مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | كان يحيى عليه السلام معصوما من الذنوب
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | ما طرق انتقال فيروس الكبد الوبائي (C) وكيفية الوقاية منه؟- سؤال وجواب | الموكل إذا لم يدفع الثمن للبائع فهل يضمنه الوكيل
- سؤال وجواب | هل يرى المحتضر ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب ؟
- سؤال وجواب | لدي تعسر في تفاصيل الحياة جميعها. ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | هل الحجامة تؤثر على كهرباء المخ؟
- سؤال وجواب | فقدت ثقتي بنفسي بسبب مشاكل والدي الدائمة!
- سؤال وجواب | بات الحزن يلازمني دائماً من إهمال أبي وفراغي العاطفي، ما الحل؟
- سؤال وجواب | هل يجوز أن يقال : فلان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم ؟
- سؤال وجواب | ما العلاج البديل لبوسبار لعلاج القلق؟
- سؤال وجواب | هل يلزم الوفاء بنذر اللجاج
- سؤال وجواب | هل يسبب دواء سيبروفلوكساسين تليفا بالكبد؟
- سؤال وجواب | ما هي طريقة التعامل مع الآثار الانسحابية لعلاج (الزيروكسات)؟
- سؤال وجواب | التغير المفاجئ في طباع المرأة وطلبها الطلاق
- سؤال وجواب | حامل وعندي إمساك شديد لا يفارقني!
- سؤال وجواب | هل يلزم فرض الكفاية بالنذر
هل سمع أحد أن نبي الله يحيى قد بلغ درجة الكمال كما كان عيسى عليه السلام ؟ وقد كان عيسى رجلا كاملا حيث لم يرتكب أية أخطاء أو ذنوب ، فهل كان يحيى عليه السلام أو إلياس عليه السلام مثل عيسى في بلوغ الكمال؟ وماذا تعنى هذه الآية : (وسلام عليه يوم ولد) كما قال في حق عيسى؟.
الحمد لله.
أولاً : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كلهم في ذروة الكمال البشري ؛ فهم صفوة البشر ، وهم أعلم الخلق بالله ، وأخوفهم منه ، وأتقاهم له ، وهم أطهر العباد قلوباً ، ولهذا اصطفاهم الله تعالى وجعلهم أمناءه على وحيه ورسالاته ، قال الله تعالى : (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) الأنعام/124 ، وقال تعالى : (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنْ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنْ النَّاسِ) الحج/75.
قال السعدي رحمه الله : "أي : يختار ويجتبي من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً ، يكونون أزكى ذلك النوع وأجمعه لصفات المجد وأحقه بالاصطفاء ، فالرسل لا يكونون إلا صفوة الخلق على الإطلاق ، والذي اختارهم واجتباهم ليس جاهلاً بحقائق الأشياء ، أو يعلم شيئاً دون شيء ، وإن المصطفي لهم السميع البصير ، الذي قد أحاط علمه وسمعه وبصره بجميع الأشياء ، فاختياره إياهم عن علم منه أنهم أهل لذلك ، وأن الوحي يصلح فيهم ، كما قال تعالى : (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ) " انتهى من "تفسير السعدي" (546).
غير أن الكمال درجات ، والله تعالى جعل بعض الرسل أكمل من بعض ، وفَضَّل بعضهم على بعض ، كما قال تعالى : (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) الإسراء/55 ، وقال : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ) البقرة/253.
فالرسل هم أكمل البشر ، وأكملهم هم أولو العزم الخمسة ، وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام ، وأفضلهم الخليلان : إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام ، وأفضلهما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
ثانياً : أما عصمة يحيى عليه السلام من الذنوب وكونه لم يرتكب معصية ، فقد ورد في السنة ما يدل على ذلك، وفي القرآن ما يشهد له.
قال الله تعالى عن عبده ونبيه زكريا عليه السلام : ( فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ) آل عمران / 39.
فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن معنى (حَصُورًا) هو الذي لا يأتي النساء ، وذهب آخرون إلى أنه المعصوم من الذنوب.
قال السعدي رحمه الله : "هذا المبشر به وهو يحيى ، سيد من فضلاء الرسل وكرامهم : و"الحصور" ، قيل : هو الذي لا يولد له ، ولا شهوة له في النساء ، وقيل : هو الذي عصم وحفظ من الذنوب والشهوات الضارة ، وهذا أليق المعنيين" انتهى.
وقال القاضي عياض رحمه الله : "معناه : أنه معصوم من الذنوب ، أي : لا يأتيها ، كأنه حُصر عنها ، وقيل : مانعا نفسه من الشهوات ، وقيل : ليست له شهوة في النساء" انتهى من "الشفا" (1/88).
وقد أثنى الله تعالى على يحيى عليه السلام ثناءً حسنا فقال تعالى : (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) مريم / 12 – 15.
فقوله : ( وزكاةً ) قال ابن جرير رحمه الله : "هو الطهارة من الذنوب ، واستعمال بدنه في طاعة الله.
ثم نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : (وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا) قال : "طهر فلم يعمل بذنب" انتهى من"تفسير الطبري" (18/159).
وروى الإمام أحمد (2294) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ما من أحد من ولد آدم إلا قد أخطأ ، أو همّ بخطيئة ؛ ليس يحيى بن زكريا) وصححه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند ، والألباني في "الصحيحة" (2984) ، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : "رواه البزار ورجاله ثقات" ، وانظر : "التلخيص الحبير" (4/481).
قال الإمام الشافعي رحمه الله : "لا نعلم أحداً أعطي طاعة الله حتى لم يخلطها بمعصية إلا يحيى بن زكريا" .
انتهى من "مختصر تاريخ دمشق" (8 / 195).
وينظر : و"سبل السلام" (4 / 180).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "ما من بني آدم إلا من أخطأ ، أو هم بخطيئة ، إلا يحيى بن زكريا" انتهى من"مجموع الفتاوى" (14/461).
وأما عيسى عليه السلام ، ففي حديث الشفاعة الطويل ، حينما يعتذر كل نبي عن الشفاعة عند ربه ، إجلالا له في هذا المقام ، وهيبة من نفسه أن يكون أهلا لذلك المقام : ( فَيَأْتُونَ عِيسَى، فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي المَهْدِ صَبِيًّا، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ الأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ.
) رواه البخاري(4712) ومسلم (194).
فهذا يحتمل أنه لم يذكر ذنبا ، لأنه لا ذنب له ، كما هو الظاهر.
ويحتمل أنه لم يذكره في هذا المقام ، لأن الله تعالى أخبره بمغفرته لذنبه في الدنيا.
فالله أعلم.
ثالثا : أما قوله تعالى : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ) فقال الطبري رحمه الله : " يقول : وأمان من الله يوم ولد ، من أن يناله الشيطان من السوء ، بما ينال به بني آدم ، وذلك أنه رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (كُلُّ بَنِي آدَمَ يَأْتي يَوْمَ القِيامَةِ وَلَهُ ذَنْبٌ إلا ما كانَ مِنْ يَحْيَى بنِ زَكَريَّا).
وقوله : (وَيَوْمَ يَمُوتُ) يقول : وأمان من الله تعالى ذكره له من فَتَّاني القبر ، ومن هول المطلع (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) يقول : وأمان له من عذاب الله يوم القيامة ، يوم الفزع الأكبر ، من أن يروعه شيء ، أو أن يفزعه ما يفزع الخلق" انتهى باختصار من"تفسير الطبري" (18/160-161).
وقال الشنقيطي رحمه الله : "قال ابن جرير : وسلام عليه أي أمان له.
وقال ابن عطية : والأظهر عندي أنها التحية المتعارفة ، فهي أشرف من الأمان ، لأن الأمان متحصل له بنفي العصيان عنه وهو أقل درجاته ، وإنما الشرف في أن سلم الله عليه وحياه في المواطن التي الإنسان فيها في غاية الضعف والحاجة ، وقلة الحيلة والفقر إلى الله تعالى عظيم الحول.
انتهى كلام ابن عطية.
ومرجع القولين إلى شيء واحد ؛ لأن معنى سلام : التحية والأمان والسلامة مما يكره.
وإنما خص هذه الأوقات الثلاثة بالسلام التي هي وقت ولادته ، ووقت موته ، ووقت بعثه ، في قوله : (يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) ؛ لأنها أوحش من غيرها.
والظاهر أن سلام الله على يحيى في قوله : (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ .
) الآية ، أعظم من سلام عيسى على نفسه في قوله : (وَالسَّلَامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً) كما هو ظاهر" انتهى مختصرا من"أضواء البيان" (3/381- 382).
والسبب في أن السلام على يحيى كان أعظم من السلام على عيسى عليهما السلام ، أن السلام على يحيى كان من الله تعالى ، والسلام على عيسى كان من نفسه هو عليه السلام.
أما إلياس عليه السلام ، فهو نبي من بني إسرائيل ، قص الله علينا خبره في قوله عز وجل : (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) الصافات/123 – 131.
والله تعالى أعلم .
.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | هل يسبب دواء سيبروفلوكساسين تليفا بالكبد؟- سؤال وجواب | ما هي طريقة التعامل مع الآثار الانسحابية لعلاج (الزيروكسات)؟
- سؤال وجواب | التغير المفاجئ في طباع المرأة وطلبها الطلاق
- سؤال وجواب | حامل وعندي إمساك شديد لا يفارقني!
- سؤال وجواب | هل يلزم فرض الكفاية بالنذر
- سؤال وجواب | نذر إن شفاه الله أن يرسل أمه للعمرة، وأمه تتراخى
- سؤال وجواب | حكم من شك في حصول النذر من عدمه
- سؤال وجواب | هل التهابات البول تؤثر في الحمل؟
- سؤال وجواب | أهلي يسيئون التعامل معي. فماذا أفعل؟
- سؤال وجواب | هل الأعشاب لها خطر على الحمل
- سؤال وجواب | مذاهب العلماء فيمن حنث في نذره ناسيا.
- سؤال وجواب | هل هناك طريقة لتخفيف آعراض الدواء؟
- سؤال وجواب | أعاني عندما أتعب من دوار ورجفة وخفقة، ما سببها وعلاجها؟
- سؤال وجواب | نوى صيام شهر مدى الحياة وصام بعضه
- سؤال وجواب | متى يجب الوفاء بالنذر المعلق
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا