السلام عليكم.

أشكركم جميعاً على جهودكم، وجزاكم الله خيراً.

أنا شاب من المغرب، عمري 22 سنة، أصبت بنوبة هلع عندما كان عمري 18 سنة بعد أن تعاطيت الحشيش، حيث جاءتني نوبة قوية من خفقان في القلب ورعشة ووسواس بأني سوف يذهب عقلي، وبدأت بالبكاء والصراخ، ولكن بعد استيقاظي من النوم كنت كمن لا زال في حلم، وظل الشعور بالضيق والخوف والاكتئاب، لكني كنت متيقنا أن كل ذلك من الحشيش، فاستطعت أن أتخلص من هذه الحالة بالصلاة والدعاء والحمد لله، ولكني عدت للحشيش قبل 4 أشهر، وجاءتني نفس النوبة بعد أن أردت النوم، لكني لم أعرها اهتماما، ولكن هذه المرة عادت نفس الأعراض وبقوة، فلم أستطع التخلص منها، وكنت أستفرغ كلما جاءتني النوبة، وهذه النوبة ظلت طوال اليل إلى الصبح، وظلت تأتيني لساعات، وذهبت إلى أحد الرقاة، وقال لي: بأني مصاب بمس وسحر، وتحسن حالي مع الرقية وبعض الزيوت، ولكن ضلت تنتابني رعشة عندما أكون في حالة راحة.

وعندما أريد أن أخلد إلى النوم أشعر بخضار في يدي وتشنج في قدمي يزعجني ويؤرقني فلا أستطيع النوم، فهل ما أعاني منه هو مرض نفسي بسبب الحشيش أم من المس؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن المعروف جدًّا أن تعاطي الحشيش يؤدي إلى نوبة هلع، وتحدث عند تعاطي الحشيش لأول مرة، وتحدث عند تعاطي الحشيش باستمرار، ويمكن أن تحدث بعد فترة من بدء تعاطي الحشيش.

المهم ارتباط نوبات الهلع بتناول الحشيش معروف جدًّا وكثيرة، وأحيانًا تستمر هذه النوبات حتى بعد أن يتوقف الشخص من الحشيش لفترة من الوقت، وتحتاج إلى علاج في حد ذاتها.

ولكن أهم شيء عندما تحدث نوبات الهلع بعد تعاطي الحشيش يجب على الشخص أن يتوقف عن تعاطي الحشيش، وهذا يُقلل فرص حدوث الخوف مرة أخرى، ولكن يمكن أن تستمر لبعض الوقت، وتتعالج وتختفي بعد مرور فترة من الوقت.

إذًا نوبة الهلع لها علاقة مباشرة بتعاطي الحشيش -يا ابني- ولا يمكن أن نقول أن هذا سحر أو أي شيء، لأنه مرض معروف مرتبط بتعاطي الحشيش، وعلاجه هو التوقف عن التعاطي، ثم أخذ دواء من مضادات الـ (SSRIS) مثل الـ (سيرترالين) مثلاً، أنا وجدته فعّال جدًّا في نوبات الهلع المرتبطة بتعاطي الحشيش، ويمكن أن تأخذه لفترة من الوقت، عادةً يأتي في شكل جرعة خمسين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، ويجب أن تستمر فيه لفترة تتراوح بين ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر حتى تختفي هذه النوبات نهائيًا، ومن ثمَّ يمكن التوقف عنه بالتدريج، بأن تُخفِّض ربع الحبة كل أسبوع، ولكن المهم جدًّا التوقف نهائيًا عن تعاطي الحشيش.

وفقك الله وسدد خطاك..