السلام عليكم أسعد الله حياتكم بكل خير.

أنا شاب بعمر 29 سنة، متزوج لدي ابن، وأنا كثير الهموم، والديون أرهقت نفسي، ومستمر بالحياة، وتحصل خلافات عائلية وتزيد الهم على نفسي.

حصلت مشكلة أو عتاب من الوالدة لي ولإخوتي، وتكدر خاطري ونمت وأنا منزعج، وأثناء نومي أتاني كابوس أو جاثوم فقمت خائفاً جداً، فتوجهت وصليت ونزلت إلى أمي لكي أطيب خاطرها بكلمات، وأن لا تنام وهي متضايقة، وفعلت ذلك ونمت وذهبت للعمل وكنت منزعجاً نوعاً ما، وأكملت يومي وأنا منزعج، وأثناء نومي بالليل أتاني جاثوم وقمت من نومي، وأنا خائف، واستمر الخوف معي 5 أيام، وإلى هذه اللحظة دقات القلب أحس بها سريعة، لا أقدر على الأكل نهائياً، وأشرب الماء باستمرار، وريقي ينشف، وأحس بألم البطن والمعدة، ومعي إسهال، وشهيتي الجنسية منعدمة، ولا يوجد أي انتصاب.

علماً أني أعاني من هواجس وخوف وضيقة صدر، وبعد أن أتاني جاثوم ليومين متتاليين، وبعدها أحس بجسمي يرتجف، وأحس بحرارة داخلية، وأحياناً أحس ببرودة بكامل جسمي، ولا أستطيع آكل شيئاً، ونفسيتي لا تتقبل نهائياً.

عملت تحاليل عند طبيبة باطنية دم وبول، وكلها سليمة -ولله الحمد- وعملت أشعة سونار، والحمد لله، كل شيء سليم، وتحاليل البراز لم أعملها، لأني لا آكل شيئاً نهائياً، وحالتي صعبة، وتزداد سوءاً، وأتعبت أهلي معي، والهواجس والأفكار تلعب بخيالي.

أريد منكم مساعدتي، وجزيتم خيراً...

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الاستشارة بالفعل قمت بالإجابة عليها، لكن نرحب بك في موقعنا، أخي، الذي حدث لك هي نوبات خوف وهرع، والذي يظهر لي أنك شخص حساس، لديك قابلية بقلق المخاوف.

وجود الديون والهموم، والتفاعل السلبي حين تحدث إشكالات بسيطة هذا يدل على أن الإنسان لديه قابلية للقلق والمخاوف، وموضوع الجاثوم وإثارته لنوبات الهلع هنالك علاقة مطردة ما بين الاثنين.

أيها الفاضل الكريم، إن شاء الله تعالى، الأمور بسيطة، ونسأل الله تعالى أن يقضي عنك هذا الدين، أخي الكريم، لا تحل مشكلة بمشكلة أخرى، أي حاول أن تصل إلى حلول دون أن تدخل في إشكالات أخرى، هذا مهم جداً، ورتب حياتك على هذه الكيفية، وأنت لديك أشياء طيبة وجميلة وإيجابية في حياتك فلماذا لا تركز عليها، لماذا لا تنميها أكثر، لتقلل من همومك ومن توتراتك، فأنت متزوج لديك الذرية، أنت في بدايات سن الشباب، لا شك أنه لديك الطاقات النفسية والجسدية الممتازة، والتي إذا سعيت أن تستفيد منها سوف تجد إن شاء الله تعالى، خيراً كثيراً.

أنصحك حقيقة أن تكون أكثر فاعلية وأكثر إيجابية، ولا بد -أخي الكريم- أن تنام ليلاً ومبكراً، وأن تتجنب تناول الأطعمة الدسمة في أثناء فترة المساء، لأن الأطعمة الدسمة كثيراً ما تؤدي إلى الأحلام المزعجة، وإلى الجاثوم.

الحرص على أذكار النوم هذا أمر حتمي وضروري لكل مسلم، وفي حالتك أنت أراك أكثر حاجة إليه، ممارسة الرياضة أيضاً تروض النفس وتزيل السلبيات النفسية والوجدانية التي تصيب بعض الناس، كما أن الرياضة وسيلة لتخفيف القلق والخوف، وقد أثبت ذلك تماماً.

أيها الفاضل الكريم، تناولك لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف أراه سيكون أمراً جيداً بالنسبة لك.

أرى أن عقاراً بسيطاً مثل الدوجماتيل (سلبرايد) والذي يعرف باسم جمبريد سيكون كافياً جداً بالنسبة لك في هذه المرحلة، فيمكنك أن تجربه، والجرعة هي 50 مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر، ثم 50 مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في في موقعنا سؤال وجواب..