السلام عليكم.

مشكلتي أنني أقوم بقلع شعرات من رأسي في حالة القلق والمذاكرة، أرشدوني إلى حل مناسب وأجيبوني على سؤالي هذا من فضلكم، فشعري تنقصه مادة الكالسيوم، فما هو العلاج؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم، أحد أعراض القلق والتوتر هي قلع الشعر لدى بعض الناس خاصة في الأعمار الشبابية، فأرى أن حالتك بسيطة جدّاً؛ لأن خلع الشعر قد يكون في بعض الناس يحدث دون ارتباط بالقلق، وفي هذه الحالة يعتبر من الحالات الوسواسية، ولكن إن شاء الله حالتك بسيطة جدّاً وبعلاج القلق يمكن أن تعالج الحالة.

أولاً: أرجو أن تقنعي نفسك بقدر المستطاع أن هذا الوضع الذي أنت فيه يجب ألا يحدث؛ لأن الإنسان يستطيع أن يتحكم بأفعاله من هذا النوع إراديّاً، حين يأتيك الشعور بخلع الشعر عليك أن تقومي بإرجاع يدك وتصري على إراجاعها، ثم تقومي بالضرب على يديك على جسم صلب - كالطاولة مثلاً - حتى تحسِّي بألم شديد، اربطي هذا الشعور بالألم بالرغبة في خلع الشعر، هذا يقلل منه كثيراً، كرري هذا التمرين السلوكي عدة مرات.

حين يأتيك أي نوع من القلق قولي مع نفسك: بدلاً من أن أقوم بنتف أو خلع شعري سوف أقوم بكتابة المعلومة التي أريد أن أحفظها أو أستذكرها بصورة أفضل، إذن تقومي بتبديل سلوك غير مرغوب فيه بسلوك أفضل ومرغوب فيه ومفيد، أجري مع نفسك هذه الحوارات وطبقي هذه التمارين وسوف تفيدك إن شاء الله كثيراً.

أرجو أيضاً أن تقومي بعمل بعض تمارين الاسترخاء، ومن أبسطها تمارين التنفس وإعادة التنفس، استلقي في مكان هادئ مع التأمل في شيء طيب وسعيد وجميل مر عليك في حياتك، ثم بعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، ثم قومي بأخذ نفس عميق وبطيء – هذا هو الشهيق – واملئي صدرك بالهواء ويمكن أيضاً أن تملئي البطن بالهواء، أمسكي الهواء لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بقوة وبطء – هذا الزفير – كرري هذا التمرين أربع إلى خمس مرات، بمعدل مرتين أو ثلاث في اليوم، إن شاء الله سوف يقلل هذا أيضاً من القلق.

الشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، ومن الأدوية الجيدة جدّاً لعلاج هذه الحالة العقار الذي يعرف باسم بروزاك، والبروزاك يوجد تحت المسمى العلمي (فلوكستين Flyoxetine)؛ لأني أعتقد أنه يوجد تحت مسميات أخرى في المغرب غير البروزاك، ولكن بالرجوع إلى الاسم العلمي وهو واحد في كل البلدان يمكن الحصول عليه، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – 20 مليجرام – لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهر ثم توقفي عنه.

أنا على ثقة كاملة أنك بتناول هذا الدواء وتطبيق الإرشادات السلوكية السابقة سوف تجدين إن شاء الله أن الحالة قد اختفت.

هنالك وصية أخيرة أود أن أذكرها لك وهي أنك يجب أن تتذكري أن طاقة القلق هي طاقة مرغوبة، ويمكن للإنسان أن يستفيد منها خاصة الزيادة من اليقظة والمثابرة، أنتِ في حاجة لأن تقلقي قليلاً حتى تذاكري وتجتهدي، وعليك التحكم في مقدار القلق بقدر المستطاع، ويتم التحكم إذا تفهمنا أن القلق يمكن أن يكون طاقة جيدة ومفيدة ولكن يجب ألا نطلق له العنان حتى يسيطر على مشاعرنا ويضعف من تركيزنا، بارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء.

وبالله التوفيق..