مجموعة نيرمي الإعلامية

اخر المشاهدات
مواقعنا
الاكثر بحثاً

مجموعة نيرمي الإعلامية




سؤال وجواب | الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض

اقرأ ايضا

-
سؤال وجواب | هل يشرع للحاكم فرض الحجاب على غير المحجبة وسن قانون يعاقب من يخالف ذلك؟
- سؤال وجواب | أصبحت غير اجتماعية وأحس بضيق وتوتر، ما نصيحتكم؟
- سؤال وجواب | أعاني من ارتفاع ضغط الدم وفوبيا المرض، فما العلاج؟
- سؤال وجواب | حكم إزالة الخال والشامة
- سؤال وجواب | أجوبة حول نعيم القبر وعذابه
- سؤال وجواب | كيف أنزع الخوف من ولدي الذي لا يستطيع أن ينام لوحده؟
- سؤال وجواب | هل يجوز إبدال السين صادا في كلمات القرآن مطلقا؟
- سؤال وجواب | اشتراط الخاطب أن تكون المخطوبة ذات حلي
- سؤال وجواب | عدة الزوجة إذا طلقها زوجها في طهر جامعها فيه
- سؤال وجواب | هل يستدل بصوت الديك على طلوع الفجر
- سؤال وجواب | تدخر مالا بنية الصدقة بدون تحديد وقت إخراجها
- سؤال وجواب | حكم من ترك المبيت بمنى
- سؤال وجواب | عذاب القبر وضمة القبر
- سؤال وجواب | أعيش بين وساوس الأمراض والشعور بالخمول والتعب
- سؤال وجواب | عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة المتواترة
آخر تحديث منذ 1 ساعة
15 مشاهدة

الله تعالى يعرف تغير الأنفس قبل أن تتغير فلماذا ونحن أجنة في بطون أمهاتنا ونولد ونحن فقراء ثم يغنينا الله ؟ لماذا هذا الانتظار من الله تعالى ؟ لماذا لا نولد ونحن أغنياء ؟ كذلك الغني يولد وهو غني ثم يتغير حاله ويصبح فقيرا ، لماذا لا يغير أنفسنا مباشرة منذ كنا أجنة ؟ أتمنى أن ألقى الإجابة الوافية التي تذهب هذا الإشكال عني ..

الحمد لله.

سؤالك عن الحكمة من تغيير حال الإنسان من غنى إلى فقر ، أو من فقر إلى غنى ، وقد كان الله قادرا على أن يجعله على صفة واحدة منذ كان جنينا ، جوابه من وجهين : الأول : أن الله سبحانه هو الخالق العليم الحكيم الخبير ، فلا يُسأل عما يفعل.

لا يقال : لماذا فعل الله كذا ، ولماذا لم يفعل كذا ؟ لأنه سؤال من عبد ضعيف قاصر عاجز ، لرب عظيم قادر حكيم فعال لما يريد ، ولهذا قال الله سبحانه : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء/23 ، وقال تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/68 ، وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/46 ، فهذا هو الأدب مع الله ، أن يؤمن العبد بحكمته ، وأن يسلّم لأمره ، وألا يعترض على خلقه واختياره وتدبيره.

الثاني : أننا مع قصور علمنا ، ندرك وجود حِكَمٍ عظيمةٍ بالغة من هذا التغير الذي يعتري الإنسان ، وينقله من حال إلى حال ، كحال الغنى إلى الفقر ، أو الصحة إلى المرض ، أو عكس ذلك ، ومن هذه الحِكم : 1- ابتلاء العبد واختباره حين يتغير حاله ، هل يصبر عند البأساء ، ويشكر عند السراء ، وهذا الامتحان لا ينجح فيه إلا أهل الإيمان ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999).

وأما ضعاف الإيمان فإنهم يطغون عند حصول النعمة ، فينسون الشكر ، ويجزعون عند النقمة ، فيفوتهم الصبر.

2- أن يظل العبد معلقا قلبه بالله تعالى ، مدركا أن ما هو فيه من النعمة والغنى إنما هو رزق من عند الله ، وأن الله قد يغير حاله ، ويبدل أمره ، فيظل مستمسكا بأمر الله ، حذِرا من الوقوع في معصية الله.

3- أن لا ييأس صاحب البلاء والفقر والمرض ، بل يعلم أن ربه عظيم قدير ، يغير الإنسان من حال إلى حال ، فكم من مريض أضحى صحيحاً ، وكم من فقير أمسى غنيا ، ولو كان الإنسان يثبت على حال واحد ، لما كان لهذا المبتلى من رجاء ولا رجاء.

4- أن هذا التغيير جزء من الابتلاء الذي أقيمت عليه الحياة الدنيا ، يُبتلى فيها الإنسان بالخير والشر ، والسراء والضراء ، والنعمة والبأساء ، حتى ينتقل إلى دار الجزاء ، فهناك سعادة أبدية ، أو شقاوة سرمدية ، كما قال سبحانه : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء/35 ، وقال تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) الإنسان/2 ، وقال تعالى : (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) هود/105.

5- أن هذا التغيير فيه تذكير لأهل الغفلة ، وتنبيه لأهل المعصية ، حتى يرجعوا إلى ربهم ، ويتوبوا إلى بارئهم ، ويعلموا أن لهم ربا عظيما يأخذ بالذنب ويعاقب عليه ، كما قال الله سبحانه : ( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الأعراف/168 ، وقال تعالى : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) الأعراف/130 ، وقال تعالى : ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام/43 ، وقال تعالى : ( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ) التوبة/126 ، فبين أن هذه الفتنة إنما هي لدعوتهم للتوبة والذكرى.

إلى غير ذلك من الحكم التي يعلمها الخالق العليم الحكيم الخبير.

ومن كلام ابن القيم رحمه الله : " : أنه سبحان يجب أن يشكر ، ويحب أن يشكر ، عقلا وشرعا وفطرة.

فوجوب شكره أظهر من وجوب كل واجب.

وكيف لا يجب على العباد حمده وتوحيده ومحبته وذكر آلائه وإحسانه وتعظيمه وتكبيره والخضوع له والتحدث بنعمته والإقرار بها بجميع طرق الوجوب ؟ فالشكر أحب شيء إليه وأعظم ثوابا ، وإنه خلق الخلق وأنزل الكتب وشرع الشرائع وذلك يستلزم خلق الأسباب التي يكون الشكر بها أكمل.

ومن جملتها : أن فاوت بين عباده في صفاتهم الظاهرة والباطنة ، في خلقهم وأخلاقهم وأديانهم وأرزاقهم ومعايشهم وآجالهم فإذا رأى المعافى المبتلى ، والغنيُّ الفقيرَ ، والمؤمنُ الكافرَ ، عظم شكره لله ، وعرف قدر نعمته عليه ، وما خصه به وفضّله على غيره ، فازداد شكرا وخضوعا واعترافا بالنعمة.

ولولا خلق القبيح لما عرفت فضيلة الجمال والحسن ، ولولا خلق الظلام لما عرفت فضيلة النور ، ولولا خلق أنواع البلاء لما عرف قدر العافية ، ولولا الجحيم لما عرف قدر الجنة.

ولو جعل الله سبحانه النهار سرمدا لما عُرف قدره ، ولو جعل الليل سرمدا لما عرف قدره ، وأعرف الناس بقدر النعمة من ذاق البلاء ، وأعرفهم بقدر الغنى من قاسى مرائر الفقر والحاجة.

ولو كان الناس كلهم على صورة واحدة من الجمال لما عرف قدر الجمال.

وكذلك لو كانوا كلهم مؤمنين لما عرف قدر الإيمان والنعمة به ، فتبارك من له في خلقه وأمره الحكم البوالغ ، والنعم السوابغ " انتهى من "شفاء العليل" ص 443.

والله أعلم ..



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- سؤال وجواب | الشيطان يوحي للعبد أنه بمأمن من الفتنة
- سؤال وجواب | أمي تقسو على أحفادها بشدة، فهل وقوفي ضدها من العقوق؟
- سؤال وجواب | ولدي كثير الكذب رغم أني أحن عليه فماذا أفعل
- سؤال وجواب | لا يعجل نعيم الجنة في البرزخ إلا للشهيد
- سؤال وجواب | لدي العديد من المشاكل، فما سبب ذلك؟
- سؤال وجواب | أمور البرزخ والآخرة لاتقاس على أمور الدنيا
- سؤال وجواب | قد يعاين بعض الناس عذاب القبر أو نعيمه
- سؤال وجواب | فكرتي تجاه الزواج لم تتغير.
- سؤال وجواب | أمارس العادة السرية وملامحي تظهرني أكبر من زملائي
- سؤال وجواب | أعاني من صعوبة البلع والإحساس بالغثيان، ما العلاج؟
- سؤال وجواب | الطريقة الصحيحة للتطهر من المني الخارج بدون شهوة
- سؤال وجواب | حكم استرداد ترجمة القرآن المحتوية على نصه من الكافر
- سؤال وجواب | ضغوطات مادية قلبت حياتي رأسًا على عقب، فبماذا تنصحوني؟
- سؤال وجواب | البهائم تسمع أصوات المعذبين في قبورهم
- سؤال وجواب | أحوال الموتى من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بالوحي
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا


أقسام مجموعة نيرمي الإعلامية عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/10/02




كلمات بحث جوجل