مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | كلمة حول ما يطلق عليه " علم قراءة الوجه "
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | التحايل لإسقاط الضريبة- سؤال وجواب | رهنه أرضاً زراعية يستفيد منها حتى يسدد له الدَّين
- سؤال وجواب | الزكاة والتحايل لإسقاط الضريبة
- سؤال وجواب | لا حرج في إخراج الزكاة من مال لم يمر عليه الحول
- سؤال وجواب | حكم زكاة القرض
- سؤال وجواب | حكم التهرب من الضرائب والعمل في حساباتها
- سؤال وجواب | هل أقلل البروزاك وأستخدم لسترال حبتين؟
- سؤال وجواب | الوكيل في تخليص المعاملات لا يتحمل الضريبة
- سؤال وجواب | حكم التهرب من الضرائب والتحايل عليها
- سؤال وجواب | وزني زائد ولكنه لا يبدو على هيئتي، فهل يجب عمل حمية؟
- سؤال وجواب | المال المستفاد وحكمه
- سؤال وجواب | أعاني من الحيرة وعدم القدرة على اختيار التخصص الجامعي.
- سؤال وجواب | حكم إرسال أغراض مع شخص يتهرب من الضريبة الجمركية
- سؤال وجواب | حكم التهرب من دفع الجمرك
- سؤال وجواب | فرض الضريبة على تجارة غير المسلمين والذميين والمسلمين. رؤية شرعية
هل قراءة الوجه حرام أو هل يعتبر على أية حال شرك ؟ ..
الحمد لله.
أولاً: يمكن لبعض من آتاهم الله بصيرة التعرف على بعض حقائق الناس من خلال تعابير وجوههم ، وإليه الإشارة في قوله تعالى ( لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ ) البقرة/ 273 ، وقوله ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) الفتح/ 29 ، أو من خلال كلامهم ، وإليه الإشارة في قوله تعالى ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) محمد/ 30.
قال ابن القيم – رحمه الله – في تفسير هذه الآية - : والمقصود : أنه سبحانه أقسم على معرفتهم من لحن خطابهم ؛ فإن معرفة المتكلم وما في ضميره من كلامه : أقرب من معرفته بسيماه وما في وجهه ؛ فإن دلالة الكلام على قصد قائله وضميره : أظهر من السيماء المرئية ، والفراسة تتعلق بالنوعين : بالنظر ، والسماع.
" مدارج السالكين " ( 2 / 483 ).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - : وكثير من الناس يعطيهم الله سبحانه وتعالى علماً بالفراسة ، يعلمون أحوال الإنسان بملامح وجهه ، ونظراته ، وكذلك بعض عباراته ، كما قال الله عز وجل : ( ولتعرفنهم في لحن القول ) محمد/ 30.
" تفسير سورة البقرة " ( 3 / 368 ).
وقد سمَّى ابن القيم رحمه الله هذه الفراسة " الفراسة الإيمانية " ، وقال في بيان سببها ، وحقيقتها ، وأصلها : " وسببها : نور يقذفه الله في قلب عبده ، يفرق به بين الحق والباطل ، والحالي والعاطل ، والصادق والكاذب.
وحقيقتها : أنها خاطر يهجم على القلب ، ينفي ما يضاده ، يثب على القلب كوثوب الأسد على الفريسة ،.
وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان ، فمن كان أقوى إيماناً : فهو أحدُّ فراسة.
وأصل هذا النوع من الفراسة : من الحياة والنور اللذين يهبهما الله تعالى لمن يشاء من عباده فيحيا القلب بذلك ، ويستنير ، فلا تكاد فراسته تخطىء ، قال الله : ( أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ) الأنعام/ 122 ، كان ميْتا بالكفر والجهل فأحياه الله بالإيمان والعلم ، وجعل له بالقرآن والإيمان نوراً يستضيء به في الناس على قصد السبيل ، ويمشي به في الظلم ، والله أعلم ".
" مدارج السالكين " ( 2 / 483 - 486 ) باختصار.
ثانياً: وأما " قراءة الوجه " فهي داخلة في نوع من أنواع الفراسة يطلق عليه " الفراسة الخَلقية ".
قال ابن القيم – رحمه الله - : الفراسة الثالثة : " الفراسة الخَلْقية " ، وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم ، واستدلوا بالخَلْق على الخُلُق ؛ لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله ، كالاستدلال بصغر الرأس الخارج عن العادة على صغر العقل ، وبكبره وبسعة الصدر وبعد ما بين جانبيه : على سعة خُلُق صاحبه واحتماله وبسطته ، وبضيقه على ضيقه ، وبخمود العين وكلال نظرها على بلادة صاحبها وضعف حرارة قلبه ، وبشدة بياضها مع إشرابه بحمرة ، وهو الشكل ، على شجاعته وإقدامه وفطنته ، وبتدويرها مع حمرتها وكثرة تقلبها على خيانته ومكره وخداعه.
ومعظم تعلق الفراسة بالعين ؛ فإنها مرآة القلب وعنوان ما فيه ، ثم باللسان ؛ فإنه رسوله وترجمانه ، وبالاستدلال بزرقتها مع شقرة صاحبها على رداءته ، وبالوحشة التي ترى عليها على سوء داخله وفساد طويته.
وكالاستدلال بإفراط الشعر في السبوطة على البلادة ، وبإفراطه في الجعودة على الشر ، وباعتداله على اعتدال صاحبه.
وأصل هذه الفراسة : أن اعتدال الخلقة والصورة : هو من اعتدال المزاج والروح ، وعن اعتدالها يكون اعتدال الأخلاق والأفعال ، وبحسب انحراف الخلقة والصورة عن الاعتدال : يقع الانحراف في الأخلاق والأعمال ، هذا إذا خليت النفس وطبيعتها.
" مدارج السالكين " ( 2 / 487 ، 488 ).
وهذا النوع من الفراسة وتلك القراءة للوجه فيها حق وباطل ، وخطأ وصواب ، وما يذكرونه من صفات لخلقة معينة للوجه لا يلزم أن يكون صحيحاً مطلقاً ، وأظهر خطأ فيها : أنهم يجعلون صاحب الخلقة المعينة يلزم أخلاقاً وأوصافاً لا تتغير ! وهذا باطل قطعاً ، فالكافر يسلم ، والنشيط يكسل ، والغني يفتقر ، والعاصي يتوب ، والقلق يهنأ ، والمكروب يزول كربه ، واعكس ذلك كله ، وأضف إلى القائمة ما شئت من أوصاف وأخلاق وفعال ، وهذا مشاهد مجرَّب معروف.
ومن هنا فقد أكمل ابن القيم رحمه الله كلامه السابق بقوله : " ولكن صاحب الصورة والخِلقة المعتدلة يكتسب بالمقارنة والمعاشرة أخلاق من يقارنه ويعاشره ، ولو أنه من الحيوان البهيم ! فيصير من أخبث الناس أخلاقاً وأفعالاً ، وتعود له تلك طباعاً ويتعذر أو يتعسر عليه الانتقال عنها.
وكذلك صاحب الخِلقة والصورة المنحرفة عن الاعتدال يكتسب بصحبة الكاملين بخلطتهم أخلاقاً وأفعالاً شريفةً تصير له كالطبيعة ؛ فإن العوائد والمزاولات تعطي الملكات والأخلاق.
فليُتأمل هذا الموضع ، ولا يعجل بالقضاء بالفراسة دونه ؛ فإن القاضي حينئذ يكون خطؤه كثيراً ؛ فإن هذه العلامات أسباب لا موجبة ، وقد تتخلف عنها أحكامها لفوات شرط ، أو لوجود مانع.
" مدارج السالكين " ( 2 / 488 ).
فقد تبين أن الفراسة إما أنها تتعلق بالإيمان والبصيرة ، وهذه لا سبيل لتعلمها ، بل هي نور يقذفه الله في قلب عبده المؤمن ، والنوع الآخر قواعد استقرائية يمكن تعلمها ، ويشترك فيها المسلم والكافر ، وفيها خطأ وصواب ، ولا يُبنى عليها علم قطعي ، بل هي أمارات ودلائل ، ربما لا تبلغ درجة الظن الراجح في كثير من أحوالها.
وأما ترويجها بين الناس ، وأكل أموالهم بها : فهو نوع من الكهانة الجديدة التي كثرت صورها في هذه الأيام ، وتحيل المنتفعون بها لأكل أموال الناس بالباطل.
والله أعلم.
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أخذ عائد ضريبي بالتحايل على شروط الاستحقاق من الغش- سؤال وجواب | الوقت الضروري والاختياري للصبح
- سؤال وجواب | الصالحون من فقراء المسلمين هم الأولى بالصدقة
- سؤال وجواب | صفة صدقة السر كما جاء في الحديث النبوي
- سؤال وجواب | أحوال تصدق المدين
- سؤال وجواب | الزوج الحكيم يوفق بين بر والديه وإحسان عشرة زوجته
- سؤال وجواب | مجهول الحال الذي يدعي الفقر يعطى من الصدقة
- سؤال وجواب | أفضل الصدقات ما كان على القريب الكاشح
- سؤال وجواب | أعاني من قلق وميل للانعزال عن الناس، فهل من علاج لحالتي؟
- سؤال وجواب | حكم التصدق بالملابس القصيرة
- سؤال وجواب | سداد دين الوالد أولى أم التصدق على محتاجي سوريا
- سؤال وجواب | زوجت ولدي بسبب زوجته الأولى والآن تطلب طلاق الثانية!
- سؤال وجواب | تصرف الزوج في صدقة امرأته بغير إذنها
- سؤال وجواب | صدقة تطوع لا زكاة
- سؤال وجواب | حكم مشاركة النصراني في الصدقة الجارية
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا