مجموعة نيرمي الإعلامية
سؤال وجواب | سب الدين في حال الغضب ومراتب الغضب
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | كيف يمكن التخفيف من أعراض جفاف العيون؟- سؤال وجواب | عدم الثقة في الآخرين . المرض والعلاج
- سؤال وجواب | مشكلتي صعوبة في التبول وعدم الإفراغ الكامل، هل من حل؟
- سؤال وجواب | أشعر بجفاف في أنفي وعيني . ما العلاج؟
- سؤال وجواب | أعاني من الفصام الذاتي، ما العلاج؟
- سؤال وجواب | بعد تناول المخدرات، كيف يمكنني الخلاص منها ومن آثارها؟
- سؤال وجواب | البكاء الدائم عند الضيق هل يؤدي للعمى؟
- سؤال وجواب | زواج الطالبة من أستاذها ومحادثتهما عبر الإنترنت.
- سؤال وجواب | هل ضعف الانتصاب من الآثار المتوقعة بعد العادة السرية؟
- سؤال وجواب | آلام الأسنان عند شرب ماء بارد أو حار
- سؤال وجواب | استعملت مرهم العين لشهرين ولم أتحسن. هل يلزمني علاج آخر؟
- سؤال وجواب | هل من الممكن أن تكون الأحلام حقيقة على الواقع؟
- سؤال وجواب | من لاعب زوجته حتى أنزل فعليه القضاء ولا كفارة عليه
- سؤال وجواب | مخالفة أمر الله لا تزيد الشباب إلا بعدا عن الله
- سؤال وجواب | هل يجوز له أن يتعلم القانون الأمريكي ويدرّسه أو يمارسه ؟
إذا غضب شخص واشتد به الغضب ، وحصل منه سبّ للدين.
فما حكمه ؟ وإن كان متزوجاً فما حكم زوجته منه إذا كان بهذا قد خرج عن الإسلام؟.
الحمد لله.
"هذه مسألة عظيمة ولها شأن خطير ، فسب الدين من أعظم الكبائر والنواقض للإسلام ، فإن سب الدين ردّة عند جميع أهل العلم ، وهو شر من الاستهزاء ، قال الله تعالى : (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) التوبة/65 ، 66.
وكانت جارية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقتلها سيدُها لما لم تتب ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا اشهدوا أن دمها هدر).
فسب الدين يوجب الردة عن الإسلام ، وسب الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك يوجب الردة عن الإسلام ، ويكون صاحبه مُهْدَر الدم ، وماله لبيت المال ، لكونه مرتداً أتى بناقض من نواقض الإسلام ، لكن إذا كان عن شدة غضب واختلال عقله فله حكم آخر.
والغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب : المرتبة الأولى : أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله ، وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب.
فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتيه ؛ لا يترتب على كلامه حكم ، لا طلاقه ، ولا سبه ، ولا غير ذلك ، ويكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
المرتبة الثانية : دون ذلك ، أن يشتد معه الغضب ويغلب عليه الغضب جداً حتى يغير فكره ، وحتى لا يضبط نفسه ويستولي عليه استيلاءً كاملاً ، حتى يصير كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه ، لكنه دون الأول ، فلم يَزُلْ شعوره بالكلية ، ولم يفقد عقله بالكلية ، لكن معه شدة غضبٍ ، بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع بينه وبين بعض الناس كأهله أو زوجته أو ابنه أو أميره أو غير ذلك.
فهذا اختلف فيه العلماء ؛ فمنهم من قال : حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل ؛ فتنفذ فيه الأحكام ، فيقع طلاقه ، ويرتد بسبّه الدين ، ويحكم بقتله وردته ، ويُفرَّق بينه وبين زوجته.
ومنهم من قال : يُلحق بالأول الذي فقد عقله ؛ لأنه أقرب إليه ، ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق ، لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب.
وهذا قول أظهر وأقرب ، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى ، أي في عدم وقوع طلاقه ، وفي عدم ردْته ؛ لأنه يشبه فاقد الوعي بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك.
واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام ، فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم ، وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب ، فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح ، ولا بجر أخيه هارون وهو نبي مثله ، ولو ألقاها تهاوناً بها وهو يعقل لكان هذا عظيماً ، ولو جر إنسان النبي بلحيته أو رأسه وآذاه لصار هذا كفراً.
لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم لله عز وجل على ما جرى من قومه سامحه الله ، ولم يؤاخذه بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه.
هذه من حجج الذين قالوا : إن طلاق هذا الذي اشتد به الغضب لا يقع ، وهكذا سبه لا تقع به ردة ، وهو قول قوي وظاهر ، وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم ، واختارا هذا القول.
وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أُفتي به ؛ لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح ، فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم ، وهذا قول أظهر وأقوى.
ولكن لا مانع من كونه يُؤدب بعض الأدب إذا فعل شيئاً من أسباب الردة أو من وجوه الردة ، وذلك من باب الحيطة ، ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر ، أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدب بالضرب أو بالسجن أو نحو ذلك ، وهذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة ، لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون ، والله المستعان.
المرتبة الثالثة : فهو الغضب العادي ، الذي لا يزول معه العقل ، ولا يكون معه شدة تضيِّق عليه الخناق ، وتفقده ضبط نفسه ، بل هو دون ذلك ، غضب عادي يتكدر ويغضب ، ولكنه سليم العقل سليم التصرف.
فهذا عند أهل العلم تقع تصرفاته ، ويقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك ؛ لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه والله أعلم" انتهى.
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله "فتاوى نور على الدرب" (1/375 – 377) ..
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | أعاني من جفاف وتقشف اليدين في كل فصل شتاء- سؤال وجواب | ما سبب إصابتي بالدوخة عندما أكون واقفا للصلاة؟
- سؤال وجواب | أعاني من الذباب الطائر والطبيب يقول بأني عيني سليمة!
- سؤال وجواب | أعاني من وسواس الموت وأخاف من كل شيء، كيف أتجاوز هذا الوسواس؟
- سؤال وجواب | ما هي أسباب عدم إفراز الدمع أثناء البكاء؟
- سؤال وجواب | الخجل الزائد
- سؤال وجواب | أخشى من عملية عصب الرسغ، ما رأيكم؟
- سؤال وجواب | حكم إعطاء ترجمة معاني القرآن الكريم لغير المسلم
- سؤال وجواب | طاعة الوالدين في حلق اللحية وحضور الحفلات المختلطة
- سؤال وجواب | كيف أتخلص من تغير ملامح الوجه ونزول الدموع عند التعبير عن المشاعر؟
- سؤال وجواب | ظهر دمل في الجفن الأيسر العلوي وقد أجريت عملية ليزك من قبل
- سؤال وجواب | صور من عذاب القبر كما قصها عليه الصلاة والسلام
- سؤال وجواب | لم يثبت استحباب قراءة هذه السور في أذكار الصباح والمساء
- سؤال وجواب | نصائح ووصايا لمن ذهب لبلد مسلم فرأى تفرق وتحزب الدعاة فيه
- سؤال وجواب | التنازل عن المعاشرة الزوجية والرجوع فيه
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا