السؤال :







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود في البداية أن أشكركم, وأسال الله أن يجزيكم كل خير.

سؤالي:
ما حكمة الله في أن غشاء البكارة يمكن أن يفض بجهل الفتاة ثم تتهم في شرفها وهي لم يمسسها بشر ولم تك بغيا؟ أما الشاب (فيعمل السبعة وذمتها) ولا يعاب؟

سادتي لقد أخطأت بحق نفسي, وكنت أدخل أصبعي بجهل, وبدافع الفضول,
وأنا الآن خائفة بعد أن مضى على تلك الحادثة 10 سنوات, وقد أرسلت لكم مشكلتي, وأشكركم على الرد الهادئ.

لكن سؤالي الآن: ماذا سيحدث لو أنني لم أكن بكراً؟ وماذا أفعل عندئذٍ؟

أرجوكم أفيدوني.















الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أثق بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك ، فأهلا وسهلا ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي ، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد في رسالتك, تسألين عن الحكمة من وراء غشاء البكارة الذي قد يحدث تمزق فيه رغم أن الفتاة لم يمسسها بشر ولم تكُ بغيًا كما ذكرت، وتقولين أن الشاب يفعل ما يفعل ولا يعاب ولا يعتب عليه، وتذكرين أنك أخطأت في حق نفسك بجهل منك تفعلين بعض الأشياء التي أدت إلى وجود حالة خوف منك الآن، رغم مرور عشر سنوات على هذا الأمر، وتسألين ماذا سيحدث لو أني لم أكن بكرًا؟ وماذا تفعلين عندئذ؟

أقول لك - أختي الكريمة الفاضلة - : أنت تعلمين أن الله الجليل جل جلاله سبحانه أخبرنا بقوله: {لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون} فلا ينبغي لأحد أن يوجه سؤالا إلى الله تبارك وتعالى بهذه الصفة التي وردت في رسالتك، ولذلك عليك أن تستغفري الله وتتوبي إليه.

ثانيًا: قال الله تبارك وتعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} وقال جل جلاله: {وخلق كل شيء فقدره تقديرًا} وقال سبحانه جل وعلا: {إن الله لا يظلم الناس شيئًا} وقال أيضًا: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة}. فإذن ثقي وتأكدي أن الله تبارك وتعالى لا يظلم أحدًا من خلقه مطلقًا، وذلك أيضًا كما ورد في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرَّمًا فلا تظالموا) فالله جل جلاله قد حرم على نفسه بنفسه الظلم، وحرمه على عباده أيضًا ونهاهم عنه، وبيّن أنه لا يحب الظالمين، إلى غير ذلك.

فشرع الله تبارك وتعالى قائم على العدل والحكمة والرحمة، والله تبارك وتعالى عندما جهز الفتاة أو المرأة بهذا الجهاز إنما جهزه سبحانه وتعالى لحكمة يعلمها جل جلاله وتقدست أسماؤه، وطبيعة الرجل تختلف عن طبيعة المرأة ولابد؛ ولذلك قال الله تعالى: {وليس الذكر كالأنثى} أقصد هنا أن مكونات جسد الرجل تختلف عن مكونات جسد المرأة، وهذا ليس معناه التمييز أو التفاضل ما بينهما، وإنما هذا خلقه الله ليؤدي رسالة، وهذه خلقها الله لتؤدي رسالة، فكل واحد يؤدي رسالته التي خلقه الله تبارك وتعالى من أجلها وهيأه له، فشاء الله تعالى أن يجعل للمرأة هذا الأمر، وشاء الله تبارك وتعالى أن يجعل للرجل هذا الأمر.

أما مسألة أنك أخطأت وكنت تدخلين أصبعك في هذا المكان بجهل منك وبدافع الفضول، فإن إدخال الأصبع قد لا يلزم منه هتك غشاء البكارة، لأن الأصبع في العادة يكون رفيعًا أو نحيفًا، ولا يسبب كثيرًا من التهتك في غشاء البكارة، وبذلك الأمر - إن شاء الله تعالى – الله تعالى سيكون عاديًا - بإذن الله تعالى – خاصة، وأن هناك قد مرَّ على هذا الأمر عشر سنوات وأنت لم تكرري هذا الأمر, ولم تتعمدي بعد ذلك إدخال أي آلة حادة, أو أي آلة قوية في هذا المكان أو أي شيء كبير, فإن شاء الله تعالى ثقي وتأكدي من أن الله جل جلاله سوف يستر عليك ولن يخزيك.

هناك أمر آخر وهو أن الله تبارك وتعالى الجليل جل جلاله يستر على عباده ما داموا صادقين, وما داموا بعيدين عن الحرام, وما دامت الفتاة تتمتع بالعفة والفضيلة والحياء، فإن الله جل جلاله يستر عليها.

أما هذه التي تلعب – والعياذ بالله تعالى – بعرضها, وتحاول أن تفسد المجتمع من حولها, فهذه قطعًا لا تستحق ستر الله جل جلاله؛ لأنها تجرأت على حدود الله ولم تستحي من الله تعالى, وعصت الله ورسوله.

أما أنت بهذا الحال، فما دام الحال كما ذكرت فثقي وتأكدي أن الأمر لا يستحق هذا الخوف، وأنه - بإذن الله تعالى – سوف يمر على خير، حتى على فرض أنه قد حدث بعض التهتك في غشاء البكارة فسيكون شيئًا غير ملاحظ، لماذا؟ لأنه كما ذكرت لأن الأصبع رفيع ولا يعمل عمل عضو الرجل أو غير ذلك.

بإخلاصك لله تبارك وتعالى, ومحافظتك على طاعة الله تعالى, وحيائك من أن تقعي في غضب الله تعالى؛ سوف يجعل الله لك ألف مخرج ومخرج، واعلمي أن الله لا يضيع أهله، وأن الله تبارك وتعالى حييٌ ستِّير، وأنه جل جلاله أمرنا أن يستر بعضنا على بعض، فثقي وتأكدي من أن الله سبحانه ما دمتِ صادقة في التزامك بشرعة والبعد عن المحرمات, وما دمتِ حييّة تستحين أن تفعلي ما يُغضب الله؛ فإن الله تعالى سوف يسترك الستِّير الجليل جل جلاله كما سترك في الدنيا سوف يسترك يوم الدخول، وسوف يجعل الأمر - بإذن الله تعالى – يمر بخير وإلى خير وعلى خير.

فعليك ألا تشغلي بالك بهذا الأمر الآن، وأن تركزي على علاقتك الحسنة مع الله تعالى، وأن تحافظي على حيائك الذي أكرمك الله تبارك وتعالى به، وأن تجتهدي قدر الاستطاعة بأن تبتعدي عن الإثارة ومواطنها وعن دواعيها حتى تظلين - بإذن الله تعالى – بخير وعافية، وتكرمين بزوج صالح يسعد بك وتسعدين به ومعه - بإذن الله تعالى - .

عليك بالدعاء أن يسترك الله جل جلاله بستره الذي لا ينكشف, حافظي على الصلوات في أوقاتها, أكثري من الاستغفار, أكثري من التوبة, واعلمي أن الله تبارك وتعالى لا يضيع أهله.

أسأل الله أن يسترنا وإياك بستره الذي لا ينكشف في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.