ففعله ناسيا
- سؤال وجواب | حكم خلط النحاس بالحلي المعاد تصنيعه
أرجو الرد على شبهة من يدعي تعارض الآية ) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ( ، والآية ) قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (، وتعارض الآية ( قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) والآية ( قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) .
.
الحمد لله.
أولا : الآيات التي تسأل عنها هي : قول الله تعالى : ( قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ، يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ، قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) الأعراف/ 109 – 112.
وقول الله تعالى : ( قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ، يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ، قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ) الشعراء 34 – 37.
ففي سورة الأعراف نسب القول للملأ ، وفي سورة الشعراء نسب لفرعون ، وهذا ليس تعارضا ، لأن الجميع قد قالوا هذا القول ، ومن شأن الحاشية أن تردد كلام ملكها ، فهم جميعا قالوا : (إن هذا لساحر عليم).
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : "( قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ، يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ) أي : قال الملأ - وهم الجمهور والسادة من قوم فرعون - موافقين لقول فرعون فيه ، بعد ما رجع إليه روعه ، واستقر على سرير مملكته بعد ذلك ، قال للملأ حوله -: ( إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) فوافقوه وقالوا كمقالته ، وتشاوروا في أمره ، وماذا يصنعون في أمره.
".
انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 3 / 455 ).
وقال أبو حيان الأندلسي رحمه الله تعالى : " ( قَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) وفي الشعراء : ( قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ).
والجمع بينهما : أن فرعون وهم قالوا هذا الكلام ، فحكى هنا قولهم ، وهناك قوله.
أو قاله ابتداء ، فتلقفه منه الملأ ، فقالوه لأعقابهم ، أو قالوه عنه للناس على طريق التبليغ ، كما تفعل الملوك ؛ يرى الواحد منهم الرأي ، فيكلم به من يليه من الخاصة ، ثم تبلغه الخاصة العامة " انتهى من " البحر المحيط " ( 4 / 358 ).
فإن قيل : إذا كانوا كلهم قد قالوه ، فما وجه مناسبة تنويع نسبة هذا القول ، فمرةً نسب إلى فرعون ، ومرة أخرى إلى الملأ ؟ فالجواب : أن نسبة القول جاءت في كل موضع موافقة لسياق القصة.
ففي سورة الأعراف ذكر الملأ في بداية القصة وأن موسى عليه السلام أرسل إليهم ، فناسب ذلك أن يذكر ردهم حين خاطبهم موسى عليه السلام ، وأراهم الآيات.
وأما في سورة الشعراء ، فلم يذكر فيها الملأ.
قال الله تعالى : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ) الأعراف/ 103.
قال أبو جعفر بن الزبير الغرناطي رحمه الله تعالى : " بقى السؤال عن جه اختصاص كل سورة بما خصت به ؟ والجواب أنه لما تقدم في سورة الأعراف قوله تعالى : ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) ، فوقع ذكر الملأ مبعوثا إليهم مع فرعون ، ناسب ذلك أن يذكروا في الجواب حتى يكون في قوة أن لو قيل : بعث إليهم وخوطبوا ، فقالوا ، ولم يكن ليناسب " بعث إليهم " فقال : فرعون.
فإن قيل: فقد قيل في الأعراف : ( إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ ) فقدم فرعون ، فهو أعمد من الملأ لأنهم أتباعه وآله ، فلِمَ لمْ يُبنَ الجواب على ذلك فيقال " قال فرعون " ؟ فالجواب : أنه لو قيل : قال فرعون لبقى التشوف إلى تعريفهم قول الملأ وهم قد بعث إليهم وخوطبوا ولابد من تعرف جوابهم.
ثم قال : " ولما تقدم في سورة الشعراء قوله : ( فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ ) ثم جرى ما بعد المحاورة ومراجعة الكلام بين موسى ، عليه السلام ، وفرعون ، ولم يقع الملأ هنا ، ناسب ذلك قوله " قال فرعون " لأنه الذى راجع وخوطب ، فجاء كل على ما يناسب ".
انتهى من " ملاك التأويل " ( 1 /214- 215 ).
وقال البقاعي رحمه الله تعالى : "( إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ) أي شديد المعرفة بالسحر ، وخص في هذه السورة إسناد هذا الكلام إليه ، لأن السياق كله لتخصيصه بالخطاب ، لما تقدم.
ولا ينفي ذلك أن يكون قومه قالوه إظهاراً للطواعية - كما مضى في الأعراف ".
انتهى من " نظم الدرر في تناسب الآيات والسور " ( 14 / 29 ).
ثانيا : قال الله تعالى في سورة الأعراف : ( قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) الأعراف/106.
وقال سبحانه في سورة الشعراء : ( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ، قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) الشعراء /31.
ففي سورة " الأعراف " ( فَأْتِ بِهَا ) فأنث الضمير لأنه راجع إلى لفظ ( آيَةٍ ) وهي مؤنثة.
وفي سورة " الشعراء " ( فَأْتِ بِهِ ) فذكّر الضمير لأنه راجع إلى ( شَيْءٍ مُّبِينٍ ) وهو لفظ مذكَّر.
ولعل وجه الإشكال عند السائل هو : أن الواقعة واحدة ، ولا بدّ أن فرعون قال لفظا واحدا ، فلماذا جاء في القرآن بلفظين ؟ والجواب : من المعلوم ، أن الحوار بين موسى عليه السلام وفرعون لم يكن باللغة العربية ، وإنما كان بلغتهم ، وهذا القرآن قد نزل بلسان عربي مبين.
فالله سبحانه وتعالى يذكر لنا معنى الحوار الذي جرى بينهم ، وليس نفس ألفاظ الحوار لأن اللغتين مختلفتان.
ونقل معنى كلام ما ، إلى لغة أخرى : يجوز أن يُعبَّر عنه بأي لفظ يدل على المعنى ، ولا يشترط الالتزام بلفظ معين ، بل التنويع في التعبير ، مع الحفاظ على المعنى : هو من البلاغة المحمودة.
و " الآية "، "والشيء المبين " في لغة العرب : معناهما واحد ، وهو : كل ما يدل بوضوح على الحق ويميزه عن الباطل.
قال أبو جعفر بن الزبير الغرناطي رحمه الله تعالى في مسألة شبيهة بموضوعنا : " والجواب عن السؤال الأول : أن قول موسى ، عليه السلام ، لا توقف في أنه لم ترد حكايته إلا بالمعنى ، لاختلاف اللسانين كما تقدم ، وإذا تقرر كونها بالمعنى ، والترادف فيما بين اللغتين ، في كل لفظتين يراد بهما معنى واحد ، غير مطرد ؛ فلا إشكال في أن المعنى قد يتوقف حصوله ، على الكمال ، على تعبيرين أو أكثر ، لا سيما مع ما في اللسان العربي من الاشتراك والعموم والخصوص والإطلاق والتقييد والحقيقة والمجاز ، وغير ذلك من عوارض الألفاظ ، فكيف ينكر اختلاف التعبير عن المعنى الواحد بألفاظ وعبارات مختلفة ؟! بل نقول : إنه لو كان المحكي قولاً عربياً ، وحكي بالمعنى : لما استُنكر اختلاف العبارة ، فكيف مع اختلاف اللسانين ؟ " انتهى من " ملاك التأويل " ( 2 / 337).
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم : (
140060
).والله أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | لم أستطع ثني الركبة بشكل كامل بعد بعد عملية تثبيت الكسر!- سؤال وجواب | هل يعمل دواء الإنديرال على زيادة ضربات القلب؟
- سؤال وجواب | نذر صوم الدهر ثم عجز عن الوفاء
- سؤال وجواب | النذر المعلق على شرط يجب الوفاء به إن حصل ما علق عليه
- سؤال وجواب | قلق وتشاؤم وخوف من الأمراض. أرشدوني إلى العلاج المناسب بدون آثار جانبية؟
- سؤال وجواب | متزوجة منذ أشهر ولم أحمل، فهل اضطراب الدورة هو السبب؟
- سؤال وجواب | هل يسبب دواء كويتابكس زيادة في الوزن؟
- سؤال وجواب | يرغب بشرح آية من سورة المائدة
- سؤال وجواب | مذاهب أهل العلم فيمن حلف على ترك أمر ففعله ناسيا
- سؤال وجواب | حكم خلط النحاس بالحلي المعاد تصنيعه
- سؤال وجواب | أعاني من تساقط شعر شديد جدا وحكة وقشرة كثيرة في الشعر
- سؤال وجواب | هل يجب إبرار قسم من أقسم بحق لا إله إلا الله وبحق محمد
- سؤال وجواب | التسوية بين الأولاد الذين ولدوا بعد الهبة وبين إخوتهم الكبار
- سؤال وجواب | حكم الشرب من الكوب المكتوب عليه اسم الله
- سؤال وجواب | لا يجوز التشاؤم من شخص
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا