هل تحليل السائل المنوي بعد عملية الدوالي لابد منه؟
السؤال :
السلام عليكم.
أنا محمد عمري 23 سنة, أعزب, أجريت عملية جراحية لأني أعاني من دوالي الخصية بالجهة اليسرى عام 2011م, وقبل العملية أجريت تحليل سائل منوي في مستوصف خاص, وكان عندي ضعف بحركة الحيوانات المنوية فقط والباقي سليم, فلما استشرت دكتور المسالك المشرف على حالتي في المستشفى الحكومي, قال: إذا كنت تشعر بالألم في الخصية فأنصحك بإجراء العملية.
وفعلًا كان هناك ألم بالجهة اليسرى وبالأوردة, وكانت تتضخم يومًا بعد يوم, لدرجة أنه وفي أسبوع واحد انتفخت الأوردة بالجهة اليسرى بشكل ملحوظ لدرجة أني ألمسها وكأنها أمعاء طير!! وقال لي أنها من الدرجة الثالثة، ولكنه عندما كشف علي في المرة الأولى قال: لست مصابًا بالدوالي، ربما لأن كيس الصفن وقتها كان منكمشًا، -لا أعلم-.
أيضًا قال لي الدكتور: بعد العملية ستتحسن حركة الحيوانات المنوية عندك؛ لأن النسب تشير إلى ذلك -بإذن الله- ومما دفعني لإجراء العملية أيضًا هو تدلي كيس الصفن بشكل ملحوظ, وكأني رجل طاعن بالسن، لم يكن وضعي هكذا, في أسبوعين –تقريبًا- تدهورت حالتي, وأصبح كيس الصفن رقيقًا جدًا, وكأن الخصيتين ستسقط منه، مما دفعني لإجراء العملية فورًا.
لكني في الوقت الحالي نادم أشد الندم على إجراء العملية؛ لأني أجريتها جراحيًا, وأصبح مكانها واضحًا أسفل البطن 3 سم, ندمت لأني علمت بعد العملية أن هناك حلًا آخرا, وهو عملية القسطرة بواسطة الميكروسكوب, وأنها لا تتعدى مدتها ربع ساعة, ولا يوجد جراحة عميقة، بل وخزة إبرة في الفخذ.
أريد استشارتكم لأني يوميًا أعض أصابع الندم على أني أجريت العملية جراحيًا, وأيضًا أريد استشارتكم لأني أثق فيكم في حساس للغاية, وخصوصًا أني ملتزم دينيًا وغير متزوج, وهو تحليل السائل المنوي، عندما سألت الدكتور بعد العملية: هل أعمل تحليل سائل منوي؟ قال: لا يلزم, ولكني قرأت في النت أنه من الأفضل أن تحلل بعد العملية بـ 6 أشهر على الأقل, فلما أتيته بعد مدة طويلة قال لي: لا تحتاج أن تعمل تحليلًا, فلذلك أريد نصيحتكم, هل أجري التحليل أم لا؟ خصوصًا أني أعاني من العادة السرية وقد تركتها منذ مدة طويلة, ولا أريد الرجوع إليها من أجل التحليل.
حاليًا عندي آلام في الخصية اليمنى, وعندما ذهبت لمستوصف أهلي, كشف علي الطبيب وقلت له: أشعر بالآلام, فقال: لابد من عمل التحليل؛ لأنك لم تجره بعد العملية, ولن أحكم على حالتك إلا بعد التحليل, وأنا لا أريد أن أحلل أبدًا؛ لأن الدكتور يقول: اعمل التحليل في نفس المستوصف, وهذا صعب للغاية -صعب جدًا علي- فالمكان غير مهيأ تمامًا لمثل ذلك!
أنا أثق بكم فلذلك سألتكم، أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
كان عندك دوالي في المنطقة اليسرى من كيس الصفن, وأنت وصفت المظهر الإكلينيكي للدوالي بكل دقة, وأخبرك الطبيب بأنه من الدرجة الثالثة, وكنت تشعر بالألم أيضًا في تلك المنطقة, فكل العناصر التي تستوجب إجراء عملية إزالة الدوالي متوفرة, وبما أنك قد عملت العملية –والحمد لله- فلا تفكر في الماضي, فالعلم يتقدم كل يوم وإذا عملتها مثلًا بالمنظار وجاءت بعد سنة أو أكثر تقنية جديدة لإزالة الدوالي فهل ستندم وتقول: لو كنت عملتها بالطريقة الجديدة؟
أخي الكريم: ليس المهم طريقة فتح الجلد للوصول إلى الدوالي, ولكن المهم هو الربط الجراحي للدوالي من الداخل, فإن تم بواسطة الجراحة المفتوحة أو المنظار فإن النتيجة واحدة, وهناك أناس يفضلون الجراحة المفتوحة عن المنظار؛ لأن الجراح في هذه الحالة يستطيع أن يرى كل الأوردة كبيرها وصغيرها أمام عينيه, وبالتالي تكون الجراحة أشمل, -وكما أخبرتك- فإن العبرة بالنتائج وليس بطريقة التدخل العلاجي.
وفي العادة يتم عمل تحليل للسائل المنوي بعد ستة أشهر من إجراء العملية, خاصة إذا كان الهدف من إجراء العملية هو تحسين حركة الحيوانات المنوية الضعيفة قبل العملية, وهذا التحليل اختياري وليس إجباريا, ويعتمد على مدى حرصك على معرفة نتيجة العملية ليس إلا, تستطيع عمل تحليل السائل في أي مكان ترتاح له, مع انتشار المختبرات أصحاب الخبرة والشهرة, ومعظم هذه المختبرات مجهزة ومهيئة بوسائل تساعدك على إجراء التحليل بصورة مريحة.
وفقك الله.