مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | الجمع بين حديث الجساسة وحديث : (أرأيتكم ليلتكم هذه .)
سمعت في أشراط الساعة أن المسيح الدجال حي إلى خروجه من حديث تميم الداري ، وأيضا حديث النبي رضي الله عنهما (أن كل من الأرض في عهده سيموتون خلال مائة سنة) ، واستدلوا بذلك أنه لا يوجد صحابي بعد سنة 110 ، سؤالي كيف يتم التوفيق بين الحديثين ؟ ولماذا لم يمت المسيح الدجال ؟ أعاذنا الله وإياكم من فتنته جميعا..
الحمد لله.
فهذا الحديث عام ، وحديث تميم خاص ، فيكون مستثنى من العموم ، أو أن الدجال كان يومئذ في البحر ، لا على الأرض ، فلا يشمله حديث ابن عمر.
قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في "أضواء البيان" (3/397) في الجواب على من قال بحياة الخضر محتجا بأن العموم ليس نصا في الاستغراق ، يعني العموم في قوله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ ) قال : " لأن الدجال أخرجه دليل صالح للتخصيص ، وهو حديث ثابت في الصحيح من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، سمعت النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه حدثه به تميم الداري ، وأنه أعجبه حديث تميم المذكور ، لأنه وافق ما كان يحدث به أصحابه من خبر الدجال " ثم ذكر حديث تميم ، ثم قال : " فهذا نص صريح في أن الدجال حي موجود في تلك الجزيرة البحرية المذكورة في حديث تميم الداري المذكور ، وأنه باق وهو حي حتى يخرج في آخر الزمان ، وهذا نص صالح للتخصيص يخرج الدجال من عموم حديث موت كل نفس في تلك المائة.
والقاعدة المقررة في الأصول : أن العموم يجب إبقاؤه على عمومه ، فما أخرجه نص مخصِّص خرج من العموم وبقي العام حجة في بقية الأفراد التي لم يدلّ على إخراجها دليل ، كما قدمناه مراراً وهو الحق ومذهب الجمهور ، وهو غالب ما في الكتاب والسنة من العمومات يخرج منها بعض الأفراد بنص مخصِّص ، ويبقي العام حجة في الباقي" انتهى.
والله أعلم..
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا