أنا لا أحب أن يصورني أحد بكاميرا الموبايل، وأحس أن صورتي ستكون سيئة، فما تفسيركم لهذه الحالة الغريبة؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه -يا أخي- ليست حالة مرضية، هي مجرد شعور واتخاذ موقف، ربما يكون لديك أسبابك، وربما تكون سمعت شيئاً معيناً حول هذه الصورة التي تؤخذ عن طريق الموبايل (الجوال)، أو ربما تكون شاهدت صورة لك ولم تعجبك، فهذه ليست حالة مرضية أبداً، وعموماً نعرف أن الموبايل (الجوال) الآن قد استغل استغلالاً سيئاً خاصة البلوتوث وغيرها من الأشياء، فيا أخي لا أعتقد أنك مريض أو أنك في حالة مرضية مطلقاً، هذه مشاعر طبيعية تولدت وأفرزت مما نشاهده الآن في المجتمع، ولكن لتتخطى هذه العقبة فلا مانع أن تقوم أنت بتصوير نفسك، قم بتصوير نفسك على الجوال عدة مرات وباتجاهات معينة، ثم انظر الوضع الذي ترى نفسك فيه مقبولاً.

هذا أمر بسيط جدّاً، وهذا قد يساعدك كثيراً في تخطي هذه العقبة التي سببت لك بعض القلق، وربما يكون أصبح فيها شيء من الوساوس، فأرجو أن تغير الفكرة، وأرجو أن تصور نفسك، ولكن أنا لا ألومك في أنك تكره التصوير بهذه الكاميرا، وأنا أكره ذلك أيضاً لأني أرى في الأصل أنه لا داعي لذلك، فلا تظلم نفسك ولا تعتقد أنك مريض ولا تسمها حالة غريبة، هي مشاعر إنسانية تتفاوت من إنسان إلى آخر وليست أكثر من ذلك.

وكما ذكرت لك نحن الآن نعيش في زمن عجيب وغريب، هذه الصور ربما تستغل لأشياء أخرى وقد حدث ذلك، وأعتقد أن نوع هذه المخاوف ربما تكون لديك في العقل الباطني وهي التي جعلتك تكره التصوير عن طريق الجوال، ولكن حقيقة حتى تكسر هذا الحاجز النفسي -كما ذكرت لك- أرجو أن تقوم أنت بتصوير نفسك، أو اجعل واحداً من الأصدقاء الذين تعزهم وتثق بهم أن يقوم بتصويرك بجوالك أنت، ويقوم بتصويرك في اتجاهات معينة.

وهكذا، وبعد ذلك يمكنك أن تشاهد هذه الصور، وسوف تجد أنها أمر عادي جدّاً.

اكسر الحاجز النفسي، ولكن في نفس الوقت لا أرى غرابة ولا أرى أنك مريض ولا أرى أن عليك بأساً أبداً، بل هي مشاعر إنسانية متولدة مما نشاهده في هذه الأيام وكيف أن هذه الصور تستغل بصورة ليست طيبة في كثير من الحالات.

إذا كان لك تحفظات ومخاوف من الصور بصورة عامة أيضاً فحاول أن تتخطى ذلك! إذا كانت لديك صعوبات في التعامل مع الناس بصورة اجتماعية، فعليك أن تبرز نفسك أكثر، وعليك أن تكون في المقدمة، وعليك أن تكون فعالاً وألا تخاف من الآخرين، وقو من مهاراتك الاجتماعية بأن تتصدر المجالس، وأن تحيي الناس بصورة قوية، وأن تكون دائماً رافعاً رأسك، وأن تنظر إلى الناس في عيونهم ولا تخفض رأسك، وشاركهم اجتماعياً في الرياضة وفي المناسبات.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق..