السلام عليكم.

دائماً يراودني كابوس مزعج، يقلقني على ابنتي، أحلم أنها تغرق أو تضيع مني، أو أبحث عنها ولا أجدها، هذا يؤثر على نفسيتي، ماذا أفعل؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لاشك أن الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، وهذا الذي تحلمين به هو دليل على كثرة قلقك على ابنتك، أفكارك المخزونة في عقلك الباطني تظهر في شكل كوابيس، فعليك بالاستغفار، وعليك أن بالدعاء لابنتك، واسألي -الله تعالى- أن يحفظها، ولا تأخذي أبدًا بمثل هذا الذي تحلمين به، وتوكلي على الله ، ولن يصيبك أو يصيب ابنتك إلا ما كتب الله لكما، ولنا جميعًا، {قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنين}.

طبقي ما ورد في السنة المطهرة، لا تحكي هذه الأحلام، استعيذي -بالله تعالى- منها، اسألي الله تعالى خيرها، والاستعاذة من شرها، واتفلي ثلاثًا على يسارك، هذا هو الذي نصحنا به -صلى الله عليه وسلم- ويجب أن نتبعه حيث أن فيه الخير الكثير.

هذا الكابوس أو هذا الوسواس فيه أيضًا نوعًا من المحتوى الوسواسي، شعورك بأن ابنتك تغرق أو تضيع منك: هذه وساوس قلقية وليس أكثر من ذلك.

علّمي ابنتك أذكار الصباح والمساء، ولا تفرضي عليها حماية مطلقة، فهي في كنف الله ، وفي حفظه، قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله }، وقال: {والله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين} الحماية المطلقة كاستجابة لمثل هذه الأحلام السخيفة التي لا أساس لها، تؤدي إلى مشاكل تربوية كثيرة جدًّا في تطوير الطفل ونماء شخصيته ودرجة اعتماده على والديه.

أسأل -الله تعالى- أن يحفظ ابنتك، وأرجو أن تطمئني، وحتى تقللي من هذه الكوابيس -أيتها الفاضلة الكريمة- احرصي على أذكار النوم، هذا مهم جدًّا، وتجنبي النوم النهاري، ولا تتناولين الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، كما أن تناول الأطعمة ليلاً في وقت متأخر أو كانت الأطعمة دسمة هذا يؤدي إلى كوابيس سخيفة، فقليل الطعام إذا أخذ مبكرًا هذا أفضل، مع تجنب الدسم والدهون.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد..